مواضيع اليوم

[ سَـــــــوادٌ ] وَالـــحُـــــدُودُ ضَــيّــقة .. !..‏ ‏

سامي عرب

2009-05-16 11:19:04

0



إني أسخرُ و أستنكر مَن عاش بوهمه كأنهُ سعيد و هو للشقاء نسيب تغنى بالسعادةٍ لحظة ليطفئ شيئاً مِنْ لهيبِ الألمِ و الحرقة و كأنه يداوي مرض عضال ليس يبرئه إلا الموت ..
يقولُ أن الدنيا مساحة بيضاء وهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة و يقولُ إنها دارُ سعد و أنس و هو الذي يموت في كل لحظة ألف مرة أو تزيد و هو هنا يخادع نفسه ثم يقع و ينكسر و يصدم لأنهُ تغافل عن الواقع و عاش ضد ما يقتضيه الحال إنهُ حقاً أكثر ألماً وحزناً من ذي قبل إنهُ يتألم كما لم يتألم من قبل و يموت كما لم يمت من قبل مراياه تحطمت و أحلامهُ ذبلت و عينيه خُطفت و روحه فُقدت و في حياته هو جماد لا يُحرك ساكناً تكسرهُ قطرة المطر الرقيقة و تنصفه مطرقة الحقيقة إن السعادة إن أتت فهي شدة و ستزول و الراحة من بعدها التعبُ فلا يعيش أحدكم في حلم بلون الزهور و يظن أنهُ بهذا يهنئ في العيش أو يزيدُ قوة و وجاهة إن الرجل العظيم هو ذاك الذي يعلم أن الحزنَ أكبر من أن يتسعه القلب و مع هذا يتأقلم مع مشاقِ الحياة وكدرها و ألمها و يبتسم مع كل ما يمر به مشكلات أو معضلات على أن لا ينسى دوره في الحل و أثرهُ في المشكلة و لا يعيش في الوهم وفي حدود واسعة و بياض ليس له أثر أو وجود بخاصة أن البيئة بكل مكوناتها تخبرنا على أن القيود كثيرة و الحدود شائكة و مؤلمة لكل من حاول أن يتجاوزها و هنا لا أثبط العزيمة و الهمة و لا أقلل من شئن المحاولة المجدية بما تقتضيه المعطيات و ردة الفعل لقد كان هذا الخطاب الأخوي العفوي لمن غرق في الوهم و من أثار العيش في الخيال و التخلي عن كل ما يرتبط مع الواقع و هو بذلك يذوق المُر مرين حيثُ يعيش في عالمين مختلفين و في حالتين متناقضتين ما تسبب لهُ السقم من بعد العافية و التذبذب من بعد الاتزان و يشمل هذا ضياع الفكرة و فقدان الهدف و عدم الجرأة على المواجهة.
قلتُ مرة: أن الاعتراف بالمشكلة و من ثمَ حلها بالطرق الصحيحة مع كل ما يسببه هذا من ألم يعطي الفرد قوة تجعله يصمد في وجه المصاعب التي تواجهه في مستقبله كما أن تكرر هذا يخفف من وطأة الألم و يعتاد عليه و لا يمحوه أثره.

 

18-03-2008, 01:05 AM




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !