اهتمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بفيلم «بعد الموقعة» المصري، من إخراج يسري نصر الله، والذي يُعرض في مهرجان «كان» السينمائي بفرنسا، الخميس، وينافس على جائزة السعفة الذهبية، وقالت إن الفيلم الذي يحكي عن أحداث «موقعة الجمل» التي وقعت 2 فبراير الماضي يشير إلى ما حدث بعدها في حياة بعض المشاركين في الواقعة التي حاول بها نظام مبارك التغلب على الثورة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، ما قاله نصر الله عن الواقعة، «السائحون هربوا من القاهرة، والأحصنة والجمال وسائقيها الذين يسكنون بالقرب من الأهرامات أصبحوا يتضورون جوعًا، حتى إن الجمال أصبحت تُباع للجزارين».
وأشار المخرج، الذي قالت عنه الصحيفة «لا يبدو عليه أنه قادر على إيذاء ذبابة»، إلى أن بعض الناس «دفعوا لأصحاب الأحصنة لمهاجمة المحتجين والحشود في ميدان التحرير والاعتداء عليهم»، مضيفًا «ضربناهم بشدة وصادرنا أحصنتهم».
وأضاف «كنت مقتنعًا أن المهاجمين يحملون أسلحة، لكن بعدما شاهدت الموقعة على التليفزيون أكثر من مرة، أدركت أنهم لم يكونوا يحملون سوى الكرابيج، لقد تم خداعهم»، وقال نصر الله، وهو مسيحي بين دولة أغلبيتها مسلمة، على حد وصف الصحيفة، إن «كثيرًا من الأقباط محافظين للغاية، ويفضلون النظام العسكري بدلًا من المخاطرة»، مضيفًا «لكن الجيش فشل ويجب أن نختار الديمقراطية».
وقالت إن الفيلم يحكي قصة الطبقات المتناحرة، والأفراد الذين يبحثون عن التغيير، وعن المواجهة بين شخصين من عالمين مختلفين للغاية، ووصفت فيلم نصر الله بأنه «فيلم جريء، سياسي وشخصي، فيه شخصيات من ثقافات مختلفة تحاول العبور واجتياز الحواجز».
وشبهت «نيويورك تايمز» باسم سمرة، الذي لعب دور محمود، صاحب الأحصنة في الفيلم، بمارلون براندو، الممثل الأمريكي الشهير، الذي يقابل ريم، وتلعب دورها منة شلبي، وهي مطلقة تعمل في مجال الإعلانات وتفكيرها عصري، «ذكية وساحرة وواثقة من نفسها»، على حد وصف نصر الله لها.
ويعترف نصر الله أن كل أفلامه «تدور حول نساء قويات» لأنه لا يمكنه أن يصنع فيلمًا عن شخصيات لا يحبها «وهذه مشكلتي مع صناعة أفلام عن الإسلاميين، أنا لا أحبهم، وأعني بالقول الإسلاميين وليس المسلمين».
ولفتت إلى أن ذلك ليس التعاون الأول بين سمرة ونصر الله، فقد عملا معا منذ التسعينيات في أفلام بدأت «بالقاهرة كما يراها يوسف شاهين».
بدأت مسيرة نصر الله كمساعد ليوسف شاهين، وكان كاتبًا مساعدًا في فيلم «وداعا بونابرت» عام 1985، و«اسكندرية كمان وكمان» 1990، ويقول نصر الله عن شاهين «كان دائمًا يريد أن يعرف مغزى القصة، وأنا لا أصنع قصصًا ذات مغزى أو دروس مستفادة، ولكن عن الأفراد»، موضحًا أنه نشأ في «نظام لم يكن لديه ما يقدمه، كان عمري 18 عامًا عندما مات ناصر، وبالنسبة لي كان المهم دائما هو الفرد وليس الحكومة».
وقبل أن يبدأ صناعة فيلمه «بعد الموقعة»، زار نصر الله أماكن تربية الحيوانات حيث التقى بفقراء مثل «محمود»، ولم يكن لديهم المال لتغذية حيواناتهم. ويقول نصر الله عن التجربة أنه لم ير مثلها من قبل «ولهذا صنعت الفيلم، لماذا يتم تصوير مدربي الأحصنة دائما على أنهم أعداء الناس؟ نحن اكتشفنا أن ذلك كان مجرد غطاء لما يحدث فعلا في الميدان، فخلال المظاهرات، كان هناك قناصة مجهولين يطلقون الرصاص على الناس ويقتلونهم ويتسببون في فقدان أبصارهم في الزحام، لكننا لم نكتشف أبدًا هوياتهم
التعليقات (0)