مواضيع اليوم

: قضية الفقر

طالبه تخشى الموت

2010-12-10 20:57:03

0

ظاهرة الفقر تواكب مسيرة الإنسان منذ أقدم العصور، وتقوم الجماعات وتتوالى الحضارات وتختلف البيئات وتتباين الثقافات وتبقى سمات الفقر بادية على وجه البشرية أو متوارية لتنبئ عما فى قلب الإنسان من غلظة وما فى نفسه من أنانية، ولقد كان لانتشار الفقر والبؤس والحرمان الذى عانى منه غالبية الأفراد فى المجتمعات النامية أثر على زيادة عدد من يدخلون فى جيش التسول والتشرد وصاحب ذلك كثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية (1).
فالفقر يقترن بمصاحبات اجتماعية تجعله مصدراً للذل والحرمان والهوان وفقدان الكرامة والإحساس بالنقص والدونية والضعف والتخاذل السياسى الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى إعاقة شديدة فى إنتاجية الفرد، وعجزه عن المشاركة فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية وبالتالى إهدار الإمكانيات المجتمع (2) فعذاب الإنسان الأكبر هو الفقر، وقد تجاوزت مشكلة الفقر نطاق الأفراد لتشمل نطاق الأمم، وخطيئة الفقر الأولى هى أن يحرم الحياة من معناها (3)
: مفهوم الفقر
مفهوم الفقر معقد لا يمكن تعريفه بمؤشر واحد فقط، فأى محاولة لتعريفه لابد أن تأخذ فى اعتبارها معايير متعددة: الدخل، الممتلكات، التعليم، التغذية، وإمكانية الحصول على خدمات عامة معينة ... إلخ. وللفقر تعريفات مختلفة منها ما هو مطلق وما هو نسبى والتعريف المطلق يحدد قدراً معيناً من السلع والخدمات الضرورية لحياة الفرد أو الأسرة وبالتالى فالفقراء هم من لا يمتلكون الوسائل الاقتصادية للحصول على هذه السلع والخدمات أما التعريف النسبى فهو يحدد فقر الشخص بالقياس إلى دخول الآخرين فإذا كان مستوى معيشته أقل من المتوسط فهو يعد فقيراً (4).
ويرى بعض الباحثين أن مفهوم الفقر هو أشكال مختلفة من الحرمان الناتج عن انخفاض الدخل أو انعدامه والسكن فى أماكن مكتظة بالسكان والبطالة وعدم توافر البنية التحتية (5).
ويرى عبد الباسط عبد المعطى أن الفقر حالة بنائية ملازمة لأسلوب انتاجى من طابعه وجود التمايزات الخاصة التى تأتى من الملكية الخاصة والتمييز بين أنماط العمل إلى يدوى وعقلى وترى "مارلين قنواتى" أن الفقر مشكلة بنائية تنتج عن قوى اجتماعية واقتصادية وسياسية وتاريخية تشكل المجتمع (6).
ويرى "الرافعى" أن الفقر المادى هو عوز الإنسان إلى المال الذى يسد به حاجاته الأساسية من مآكل ومشرب وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس فى معاشهم. ويرى أن الفقير هو شخص فى الناس ضائع حتى لا يعرف له محلاً ومنفرد حتى لا يجد بينهم لشخصه ظلاً فإن أقبل على الناس فروا من أماكنهم كأنه زلزلة تمشى وإن استصرخهم نفروا كأنه فى صوته فزع الرعد القاصف وهو كائن ضعيف أحاط به الجهل حتى أنه ليجهل نفسه وأينما يول وجهه أشاح عنه الناس بوجوههم فلووا رؤوسهم، وصعروا خدودهم وأمالوا أعناقهم .. وهو من تنكرت له الدنيا حتى أصبح فيها كأنه نوع شاذ من الخلق يقوى على كل شئ حتى الطبيعة ولكنه يضعف عن شئ واحد، وهو الغنى فقضت عليه شرائع الاجتماع أن ينفق من حياته أضعاف ما يكسب لحياته (1).
وحدد البنك الدولى مفهوم الفقر على أنه عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة وتحقق الفقر فى دولة وفى لحظة ما يتحدد بمعدل نمو دخل السكان فى المتوسط وبالتغير فى توزيع الدخل وضعف آليات التوزيع العادل للدخل يؤدى إلى زيادة مستوى الفقر(2). بينما يجمل الفقراء فقرهم على أنه نتيجة عدم قدرتهم على تلبية الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى عدم القدرة على تسديد فواتير الماء والكهرباء، وتلبية الواجبات الاجتماعية (3).
وقد حددت المؤسسات الخيرية ولجان الزكاة والعديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولى خطاً للفقر فالفقير هو من يقع دخله السنوى بين 378-509 دولارات أمريكية، أو هو صاحب الأسرة التى يبلغ عددها 7 أشخاص ولا يستطيع إنفاق 550 دولاراً أمريكياً فى الشهر على أسرته لأغراض الطعام وغير الطعام (4). وللفقر عدة أوجه تتمثل فى عدم كفاية الدخل، وسوء التغذية وانعدام الوصول إلى الفتات (5).
ويمكن قياس الفقر عن طريق التعبير عن عدد الفقراء كنسبة من السكان أو عن طريق قياس مستوى المعيشة معبراً عن دخل العائلة أو متوسط نفقات الفرد (6).
الفقر فى تراث الشعوب
من وطأة الفقر على الإنسان منذ القدم تضمن تراثه العديد من الأمثال التى توضح مفهوم الفقر من وجهة نظره، وسخريته منه، ومن ذلك تلك الأمثال الشعبية:
1- نهار الفقير طويل (مثل أسبانى).
2- الصوم الطويل لا يوفر خبزاً (مثل هولندى). (7)
3- بصلة المحب خروف (مثل مصرى).
4- الجعان يحلم بسوق العيش (مثل مصرى).
5- الجعان، والبردان، والخايف ما يجيهمش نوم (مثل مصرى).
6- الدراهم مراهم (مثل مصرى).
7- ربك رب عطا يدى البرد على قد الغطاء (مثل مصرى).
8- الزرع أن ما غنى ستر (مثل مصرى).
9- ضيع سوقك، ولا تضيعش فلوسك (مثل مصرى).
10-الغنى غنوا له والفقير إيه يعملوا له (مثل مصرى).
11-القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود (مثل مصرى).
12-مفتاح السر كلمة، ومفتاح الخير لقمة (مثل مصرى).
