( منذ وصول منتخب الجزائر لمصر حتى بداية مباراة الإعادة )
هاهو المنتخب الجزائرى قادم لمباراة كروية عادية صورها كما قلنا قبل ذلك الإعلام المأجور ( كما قالت عنه بعد ذلك الخارجية المصرية ثم تراجعت عن ذلك التصريح ) ورغم أن الأمن المصرى قام بعمل طوق أمنى حول المنتخب الجزائرى عند وصوله إلا أنه قد حدث – حسب كلام الجزائريين – ولم يحدث – من وجهة نظر المصريين – إلقاء طوبة على أوتوبيس البعثة الجزائرية – وإصابة – أو إدعاء إصابة – لاعبين جزائريين وها هى قناة الجزيرة تهول الموضوع وتشعله وتتأخر الحكومة المصرية فى الرد على ذلك الكلام وتتناقل وكالات الأنباء العالمية الخبر وكأن الحرب قد بدأت وتتدخل الفيفا لأخذ تعهد من الدولة المصرية لحماية المنتخب الجزائرى وهنا يبدأ تدخل السياسة فتستدعى الخارجية الجزائرية السفير المصرى رداً على ما حدث – أو ربما لم يحدث – فى القاهرة وتبدأ القاهرة فى الرد بأن الجزائريين هم الذين حطموا نوافذ الحافلة من الداخل حسب كلام السائق .. كل هذه الأشياء المؤسفة كان من الممكن أن تنتهى لو قامت الخارجية المصرية بتصريح بسيط فور إذاعة تلك الأنباء – أو الإشاعات – وقالت مثلاً (( أن الحادث بسيط جداً ولم يصب أحد ويتم الآن إجراء تحقيق والتأكد فيما إذا كان الزجاج قد كسر من الخارج أم من الداخل )) ..
ولو تمهل الجزائريون قليلاً وأحكموا العقل قبل القلب لكان أجدى ولكن للأسف لم يحدث هذا وتأخر كذلك رد الخارجية المصرية وإشتعل الموقف .
وإنتهت المباراة الأولى دون حدوث ما يعكر صفوها وبعدها إحتدمت مهاترات الإعلام المرتزق والمأجور من كلا الطرفين فتأخذ القنوات الفضائية الرياضية المصرية من مواقع النت مهاترات من بعض الصبية الجزائريين وتصوره كأنه جاء على لسان كل الجزائريين وتنقل صحيفة جزائرية أشياء غير حقيقية تؤجج مشاعر الأخوة الجزائريين وتأتى الطامة الكبرى وتكتب الجريدة نبأ كاذب وصورة لشخص نائم على الأرض ويدعى آخر أنه كان يلقنه الشهادة وتتحدث الصحف الجزائرية عن أعداد القتلى المزعومة فتشتعل أعصاب الجزائريين ويهجموا على إخوتهم المصريين الموجودين فى الجزائر وتهدأ الأوضاع قليلاً بعد معرفة وإعتراف الصحف الجزائرية بفبركة أخبار القتلى ولكن وضع المصريين وشركاتهم داخل الجزائر - حتى ذلك الحين - سيئة ويتعرضون للهجوم .
وبدأ الإعداد للمباراة الثانية على أرض السودان المحايدة وبدأت كلا البلدين بالتصريح بأنها ستنشىء جسر جوى – وكأننا فى حرب – لمؤازرة فريقها وبدأ كل من الدولتين يستميلون الشعب السودانى وكأن السودان هى التى ستحدد النتيجة وبدأ المصريون ومعظمهم من النخبة - وذهاب هؤلاء خطأ جسيم فى ظل الشحن الإعلامى المأجور - الإستعداد لمؤازرة الفريق المصرى وبدأ الجسر الجوى كما قالوا وبدأ الجزائريون بجسرهم الجوى أيضاً بالإضافة لمن كانوا قد جاءوا للقاهرة من قبل وذهبوا مرة أخرى للسودان
وجمع الرئيس السودانى عمر البشير وفد من الدولتين لرأب الصدع فيأتى رئيس إتحاد الكرة بالجزائر بحركة صبيانية وغير مسئولة ويمتنع عن مصافحة رئيس إتحاد الكرة المصرى وتزداد سخونة الموقف .
وما إن إنتهت المباراة إلا وهاجم بعض من مهووسى ومشجعى الجزائر بعضاً من الأوتوبيسات المقلة لمشجعى مصر وهؤلاء طبعاً من النخبة ولذلك صاحب تلك الوقائع للأسف تضخيم مهول مع أن تلك الوقائع وأكثر منها تحدث فى معظم المباريات سواء كانت دولية أو محلية وراجعوا ما يفعله الجمهور الإنجليزى وما يفعله جمهور النادى الإسماعيلى مع جمهور النادى الأهلى مثلاً فى المباريات المحلية !! .
وعند هذه اللحظة تبدأ أسوأ مرحلة من تلك المراحل وهى مرحلة ما بعد المباراة والتى تردى فيها الإعلام الرياضى المصرى على الفضائيات بشكل غير مسبوق - أو مسعور كما أطلقت عليه الجزائر - وحتى بعضاً من المثقفين أصبحوا أكثر من المهووسين وأصيبوا بتشنجاً مفتعلاً وهذا ما سوف نعرضه فى القريب العاجل .
التعليقات (0)