مواضيع اليوم

«هولوكوست» بـ «فتة العدس» المصرية

علي مغازي

2009-11-25 19:54:18

0

 

 

 

عن مباراة الجزائر ومصر بـ «أم درمان»

صورة لضحية مصرية في أحداث أم درمان

 

«هولوكوست» بـ «فتة العدس»  المصرية

"سيناريو تم تأديته قبل كتابته، وتفوق فيه الممثلون دون أن يكونوا قد حفظوا الدور، بحيث تداخل اللاعبون مع قطع اللعب، وجلست المدرجات على أكتاف الجمهور، وانفصل الملعب عن اللعبة وتطايرت صيحات العشب ونبت الوهم على أنصار الأفواه.."

 

بقلم: علي مغازي

لن يحتاج "صبيان" مصر هذه المرة لألعاب نارية ومفرقعات، يوم عيد الأضحى، لأن مداحي القنوات التلفزيونية المجندة ـ التابعة منها للقطاع الخاص أو تلك الممولة بعرق الشعب المصري الغلبان ـ هذه القنوات اصطفت جميعها في رواق واحد، لصنع "هولوكوست" جديد يُجَرم من ينكره أو يشكك فيه، حتى وإن نزلت الحقائق أمام أعينهم كما نزلت "المائدة" على اليهود ليؤمنوا ولن يؤمنوا أبدا.

هؤلاء المداحين المأجورين الدجالين المتطبعين على وضعيات الانبطاح في علوم "الكماسوترا" السياسي، لإسعاد الشريك وهو النظام الدولي المقيت، هؤلاء  قد أطلقوا من المفرقات ما يكفي "صبيان" مصر لأن يتسلوا حتى موعد الانتخابات الرئاسية القادمة في أم الدنيا والتي تحولت بفعل تلك الأبواق إلى أرملة العواصم...

ولن يحتاج "صبيان" "مصر" ولا شيبها ولا شبابها ولا رجالاتها ولا نساءاتها أيضا لأضحية، فالجسد الجزائري ـ الذي تفننوا في سلخة بمخالبهم ونهشه بأنيابهم في وليمة دموية تخجل منها ذئاب الغابات في أدغال إفريقيا...ـ لأن الجسد الجزائري هو أضحية هذا العيد الـ «مبارك»، أعاده الله عليهم وعليهم بالـ «جمال» والـ «علاء»، و"دقي يا مزيكا ورقصني يا جدع"، وبلهجة الجزائريين "... الهمج..." مصداقا لوصف مثقفات ومثقفي "الأخت الكبرى" في بيانهم الأخير، فإن "الجدع" هو "الجدي" بعد أن يبلغ أشده وقبل أن يصبح تيسا... أنا لماذا شرحت هذا؟؟؟ ولماذا خرجت عن الموضوع أصلا؟؟؟؟ربما هي عدوى أصابتني من كلام أساتذتنا الكباااااااار في الإسطبلات الإعلامية بمصر. الذين يمتهنون فن الخروج عن الموضوع ويحتكرون صناعة الرداءة بامتياز... لقد تابعتهم في السبعة أيام الأخيرة كمن يقتفي آثار بغلة تائهة بتتبع مسار روثها، هذه البغلة التي لا وجود لها أصلا... فمن أين أتى الروث إذا؟؟؟ انتبهوا فلا ضرورة للبحث عن إجابة لأنه لا مبرر لطرح السؤال أصلا... لاحظوا أنني كررت كلمة "أصلا" ثلاث مرات طبعا لإضفاء المصداقية عني..

تصوروني ثخينا وبـ "قفا" واسعة وأنا اضغط على فلقتين تسمى شفاه، تصوروا صلعة ينزلق عليها الضوء وبطنا "سوّدْ عيشةْ الحزام المربوط تحته..." وتصوروا النغمة إيااااها وأنا أقول: أصصصصلا... (بتفخيم وتفهيش وتمعيش وترييش الصاد ) ألا يبدو آنذاك أن كلامي مهم... هذا أسلوب مصري تعلمته خلال مسيرة السبعة أيام تلك، والتي أنهيتها بذبح الـ"جدع"  لأتخلص من اللعنة التي أصابتني...