13-لا مال ولا جمال. (مثل مصرى). (8)
أنواع الفقر
أولاً: فقر الدخل:
هو أحد المقاييس المستخدمة فى استراتيجيات تخفيف حدة الفقر، ويعرف بخط الحد القوى. وهو يعين مستوى الدخل أو الإنفاق أو الأرقام القياسية، ويعتبر هذا المستوى هو الحد الفاصل بين الفقراء وغير الفقراء ويمثل هذا الحد الفاصل والذى يسمى خط الفقر الحد الأدنى من الدخل اللازم لتلبية النفقات الضرورية للأغذية، والبنود غير الغذائية للفرد أو الأسرة (1)
ثانياً: الفقر الذاتى:
يقيس درجة الفقر من منظور الفقراء أنفسهم. حيث يعرف الفقر من وجهة نظر الفرد ذاته فإذا شعر بأنه لا يحصل على ما يحتاج إليه، بغض النظر عن طريقة تحديده لاحتياجاته الأساسية، فإنه يوضع ضمن الفقراء (2).
ثالثاً: فقر القدرات أو الفقر البشرى:
هو الفقر فى القدرات التى تؤدى لتمتع الأشخاص بالتغذية الجيدة، والصحة، والتعليم، والحياة الحرة، والكريمة. ويحدث هذا النوع حينما تنعدم أو تضعف القدرات التى تقوم الدولة بتزويدها للمواطنين. ويتمثل أساساً فى السلع الاجتماعية العامة. أى الخدمات والتسهيلات الأخرى المقدمة التى تقوم الدولة بواسطتها بتوفير الأصول غير المادية التى تتمثل فى الصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، وغيرها من حقوق المواطنة (3).
الفقر فى جمهورية مصر العربية
ينتشر الفقر فى جمهورية مصر العربية بمعدلات مرتفعة حيث يعيش (25.89%) من الأسر المصرية تحت خط الفقر فى الريف، و(35.88%) فى الحضر، ويقع أعلى تركز للأسر الفقيرة، وشديدة الفقر فى إقليم الصعيد، ثم محافظة الإسكندرية، والقاهرة، وتقع مصر فى المرتبة (124) من بين (173) دولة يشملها تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية عام 1993م (4). ووفقاً لإصدار حديث للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، بلغ هامش الفرق بين خط الفقر، والفقر الذاتى أكثر من 35% فى المدن الكبرى بمصر. ووفقاً لهذا المقياس يعتبر 34% من المصريين فقراء (5).
وينفق محدودى الدخل نسبة أكبر من دخلهم تتراوح بين 57%، 64% على الغذاء نظراً لارتفاع أسعار الغذاء بمعدل أعلى من معدل التضخم، وقد تزايد الفقر فى مصر بصورة ملحوظة سواء إذا ما قيس بعدد الأسر التى تعيش عند مستوى الفقر أو أقل منه. حيث أن أكثر من 7.5% من السكان يعتبرون فقراء فقراً مدقعاً (يعيشون على أقل من واحد دولار يومياً) مع عدم قدرة 44% من السكان على الإنفاق بشكل كاف، للحصول على الحد الأدنى من الغذاء المناسب. كما أدى انخفاض متوسط الدخل إلى انخفاض الإنفاق العائلى على الطعام، كما أدى تخفيض فاتورة الدعم للإضرار بالفقراء بشكل كبير. طالما أن جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة الفقيرة يتم إنفاقها على البنود الغذائية الأساسية المدعمة. كما أدى تخفيض قيمة الجنية المصرى إلى زيادة أسعار الطاقة. وهذا أدى لحدوث زيادة فى سعر السلع المستوردة بما فى ذلك البنود الغذائية الأساسية، مثل القمح، والدقيق بالإضافة إلى أسعار السلع الرأسمالية، والوسيطة المستوردة وأدى ذلك بالمقابل لزيادة تكاليف الإنتاج، والمستوى العام للأسعار، ومن ثم تكلفة المعيشة (1).
وقد أنشئ الصندوق الاجتماعى للتنمية، للتخفيف من الصعوبات التى تواجه الفقراء، ولكن أدت محدودية موارد الصندوق لجعل الأمر غير مجدياً. وما زال الفقراء يعانون من الأمية، والمرض، وعدم توافر المسكن الصحى، وسوء التغذية، ورافق ذلك تعدد الجرائم، والهجرة من المناطق الريفية سعياً للعمل بالقطاع الهامشى للمدن، وأدى لبروز ظاهرة المناطق العشوائية (2) ففى القاهرة تنتشر المساكن التى لم تعد أصلاً للسكن "كالعشة"، و"الكشك"، و"الكابينة"، و"الجراج"، لكنها اتخذت كأماكن للمعيشة نظراً لعجز المعروض من المساكن عن مقابلة الاحتياجات السكنية عند مستويات للأسعار تتناسب مع دخول هذه الفئات التى تظهر للإقامة فى هذا النوع من المساكن. علاوة على أن هذه الغرف غير مزودة بأى نوع من المرافق أو المنافع كدورة المياه، والمطبخ، وفى أوائل الثمانينات بلغ عدد هذه الغرف فى الحضر المصرى 677 ألف غرفة بنسبة تصل إلى 20% من إجمالى الوحدات السكنية المخصصة للسكن. وتضم القاهرة وحدها 43% من مجموع هذه الغرف، كما تضم هى والإسكندرية معاً 60% من مجموعها على مستوى الحضر المصرى (3).
وقد أوضحت دراسة لمنظمة العمل الدولية، أن 25% من الأسس المصرية الفقيرة تشتغل بالزراعة، وهى أسر معدمة لا تملك، ولا تستأجر أرضاً، وتعول عدداً أكبر من صغار السن، إذا ما قورنت بمثلها من الأسر غير الفقيرة، إذ تبلغ نسبة صغار السن لديها نحو 48% (خاصة فى الفئات أقل من 15 سنة)، بينما تبلغ نفس الفئة نحو 41% فى الأسر غير الفقيرة وتبلغ نسبة الفقراء فى الريف المصرى 41% من السكان، وتصل نسبة الأسر الفقيرة إلى نحو 35% من إجمالى عدد الأسر (4).
وإذا ما حاولنا الوقوف على نمط الاستهلاك لدى الأسر الفقيرة، فإنه يمكن ملاحظة أن 78.5% من الإنفاق يذهب فى اتجاه السلع الاستهلاكية، فى الوقت الذى تستهلك فيه الأسر غير الفقيرة نحو 69%، ويقدر الإنفاق على الغذاء بنحو 68% من الإنفاق الكلى للأسرة بنحو 8% فى حين أن نسبة الإنفاق على التعليم، والرعاية الصحية نحو 8%، 2% على التوالى (5).
مكافحة الفقر

