بعد غياب الوجوه الفنية الكبيرة والتي حملت رسالة المسرح العراقي لاكثر من خمسين، ومن اجل الارتقاء بالمسرح العراقي الذي يعد من اهم المسارح العربية خلال القرنين الاخيرين، هناك دعوات من صناع المسرح من الذين ينادون بضرورة خروج العائلة العراقية من البيت وزيارة المسرح العراقي الذي كان في كل المراحل المعبر الحقيقي عن معاناة العراقيين واحلامهم في حياة مستقرة امنة.«نهر الخير» هل ستكون المسرحية التي تنبئ بعهد مسرحي جديد، ينبع من التغيير في مجرى الاحداث او الكشف التراجيدي من بناء الحبكة ذاتها، بالاخص ونحن نجد ان هناك وجوه فنية تعد من ابزر الوجوه الفنية سواء على صعيد المسرح الجاد او الدراما التلفزيونية، مثل غانم حميد الذي قدم الكثير من الاعمال للمسرح الجاد ولايمكن لذاكرة المشاهد ان نتسى ادوارة الاكثر اثارة في الدراما التلفزيونية.يقول حميد عن «نهر الخير» انها «التجربة المسرحية التي ستجد طريقها الى الجمهور، للشباب المحترم وللناس المحترمة والمسرح الوطني الذي أسميه بالسفارة الابداعية بمكانته وبموقعه ووقايته لنفسه كونه صرحا حضاريا كبيرا وعريقا».ومما لاشك فيه ان من ابرز الوجوه الفنية في نهر الخير الفنان محمد حسين عبد الرحيم الذي عرفه الجمهور من خلال الكثير من الاعمال الدرامية التلفزيونية الكوميدية وغيرها، وتشهد له خشبة المسرح العراقي العديد من الاعمال الكوميدية التي وضعت له بصمة وصفحة في سفر المسرح العراقي.عن هذه المشاركة قال عبد الرحيم، «هذا العمل هو الاول مسرحيا مع المخرج غانم حميد لذا فانا محظوظ كوني حظيت بهذه الفرصة وانا على يقين ان هذه المسرحية ستكون ذات ايقاع خاص فهو معروف عنه انه يعمل وفق معادلة علمية توفق بين المسرح الاكاديمي والمسرح الشعبي بما يحقق فائدة ثقافية للمتلقي فضلا عن المتعة بما تنطوي عليه من رؤى جمالية».وأضاف، «شخصيتي مابين الجادة والهزلية وتسير وفق قاعدة «شر البلية مايضحك» الامر الذي يتطلب العمل على اسس صحيحة والابتعاد عن صيغة الوقوف امام «الميكرفون» لمدة نصف ساعة – كما يفعل البعض – ليقول نكات مضحكة إذ ان الشخصية تتطلب جهدا من الممثل والمخرج من اجل ان يوفق بين المسرح الاكاديمي والمسرح الشعبي وهذا ما يحقق المتعة الحقيقة التي يبحث عنها المتلقي العراقي الذي يعرف قيمة المسرح، وكان دائما متذوقا وناقدا حقيقيا وبناء لكل الاعمال التي عرضت على المسرح العراقي خلال العصر الذهبي للمسرح العراقي».ولان النص هو مجرد كلمات تجري على لسان الممثل فالكلمة التي تعد وسيلة لنقل الافكار الا ان تأثيرها لا يكتمل الا بموسيقى من اجل ان تنجز الرسالة الفكرية والحسية للمضمون.وقد اسندت موسيقى العمل الى الملحن محمد هادي والذي يجد ان للمخرج غانم ن حميد ذائقته الموسيقية العالية ورؤيته في التأثير الكبير على المتفرج بالاخص واذا اعتمد العمل على ملحن له صلة وثيقة بالالحان العراقية وله صلة واسعة مع التراث العراقي وانواعه وتنوعاتها بين الريفي والبغدادية والمقام العراقي.فيما يقول الفنان احسان دعدوش ان «هذا العمل الذي سيولد بعد سنوات من غياب عمل متكامل سيكون مفاجئ للجمهور وهو يلتقي بنجوم احبهم واحب اعمالهم».العمل الذي كتبه جعفر النجار لحساب الفرقة القومية للتمثيل في دائرة السينما والمسرح قد بدأت القراءات الاولى له، يراهن عليه الكثيرين بأنه سيكون بداية لمرحلة جديدة من الكوميديا..
التعليقات (0)