( 3) التربية السياسية فى أدب الطفل...دراسة مقارنة بين مصر واسرائيل
مشكلة الدراسة : وقعت صاحبة الدراسة – د. أسماء بيومى = تحت نوعين من الاستفزاز
الأول:
هو تصرفات إسرائيل المستفزة تجاه مصر ، الدولة العربية الأكبر التى وقــّعت معها معاهدة سلام خرجت بها من حلبة الصراع العربى الإسرائيلى ، وهو ما لم تكن تحلم به إسرائيل أبدا.!
الثانى:
هو ما بدا عليه البعض من أولى الأمر من ردة فعل ، وما كانوا يصرحون به من تصريحات تنبئ أنهم وكأنهم قد نسوا طبيعة العدو العدوانية ، وتشر إلى أنهم يصدقون أن ما أصبح بين مصر وإسرائيل هو سلام حقيقى ومستديم ، وليس مجرد هدنة بالنسبة لعدو يتحين الفرصة لافتراس باقى الجسد العربى فى غياب رأسه / مصر ، يستدير بعدها فى التهام هذا الرأس على مشهد من أعضاء الجسد العربى الشامت فيه جراء خروجه من حلبة الصراع.. ولذلك لم يكن غريبا ، وكان عملا مقصودا من الباحثة أن تصدر دراستها بوصية لفيلسوف حرب من الصين ، يقول فيها:
" لا تركن إلى مجرد أمل بأن العدو لن يهاجمك.. بل كن على استعداد دائم لمواجهته.. هذه هى الحكمة التى علمتنا الحرب إياها"
ولذلك فالدراسة ترصد طبيعة حالة بين طرفين : أحدهما أراد السلام وألح عليه وقطع المشوار فيه إلى نهايته مرورا بزيارة القدس ، واتفاقية كامب ديفيد وحتى توقيع معاهدةالسلام بينه وبين إسرائيل ، والآخر يريد أن يجعل من هذا السلام منوما مغناطيسيا لمن يحتاجونه ويلحون عليه.!
وتسرد الدراسة دلائل كثيرة تبرهن بها على تصرفات إسرائيل التى تتعارض كلية مع إطار السلام ، منها القرار بضم القدس بقانون فى 29/7/1980. ومنها التصريح الذى أدلى به مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلى "ديفيد عبرى" والذى قال فيه:
"إن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ليست مُرضية ، وهى أقرب إلى هدنة بين البلدين منها إلى الصلح بينهما." ( الأهرام ـ العدد 38413 ـ 8/2/1992 ـ ص4 ـ ط2).
وتسأل الدراسة عما تدل عليه هذه التصريحات الإسرائيلية.؟
إنها تدل ـ حسب رأيها ـ على أن:
1 ـ أن القوة مثلها مثل الثروة تنبئ عن نفسها وتظل فى حالة من القلق والفوران حتى تسنح لها الفرصة لكى تعبر عن نفسها على أرض الواقع ، ومما يزيد من فورانها ما تجده أمامها من فراغ على امتداد الوطن العربى كله.!
2ـ أن إسرائيل تحرص دائما أن تكون هى الجاهزة دائما لتحقيق ميولها العدوانية.
3ـ أن إسرائيل تـُعنى دائما أن تظل مصر فى حالة ضعف ، وأن تحتكر القوة لنفسها.
لكن الطريف هو ما تورده الدراسة من تفسير إسرائيلى لمثل هذه التصرفات والتصريحات المستفزة فيقول "شيمون شامير " قبل تعيينه سفيرا لإسرائيل بالقاهرة:
"إن الليكود يرى أنه يجب على مصر أن تتعود على قبول تصرفات إسرائيلية معينة حتى إذا لم تكن على هواها (كذا) " ... "وبأنها مجرد اختبار يجب أن تجتازه القاهرة لبيان مدى التزامها بالسلام.".! ( وليم كوانت ـ الشرق الأوسط ـ كامب ديفيد بعد 10 سنوات ـ مركز الأهرام للترجمة ـ 1989 ـ ص 295).
وتعقب الدراسة بقولها:
1ـ إن إسرائيل بمثل هذا التفكير إنما تريد أن تقوض قدرة مصر على إباء أى رد فعل فى مجال ممارسة السيادة.!
2ـ أننا إزاء نوع جديد لم نعهده فى السياسة يقوم على مبدأ: "اضرب هناك ، وامتحن هنا.!"
فإم مرت الضربة دون رد فعل كان بها ، وإن جاء رد فعل مصرى فإنه سيأتى حتما وفق رغبات إسرائيل وحسب ما خططت له.!
3 ـ تسأل الدراسة عما سيكون عليه الحال ، لو أن الآخرين قاموا بممارسة نفس هذا الحق .. أى اختبار مدى قدرة إسرائيل على التمسك بالسلام أيضا.؟
التعليقات (0)