لن أخوض في خلفيات الموضوع حول ما حدث بالقاهرة في 14 نوفمبر ولا في مباراة السودان التي لعبها فرسان جزائريون فحسموها على مستطيل أخضر بينما لعبها ولا يزال يلعبها حراس عزبة «علاء مبارك»، في كواليس المخابرات وإسطبلات القنوات الهابطة، التي أطلقوا فيها أطنان من المفرقعات الخطابية البائسة، حتى بحت أسماع الجمهور قبل أن تبح حناجرهم، ذلك أن حناجرهم متينة ومشدودة ومثبتة جيدا أكثر مما هي عليه قنوات مياه الصرف التي جعلت نيلهم ملوث "بألف نيله" جراء مخلفات الفنادق العائمة ومخلفات الصرف الزراعي بما فيها من مبيدات وأسمدة كيماوية ومواد سامة... بحيث وصلت نسبة ارتفاع عدد الأطفال الذين "تروح حياتهم في شربة ميه" نتيجة الإصابة بالنزلات المعوية إلى نحو 17 ألف طفل سنويا بسبب تلوث المياه... قلت لن أخوض في تفاصل الحدث، ـ الذي كان بحق عدوانا نظاميا سافرا على الوعي المصري التعيس المحاصر بسيل من الخطابات التدجينية الرهيبة، بل سأكتفي بوصفه كما يلي: "إنه... إنه ماذا؟ إنه سيناريو تم تأديته قبل كتابته، وتفوق فيه الممثلون دون أن يكونوا قد حفظوا الدور، بحيث تداخل اللاعبون مع قطع اللعب، وجلست المدرجات على أكتاف الجمهور، وانفصل الملعب عن اللعبة وتطايرت صيحات العشب ونبت الوهم على أنصار الأفواه"..

"فهمتم شي"...؟

أنا شخصيا لم أفهم لكنني أشعر بأن ما أقوله صحيح، كيف لا والحدث كله يشبه كابوسا كَبسَ على عقل أحدهم من فرط تناول "الكبسة" السعودية، والتي لا يعادل ثقلها على البطن إلا "فتة العدس" المصرية... التي صارت تفعل فعلها هذه الأيام لأن الخطابات "الغندورية" "تطلع من فوق ومن تحت" بحيث تشتغل حاسة الشم أكثر من حاسة السمع... للأسف أنا خرجت مرة أخرى عن مسار الموضوع كما خرج "الباص إياه"... في الخرطوم عاصمة الأمن والأمان، اللي كانوا على متنه أقصد "الباص" ولا أقصد "الخرطوم" كانوا على متنه، أبناء وبنات الباشاوات أصحاب الأمعاء الظريفة، التي لم تذق طيلة عمرها "فتة العدس" الثقيلة الثقييييييلة إلى درجة تجعل الكوابيس غير مفهومة، كما هو غير مفهوم تفسيري للحدث رغم أني لم أتناول لا "الكبسة" ولا "فتة العدس" ولا «البازين» وهو أشهر أكلة ليبية موجودة في السودان، مثلما هي «الشخشوخة» الأكلة الأكثر شهرة في الجزائر والتي لا يعادل شهرتها عندنا إلا «عمرو موسى»  و« عمرو دياب» و«عمرو خالد» و«عمرو زكي»، وما ننساش "اسم النبي حارسه" «عمرو أديب» واللي "بقه" أي "فمه" ينقط عسل وإذا ما صدقتموني اقتفوا مسار نقاط العسل حيثما تجدونها وستعثرون على البغلة اللي حكينا عنها سابقا... "البغلة إياها لقحتو تنسو"...

مش عارف ليه أي حد في الزمن ده يبدأ اسمه بـ "عمرو" دايما يشرف بلده، مثلما أي جريدة اسمها «الشروق» دايما تشرف بلدها...؟ "نفسي أعرف ليييييييه"، وبذكر "الشروق" اسمحوا لي أن أسأل إذا كانت هذه الجريدة قد دفعت أمولا مقابل الإشهار الذي تلقته من القنوات التلفزيونية المصرية مما رفع نسبة توزيعها إلى رقم خيالي... طبعا تم ذلك بفضل الإعلام "الأوديبي" "الغندوري" البيه جدا...

 يتبع...

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات