جريدة الدارالكويتية الأربعاء, ديسمبر 08, 2010 العدد/885 علي البحراني
كما شغلت أحداث 11 سبتمبر العالم لسنوات وكانت عاملا مهما لتغييره لا يقل موقع ويكليكس عن ذلك الحدث، وكلاهما عليه جدل كبير فهل هما فضيحة أم مؤامرة، وكما خلا برجا التجارة في ذلك اليوم المشؤوم من اليهود خلا ويكليكس من فضائح اسرائيل بل إن المئتين والخمسين الف وثيقة التي يدعي الموقع انه سينشرها لا يوجد بها ما يدين أو يفضح جرائم صهيونية عدا ما يخدم مشروعهم، وأعتقد أن تلك الفضائح التي يدعونها هي مسلمات عند الشعوب، وكل متابع لشؤون العالم يعلم ما يحاك وما يدار تحت الكواليس واروقة السياسة لكن الهدف الرئيسي من نشر هذه الوثائق في اعتقادي هو دفع الحكومات المعارضة لاسرائيل أو الحكومات والأنظمة التي تتعامل مع الكيان الصهيوني سرا حيث آن لها ألا تخفي ذلك علنا وإذا ما نشرت تلك الوثائق فلا شيء يخفونه، وبالتالي فحان وقت الإعلان عن تلك العلاقات، كما يهدف ذلك الموقع الذي سيغير خارطة العالم من جديد إلى تغيير اتجاه البوصلة من ناحية اسرائيل وهي العدو المحتل للأراضي الفلسطينية العربية واهلها هناك إلى عدو مسلم لضرب المسلمين بالمسلمين والتخلص من جناحي الاسلام السني والشيعي، والضرب على ذلك الوتر الذي يطرب له كلا الطرفين في صراعهما بعيدا عما يرتكبه الصهاينة من جرائم ومؤامرات تحاك لتدمير المسلمين واضعافهم.
لا يخفى على أي مراقب أن وجود توازنات في منطقة الشرق الأوسط ضرورة ملحة للدول التي لا تملك قرارها، فوجود دولة كإيران مقابل اسرائيل يجعل المنطقة في حالة توازن لئلا تطمع اسرائيل في أكثر مما احتلته، ولا يخفى على الجميع مخطط اسرائيل الكبرى، فمن يضمن أن تلك المخططات لدى الكيان الصهيوني لن تنفذ إن لم يكن لها رادع في المنطقة.
لا يجب أن تنطلي علينا مؤامرة ويكليكس كما شربناها في 11 سبتمبر، وعلينا أن نعي الدرس الذي تعلمناه حتى لا نسجل اخفاقات أكثر مما نحن عليه، ولقد بادرت بعض الدول إلى تحصين نفسها من هذه المؤامرة فنفت علاقتها بهذه الوثائق، وجعلت لها خط رجعة ضد هذه الفضائح والكشف لما يستر عوراتها، والمتستر بالفسق خير من المجاهر به ولو أنه فاسق.
Al2000la@hotmail.com
التعليقات (0)