ذكرنا من قبل أن مستقبل الحكم فى مصر لن يبعد – فى الأمور الطبيعية - عن أربعة إحتمالات وهى ترشح الرئيس مبارك لمرة سادسة وثانيها تصعيد رجل عسكرى كنائب للرئيس أو ترشيحه كمستقل وإعطاء الضوء الأخضر لأعضاء الحزب الوطنى لمنحه العدد الكافى للترشح والثالث وصول مرشح مستقل للمنصب الرئاسى وآخر الإحتمالات هو توريث أحد أعضاء الهيئة العليا للحزب ، وهناك مؤسسات وجماعات تربط بشخص الحاكم وعلينا أن نبحث مستقبل تلك المؤسسات والحركات وأولها الحزب الحاكم وكذلك جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب السياسية والحركات الإحتجاجية وأيضاً مستقبل ما يطلق عليه البعض مصطلح الدولة البوليسية .
يخطىء تماماً من يتصور أن الحزب الوطنى مؤسسة حقيقية يمكن الإعتماد عليها فى منح مرشحه أى شرعية لتولى المنصب الرئاسى ، فمن ضمن الشروط للوصول لمنصب الرئيس فى مصر من وجهة نظر منظرى الحزب الوطنى سواء كانوا من الحرس القديم أو الجديد أن يكون هناك مؤسسة تقف خلف من يريد أن يرشح نفسه للرئاسة , ومنهم - رئيس تحرير روزاليوسف - الذى شبه مصر بعمارة وعلى من يُرد أن يرشح نفسه لرئاسة إتحاد ملاكها فعليه أولاً أن يملك شقه بها قبل أن يرشح نفسه (!!) .
الحزب الوطنى هو الحزب الوحيد الذى سيمتلك - بالتزوير- ترشيح شخص من هيئته العليا بسهولة وكذلك لو تم السيناريو الآخر القوى والمحتمل وهو ترشيح أحد المستقلين والقادم من مؤسسة عسكرية وتوفير العدد الكافى لكى يدخل الإنتخابات ورغم ذلك فهل يُعتبر هذا كافياً لكى نعتبر الحزب الوطنى مؤسسة حقيقية ؟!
الجميع يعلم يقيناً أن الحزب الوطنى أصبح الآن يقوده مجموعة من رجال أعمال إرتبطت مصالحهم مع السلطة وأصبحوا هم من يمتلكون دفة الأمور والقرارات وهدفهم واحد وواضح وهو إتمام عملية التوريث ، وإن كان هناك بعضاً من جيوب المقاومة متمثلة فى بعضاً من الحرس القديم والذين لا يستسيغون عملية التوريث وهدفهم غير واضح وغامض فقط لأنهم لم يأخذوا ولم يلحظوا أى إشارة تدل على موافقة الرئيس مبارك على العملية التوريثية .
ويقول مفكرى الحزب أن من يأتى بعد الرئيس مبارك لن تكون له أى شرعية مثلما كان للرئيس مبارك ولكن شرعيته تتمثل فى صندوق الإنتخاب ، وهؤلاء يعلمون تماماً أن هذه الشرعية مشكوك فيها تماماً فمنذ متى كانت الإنتخابات فى مصر سليمة ؟! .
ولذلك فمستقبل الحزب الوطنى سيظل على ما هو عليه طالما وُجد الرئيس مبارك أو أحد مرشحى هيئة الحزب العليا ، فبالتأكيد لن ينسف الرئيس القادم ويفكك الحزب – الصورى – الذى جاء به للسلطة . وأما فى الإحتمال الآخر وهو وجود رئيس مستقل أو رئيس ذو خلفية عسكرية تمنحه بعضاً من الشرعية و يمنحنا بعضاً من الأمل فى التغيير وفى هذه الحالة يتضح للجميع أن الحزب الوطنى ما هو إلا جسر يستخدم لكى يمر من فوقه مرشح الرئاسة ، ولو تم الإحتمال الثانى أمام الحزب طريقين يصلان لنهاية واحدة فالطريق الأول أن الحزب سيتفكك تلقائياً وسيتوارى كل من فيه والآخر أن يقوم الرئيس القادم بنسف هذا الجسر ، لأنه من النوع الذى لا يستخدم إلا مرة واحدة .
التعليقات (0)