الإجراءات التى قامت بها الحكومة لمحاربة الفقر
فى الوقت الراهن تقوم الحكومة المصرية بعدة أهداف لمحاربة الفقر من خلال قنوات عديدة:-
1- تقديم مساعدات مباشرة للفقراء من خلال وزارة التضامن الاجتماعى (الشئون الاجتماعية سابقاً).
2- برامج للتعليم المجانى، ومكافحة الأمية من خلال وزارة التعليم.
3- رعاية صحية مجانية من خلال الوحدات الصحية المحلية، والمستشفيات العامة الكبيرة التابعة لوزارة الصحة.
4- دعم الخبز والقمح ودقيق القمح والسكر وزيوت الطعام من خلال وزارة الضمان الاجتماعى (التموين سابقاً).
5- ولعل من أهم برامج محاربة الفقر فى السنوات القليلة الماضية على الإطلاق قيام الحكومة بإنشاء الصندوق الاجتماعى للتنمية (2).
الفرع الثانى: الإجراءات المقترحة لمكافحة الفقر
1- تصميم حملة دعائية ضخمة يكون الهدف منها إنهاء علاقة الأب والابن التى اعتادها الشعب من الدولة. وأن على جميع أفراد الشعب التخلى عن فكرة الاعتماد على الدولة فى كل شئ، والمبادرة بإقامة المشروعات الصغيرة التى تعمل على زيادة دخول الأفراد، كما تهدف إلى تحقيق تنمية الدولة ككل (3).
2- تضع الدولة إطار محدد لطبيعة المشروعات الصغيرة التى تحتاجها فى هذه المرحلة من مراحل التنمية، وإعطاء الحوافز، والتسهيلات لمن يبادر بإقامة تلك المشروعات (2).
3- تصميم حملة دعائية موجهة للأثرياء، والأغنياء، لتوجيههم لإقامة مشروعات خيرية لمساعدة الفقراء، وتداول الثروة بين أفراد الشعب.
4- رفع الأجور فى الأعمال الحكومية بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار.
5- التوسع فى عمليات التنمية الشاملة، والاهتمام بالمرافق، والخدمات العامة، ووصولها إلى الجمهور، وخاصة الفقراء بأسعار رمزية للغاية.
6- التوسع فى عمليات إعمار الصحراء، وزيادة الوحدات السكنية، وإنشاء الظهير الصحراوى لكل مدينة، وتوصيل المرافق، والخدمات لها.
7- إنشاء أماكن مخصصة للأطفال الصغار، وكبار السن، والمرضى الذين لا يستطيعون السعى إلى الكسب والعمل لحمايتهم من التسول والتشرد فى الشوارع وتوفير مناطق آدمية ورعاية صحية لهم.
8- توفير فرص العمل للشباب، والتوضيح لهم بما يحتاجه سوق العمل، ليوجهوا دراساتهم ومهاراتهم نحو احتياجات سوق العمل، ليجدوا فرص العمل المناسبة.
مداخل استراتيجيات محاربة الفقر

