»خوازيق« تركيا و.. »مهند ونور«!! ((نقد ))

الاستاذ والكاتب (( فؤاد الهاشم )) شخصية صحفية لا يستهان فيها لها صدى على مستوى الدول لا الافراد فقط

ولكنه يعيش بلا مبدأ ولا هدف يرجع اليه

وأحسن أحوال الكاتب فؤاد الهاشم هي تلك الحالة التي يدافع فيها عن الكويت

ومعنا اليوم مقالة غريبة مريبة يتكلم فيها فؤاد الهاشم عن تاريخ امة كاملة ويرميها بأبشع الصفات فيقول :

قبل حوالي اربع ـ أو خمس سنوات ـ قامت بعض الفضائيات العربية ببث حلقات مسلسل سوري درامي اسمه »اخوة التراب« ويتحدث عن مرحلة حكم الخلافة العثمانية الاسلامية وممارسات قواتها العسكرية في الاقطار العربية وتحديدا في لبنان وسورية،

هذه هي المغالطة الاولى : وهي عدم معرفة تلك الفترة معرفة جيدة تجنبه الخطا والزلل
ففي تلك الفترة التي تحدث عنها المسلسل هي اثناء الحرب العالمية الاولى وهي فترة تقع تحت مظلة حزب تركيا الفتاة (( الاتحاد والترقي )) وهو ذو نزعة طورانية

وهي فترة تم فيها التوقيع على الدستور الذي يجعل كل الديانات متساوية في عرف هذا الدستور

وهي فترة حاول فيها النصارى الخروج عن جسد الدولة العثمانية باسم (( القومية العربية ))

وهي فترة غامضة تبين فيها كثرة الخونة والجواسيس مثل (( لورانس العرب ))

(( وخير من يشرح هذه الفترة هو الاستاذ طلال الجويعد صاحب المعرفة الكبيرة في تاريخ الدولة العثمانية والعليم باسرارها واخبارها ))

فنتمنى ان يعطينا رأيه في هذا الكلام

وما ان تم عرض الحلقة الاولى والثانية والثالثة حتى استشاطت السفارات التركية في العالم العربي غضبا وتحركت »الخارجية« في انقرة وابلغت احتجاجاتها العنيفة التي ادت الى توقف هذه الفضائيات عن بث الحلقة الرابعة وما بعدها، حتى محطة »اوربت« التي يملكها عدد من الامراء السعوديين تراجعت ـ هي الاخرى ـ واوقفت.. البث!!

الغضب التركي واضح السبب معروف الهدف وهو الرفض لتشويه صورة الاتراك بطريقة خاطئة والسعي الى زرع القومية العربية على حساب الكره للدولة العثمانية

والمسلسل لم يتكلم بطريقة وثائقية بل هدفه التشويه

لماذا هذا الغضب التركي؟! لأن المسلسل تضمن مشاهد تعذيب عنيفة يقوم بها جنود الخلافة العثمانية ضد العرب

الهدف من هذه المشاهد هو تشويه صورة الدولة العثمانية وليس عرض الحقيقة والا فقد وقعت مشاهد تعذيب مروعة من العرب وغيرهم في تلك الحقبة

ونحن نوضح كما سوف يوضح الاستاذ طلال الجويعد ان احب (( ان العرب المقصودين )) هم من النصارى او المنشقين عن الدولة العثمانية من امثال دعاة الثورة العربية الكبرى سنة 1916

ومنها حفلات »الخوازيق« التي اشتهر بها هذا الجيش الاسلامي، اذ يتم ادخال عصا مدببة في مؤخرة المسجون ويدفع بها حتى تخرج من.. رقبته، وهو اختراع مسجل باسم الاتراك

الخازوق الة تعذيب معروفة قبل الاتراك بقرون عديدة وهو تعذيب لا يجوز ولكن الهذيان وعدم معرفة التاريخ تجعل الانسان ينسى نفسه ولعل صناديق العنب الاحمر لها دور في تخيل هذا التاريخ

ونذكر ان المسيحية المبجلة كانت رائدة في (( محاكم التفتيش ))

 حتى سقطت امبراطورية الخلافة!!

لم تسقط الامبراطورية العثمانية بسبب هذه الاساليب ولكن منذ خروجها بل منذ ان سقطت بيزنطة في يد الاتراك وهم يحاولون تدميرها بشتى الطرق

ومن عرف التاريخ جيدا عرف ان الحرب العالمية الاولى قامت من اجل تقسيم الدولة العثمانية والواقع خير دليل فبعد انتصار فرنسا وبريطانيا قسمت جميع الممالك العثمانية بينهما

لم افهم سر غضب »انقرة« على هذا المسلسل،

ولن تفهم هذا السر حتى تدخل قبرك ، او ترجع الى رشدك وتترك مراحل فقدان عقلك

لأن »اتاتورك« ـ نفسه ـ لم يرض عن دولة الخلافة برمتها ناهيك عن اساليبها، فأسقطها وهدم بنيانها، ولم يكتف بذلك، فقرر حتى ان يمسح ذاكرة الشعب التركي من حروفها العربية التي تكتب بها التركية »مثل الفارسية«، فعمد لتحويلها الى الحروف الابجدية اللاتينية، وامر بخلع الطربوش من فوق رؤوس الرجال، والحجاب من فوق رؤوس النساء، وفصل بين الدين والسياسة ثم وضع الجيش والقوات المسلحة حارسا على هذا الوضع الى يومنا هذا،

هل هذا مدح لما فعل اتاتورك فإن كان مدحا لما فعل فعجبه من غضب الاتراك له وجه من النظر

ولكنه نسي ان الاتراك لم يتبرأوا من تاريخهم ابدا وهذا الذي لم يحسن فؤاد الهاشم فهمه

وارادت تغيير الذهنية العربية عن »الخوازيق« وممارسات جنود الخلافة الاتراك، فقامت بتصدير مسلسل »مهند ونور« فذاب العرب ـ ذاتهم ـ الذين كرهوا الاتراك في المسلسل السوري.. حبا وهياما وغراما في.. »مهند« وزوجته »نور«!! انا ـ حتى هذه اللحظة ـ لم اشاهد حلقة واحدة من هذا المسلسل ولا مشهدا منه،

هذا سر نجاح المسلسل ليس لجمال الممثلة او لوسامة البطل بل لانه باللهجة السورية الناعمة الخلابة هذا هو السر

المطاوعة والملالي ورجال الدين والدعاة« ـ سمهم ما شئت ـ الذين هاجموا مسلسل »نور ومهند« هم ـ ايضا ـ نفس الرجال الذين ايدوا دولة الخلافة ـ وما زالوا يحلمون بعودتها ـ ونسوا ان »الخوازيق« قد تدخل من ادبارهم ولتخترق لحاهم وذقونهم بعد ان تخترق.. رقابهم، ولأن »الخوازيق« قد تأتي على اشكال مختلفة، فإما هي عصا مدببة مدهونة بالزيت، أو هي خازوق »عيونه خضر واسمه مهند« أو »عليه ماكياج وشعره طويل« واسمه.. »نور«!!

كل هذه المقالة هي من اجل هذه الفقرة لم يستطع فؤاد الهاشم ان يبتعد ولو قليلا عن سب المتديينين والسبب انهم له بالمرصاد فهو يراهم في كل شي

ونسي بل تناسى ان كل شي في الدنيا له طرفان ووسط

وهذا امريكا التي يهذي بها ويتغنى لها رأينا ماذا فعلت في العراق وفي كوبا وسجن ابو غريب وسجن قونتناموا

لكن وعين الرضا عن كل عيب كليلة