الهدف والغاية من المسير الحسيني في فكر المحقق الصرخي
بقلم الكاتب سليم الحمداني
الشعار الحسينية والتي يقوم بها المحبين والاتباع لآل البيت _عليهم السلام_ خلال شهري صفر ومحرم استذكاراً للفاجعة الاليمة واقعة الطف التي احلت بال الرسول حيث القتل والترويع والنهب والسلب والهجوم البربري الذي قام به الجيش الاموي على خيام رسول الله حيث بنات الوحي وعيال الحسين _عليه السلام_ فحرقوا الخيام وروعوا النساء والاطفال ولم يكتفوا بذلك بل اخذوا بنات الرسالة يقدمهن الامام السجاد _عليه السلام_ وهو يعاني المرض الذي انهكه من بلد الى اخر حتى وصلوا بهم الى الحاكم والسلطان الاموي يزيد الفاجر.
فهل يا ترى ان هذا الشيء الذي حصل بالأمام الحسين وصحبه وآل بيته هو امر عابر او هو لهدف وغاية عظيمة ؟؟ ألا وهو الحفاظ على الدين الحفاظ على مبادئ الدين محاربة التطرف والانحراف والشذوذ الاخلاق واحياء فرائض شرع الله عز وجل وفي مقدمتها فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .وعوداً الى بدأ فيجب ان يكن احياء الشعائر الحسينية من اجل هدف وغاية ومن تلك الشعائر السير المقدس المبارك في زيارة الاربعين صوب قبلة الاحرار كربلاء التضحية والصمود فهل يا ترى ان سير الملايين هو مجرد لهو ؟
او احياء حقيقي للثورة العظيمة التي قام بها ابي الاحرار والاستفادة من تلك الثورة في اصلاح النفس والمجتمع ومقارعة الظالمين ونصرت المظلوم كما فعل ابو الاحرار _عليه السلام_ فلذا يجب ان يكون السير نحو كربلاء من اجل هدف وغاية عظيمة فيها إحياء النفوس وهنا نعرج الى ما اشار اليه سماحة المرجع المعلم هلال بيانه الموسوم (محطات في المسير كربلاء) قوله:
)المحطة الثانية:
ولنسأل انفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الالهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الاطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل انواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات……
قال العلي القدير جلت قدرته:
بسم الله الرحمن الرحيم
}أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة/16.
فها هو كلام الله المقدس الاقدس يصرّح بعدم ترك الإنسان دون تمحيص واختبار وغربلة وابتلاء ، فَيُعرف الزبد والضار ويتميز ما ينفع الناس والمجاهد للأعداء وابليس والنفس والدنيا والهوى فلا يتخذ بطانة ولا وليا ولا نصيرا ولا رفيقا ولا خليلا ولا حبيبا غير الله تعالى ورسوله الكريم والمؤمنين الصالحين الصادقين ((عليهم الصلاة والسلام((
فيرغب في لقاء الله العزيز العليم فيسعد بالموت الذي يؤدي به الى لقاء الحبيب جل وعلا ونيل رضاه وجنته
وفي كربلاء ومن الحسين عليه السلام جُسّد هذا القانون والنظام الالهي ، حيث قام (عليه السلام) في اصحابه وقال:
))إنَّه قدْ نَزَل من الأمر ما تَرَون ، وإنّ الدنيا قد تغيَّرت وتنكَّرت ،وأدبَر مَعروفُها………. ألاَ تَرَون أن الحقِّ لا يُعمَل به ،والباطلِ لا يُتناهى عنه ، لَيرغَب المؤمنُ في لقاء ربِّه فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ بَرَماً ))انتهى كلام المرجع المحقق..........
رابط بيان (محطات في المسير كربلاء)
التعليقات (0)