المدخل الأول: تدعيم النمو الاقتصادى
يتعامل هذا المدخل مع الإجراءات التى تزيد من وصول الفقراء إلى التوظيف الإنتاجى وإلى تملك الأصول فلقد ثبت بالتجربة العملية ضرورة استمرار تحقق النمو الاقتصادى، للتقليل من حدة الفقر. ولابد من أخذ العوامل الخاصة بكل بلد بعين الاعتبار أثناء محاولة صياغة استراتيجيات للنمو تنحاز للفقراء. وفى حالة مصر، ينبغى التأكيد على عدد من العوامل أثناء صياغة السياسات التى تهدف للحد من الفقر وهى مجموعة من السياسات العامة، حيث يجب على الدولة المضى قدماً فى انتهاج عدد من السياسات التى بدأت العمل بها، ومن أهمها:-
1- سياسات نقدية ومالية تهدف لتقليل مستوى التضخم، ذلك أن استمرار ارتفاع الأسعار يشكل حجر عثرة يقف أمام تفاعل الفقراء فى المجتمع، ويزيد من حدة معيشتهم (1).
2- سياسات خاصة بالتجارة، وسعر الصرف تهدف لتشجيع التنافسية، وتعمل على تدعيم الترابط مع الأسواق العالمية (2).
3- سياسات تعمل على تقليص قبضة الدولة على المشروعات، والنشاط التجارى بما يسمح لتوسيع دور القطاع الخاص فى تحقيق النمو (3).
ومطلوب أيضاً القيام بحملة دعائية كبيرة تعرف المواطنين بدور الصندوق الاجتماعى للتنمية، وتحاول إزالة الصور السلبية التى ارتسمت فى مخيلة الناس. كما يجب تعريف الناس بالبرامج العديدة التى يقدمها الصندوق، لمساعدة صغار المستثمرين فى إقامة المشروعات الصغيرة والضمانات (4).

