كان أحمد يسير برفقة زوجته سارة في أحد المجمعات التجارية، عندما همس في أذنها قائلاً وهو يشير بيده، أتعرفين يا سارة أنا مستعد أن أقسم بالله تعالى بأن هذين الزوجين جديدان على الزواج بل إنهما ربما في بداية شهر العسل! قالت سارة باستغراب كبير، وما الذي يجعلك تجزم وتكاد تقسم على ذلك يا مستر أحمد!!
قال أحمد وهو يبتسم: انظري كيف يمسك الزوج بإصبع الزوجة بطريقة ناعمة، وانظري كيف يتشاركان في الحديث بطريقة تجعلك تشعرين بأنها تقابلا لتو!!
قالت سارة: الله الله يبدو أن زوجي خبير في علم الأزواج وأنا آخر من يعلم!
قال أحمد: الأمر ليس علم أزواج يا سارة هانم إنما هي أشياء مشاهدة للجميع، انظري مثلاً إلى هذا الرجل والذي تسير زوجته خلفه بمترين، يبدو أنهما قد تزوجا منذ ثلاث أو أربع سنوات!
فضحكت سارة وأشارت بيدها بطريقة خفية وقالت: طيب وهذان الزوجان برأيك كم قد مضى على زواجهما يا سيد أحمد؟
قال أحمد: يوووه يا ساره هذان الزوجان يبدو أنها قد تعديا العشرين عاماً بسنوات، فضحكت سارة وقالت: وما هو دليلك هذه المرة يا أستاذ أحمد؟
قال أحمد ألا ترين كيف هي الزوجة تجري لاهثة وراء زوجها تحاول اللحاق به دون أمل أن تصل إليه!
قالت سارة: والله كلامك وتحليلك غريب يا عم أحمد! فضحك أحمد وقال: أنت في مرة تقولين لي يا عم أحمد وفي مرة بالسيد ومرة بالأستاذ إرسي لك على لقب ياهانم!
ثم أخذ منها ما اختارته من الملابس وتوجه بها إلى الكاشير، ودفع االحساب ثم أمسك بيدها وخرجا، استقلا السيارة متجهين إلى المنزل.
وبعد صمت قصير قالت سارة: على فكرة يا أحمد غداً لدي موعد عند أخصائية الجلدية والشعر، قال أحمد: جلدية ماذا وشعر ماذا يا هانم…استرها معانا يا رب؟
قالت سارة: أولاً سأعمل تقشير لبشرتي وسأفرد شعري، وكذلك سأعمل جلسة أملاح، وأيضا سأعيد تشكيل قوام جسمي!
قال أحمد بعد أن مطَّ شفتيه: أنا تقريباً فهمتُ كل شيء إلا إعادة تشكيل قوام جسمك هذه، كيف يحدث هذا يا هانم، هل يضعونك في تابوت ويغلقونه عليك ثم تخرجين منه بعد قليل مثلا؟
قالت سارة: يووه منك يا أحمد، ألا تكف عن عادتك في السخرية مني!
قال أحمد: يا هانم (الزين زين لو قام من النوم، والشين شين لوغسل وجهه بصابون كل يوم) ولا أعرف كيف تنطوي عليك وعلى النساء مثل هذه الألاعيب والأكاذيب والتي هدفها الأول جمع أكبر عدد من الساذجات وبالتالي جمع أكبر قدرٍ من المال!
قالت سارة: أرجوك يا أحمد كل المراكز قد تكون كاذبة إلا مركز (البشرة السحرية) فهذا هو المركز الوحيد الذي يستخدم تقنيات مميزة ومتطورة!
قال أحمد: أي بشرة سحرية بل قولي بشرة سحلية يا امرأة!
قالت سارة: أنت دائماً هكذا, دائماً تهزأ بي وبأي شيء أريد أن أعمله أو أي شيء يخصني, ألا تعرف بأنني أعمل كل هذه الأشياء من أجلك أنت؟
قال أحمد أنا أعرف كل ذلك يا هانم, لكن من غير المعقول أن يضيع جزء كبير من راتبك على أشياء ليس لها أثر حقيقي, إنما هي وهم صدقتيه دون أن تمسكي به!
ثم أردف قائلاً: الجمال يا ست سارة أن تكوني طبيعية, يكفي أن تضعي قليلاً من الماكياج, فمثلا لو وضعتِ قليلاً من الروج ومن الكحل لكان حسناً
فأدوات الزينة قد صنعت وابتكرت لكي تظهر جمال المرأة لا أن تخفي معالمها أو أن تدفنها تحت أطنان من المساحيق أو حتى أن تمسخها إلى مخلوق آخر غير الذي نعرفه!!وأنت يا سارة جميلة عندي بلا مساحيق، وبلا رتوش زائدة!
قالت سارة: طيب يا أحمد سألغي كل ما قلته لك إلا جلسة تنظيف البشرة!
قال أحمد: في النهاية أنت وما ترين يا سارة والأمر لك.
انتهت
التعليقات (0)