 


المدخل الثانى: التنمية الريفية والزراعية
تتمثل أسباب زيادة الفقر فى القطاع الريفى فى عدم كفاية الدخل المتولد من النشاط الزراعى لمتطلبات نمو عدد سكان الريف. وبناءً على ذلك مطلوب اتخاذ الإجراءات التى تهدف لتشجيع الاستثمار الخاص فى الأنشطة غير الزراعية فى القطاع الريفى. ويتضمن ذلك تطبيق الحوافز، والإعفاءات الضريبية الممنوحة للمشروعات التى يتم إنشائها فى المدن الجديدة على المشروعات غير الزراعية التى ينوى إنشائها فى الريف كما يجب زيادة الأموال المخصصة للبحوث، وبذل مزيد من الجهد فى الجامعات والمعاهد البحثية من أجل التوصل إلى تكنولوجيا مناسبة لزيادة إنتاجية الحيازات الزراعية الصغيرة (1).
المدخل الثالث: التنمية البشرية
يتضمن الإجراءات التى تزيد من الاستثمار فى رأس المال البشرى، لتعزيز الإنتاج. ويعتبر وقت العمل هو الأصل الرئيسى الذى يعتمد عليه الفقراء أثناء حياتهم. ويزيد التعليم من إنتاجية هذا الأصل كما أن القوة العاملة التى تتمتع بالصحة، والتى تلقت حظاً وافراً من التعليم، والتى تتبع نظاماً غذائياً جيداً هى أكثر حيوية، وديناميكية من تلك التى تتعرض للأمراض، وتعانى من العوز والحرمان، لا يجب اتخاذ إجراءات إضافية تضمن وصول تلك الخدمات إلى الفقراء بأسعار يستطيعون احتمالها(2).
أولاً: بالنسبة للتعليم:
1- تقليل معدلات التسرب من التعليم، وزيادة نسبة تسجيل الإناث فى التعليم، كما يجب إلغاء الرسوم التى يتم تحصيلها فى مرحلة التعليم الأساسى، وتنفيذ إجراءات الترشيد لنفقات مرحلة التعليم العالى وإعادة تخصيص الموارد من التعليم العالى إلى التعليم الأساسى (3).
2- زيادة كفاءة الإنفاق فى مجال الأمية، وإذا أردنا تحقيق تخفيض مقبول فى الفقر فيجب وضع خطة شاملة تستهدف كافة الأميين أينما وجدوا، وذلك لكسر حلقة الفقر التى تنتقل من جيل لآخر (4).
3- تحسين أداء المدرسين من خلال تنفيذ نظام فعال للملاءمة وزيادة المكافآت الممنوحة لهم (5).
4- توزيع وجبة غذائية يومياً على أطفال المدارس الإبتدائية، وذلك بهدف تقليل الأثر السلبى للفقر على الصحة، والقدرات الفكرية للأطفال فى مصر وهذه السياسة كان يتم إتباعها فى مصر فى الماضى القريب منذ نحو خمسة عقود مضت (6).
5- إنشاء مدرسة فى كل حى وشارع وخاصة فى القرى والمناطق الفقيرة لتشجيع الأسر على إرسال أبناء أهالى المدارس وتعليمهم.
6- تحفيز الطلاب على التفوق بإعطائهم مقابل مادى على تفوقهم الدراسى مما يشجعهم على الاستمرار فى التعليم والحفاظ على تفوقهم الدراسى.
7- إعطاء الأسر التى ترسل أطفالها للعمل بدلاً من تعليمهم مقابل مادى يساوى أجر الطفل من العمل مع متابعة استمرار الطفل فى التعليم.

ثانياً: بالنسبة للصحة:
1- إعادة تخصيص الإنفاق العام على الصحة، وبرامج الصحة الوقائية (1).
2- مد البنية الأساسية الصحية مثل المياه النظيفة والصرف الصحى إلى المناطق التى يسود فيها الفقر (2).
3- تخصيص جزء كبير من أسرة الدرجة الثالثة فى المستشفيات مجاناً بدون رسوم للمستحقين فى حين يتم تقاضى التكلفة الفعلية الجارية على باقى الأسرة فى الدرجة الثالثة بالإضافة إلى تطبيق نظام سعرى متصاعد للمرضى الذين يجتازون الدرجات الأخرى الأعلى للإقامة فى المستشفيات (3).
4- إنشاء مستشفى أو وحدة صحية فى كل حى، وخاصة فى القرى والمناطق الفقيرة ويكون الكشف فيها بأسعار رمزية.
5- تقديم وجبات مجانية للمرضى ومرافقهم أثناء تواجدهم للإقامة فى المستشفى بهدف تقليل الأثر السلبى للفقر على الصحة.
6- مراعاة الحالة المادية للمرضى عند وصف العلاج واستبدال الدواء الغالى بما يوازيه فى القيمة العلاجية، ولكنه أرخص منه، وإذا كانت الحالة المادية للمريض متدنية للغاية يفضل إعطاءه العلاج مجاناً.
7- توجيه القوافل الطبية المجانية كل فترة إلى القرى، والأحياء الفقيرة ، لاكتشاف الأمراض والأوبئة ومحاولة القضاء عليها فى وقت مبكر.
ثالثاً: بالنسبة للغذاء:
تطبيق نظام متعدد للدعم، يسمح للفقراء بتلقى هذه الخدمات جزئياً مجاناً، وجزئياً بسعر منخفض مدعوم فى حين يتم تغطية عنصر التكلفة من خلال زيادة أسعار تلك الخدمات على غير الفقراء فى المجتمع الذى يقترح تطبيق سياسة التمييز السعرى بحيث يتم توفير الخدمات الاجتماعية بأسعار مرتفعة للأغنياء فى المجتمع، وبأسعار معتدلة لذوى الدخل المتوسط (4).

 

 

 

 

 

) ، (2) سيد جاب الله السيد، الفقر ومصاحباته الاجتماعية فى المجتمع الحضرى (طنطا – مجلة كلية الآداب – عدد 7 – جامعة طنطا – يناير 1994) ص ص 218، 219.
(3) عونى عبد الرؤوف وآخرون، اللغة العربية (القاهرة – المطابع الأميرية – 2007) ص 292.
(4) سيد جاب الله السيد، مرجع سابق، ص ص 220، 221.
(5) كامل خالد الشامى، ملامح الفقر فى قطاع غزة (بنيد القار – مصلحة العرب – عدد 6-4 – المجموعة الكويتية للنشر والتوزيع – مارس 2009) ص 25.
(6) سيد جاب الله السيد، مرجع سابق، ص ص 221-223.
(1) وليد عبد الماجد كساب، قضية الفقر فى أدب الرافعى (مجلة الأدب الإسلامى – مجلد 11 – عدد 43، 44 – رابطة الأدب الإسلامى العالمية – 1425هـ/2004م) ص 117.
(2) إجراءات مكافحة الفقر فى مصر، www.Scriped.com ، الأحد الموافق 23/2/2009 الساعة السابعة مساءاً.
(3) كامل خالد الشامى، مرجع سابق، ص 25.
(4) المرجع السابق، ص 26.
(5) ، (6) إجراءات مكافحة الفقر فى مصر، مرجع سابق.
(7) أحمد محمد عبد المقصود، الإذاعة والصحافة المدرسية (القاهرة – د.ن – 1999) ص ص 115، 118.
(8) محمد أبو زيد، الإعلام التربوى، ط1 (الجيزة – هلا للنشر والتوزيع، 2007) ص ص 119-125.
(1) ، (2)، (3) إجراءات مكافحة الفقر فى مصر، مرجع سابق.
(4) هناء السيد ، عواطف محمود، مرجع سابق، ص 51.
(5) ، (6)، (7) إجراءات مكافحة الفقر فى مصر، مرجع سابق.
(1) ، (2) إجراءات مكافحة الفقر فى مصر، مرجع سابق.
(3) السيد الحسينى، الإسكان والتنمية الحضرية للأحياء الفقيرة فى مدينة القاهرة، ط1 (القاهرة – مكتبة غريب – 1991) ص 53.
(4) ، (5) حسن زايد، البيئة والسكان (القاهرة – دار العربى للنشر والتوزيع – 1990) ص ص 171، 175، 177، 180.
إجراءات مكافحة الفقر فى مصر، مرجع سابق.
(3) ،(4) المرجع السابق.
(1) ،(2)، (3)، (4) الفقر فى مصر، www.Scriped.com، الأحد 23/2/2009م، 7 مساءاً.
(1) ، (2)، (3)، (4)، (5)، (6) المرجع السابق.
(1) ،(2)، (3)، (4) المرجع السابق.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !