سلام لكم أهل العـلى من أظنكم خليقين أن تحيوا كراماً وتنصروا
مضى زمن التَّنويم يا قوم وانقضى ففي الحي أيقاظٌ على الحي تَسهر
صَحَوتم وأدركتم وبانت نفوسكم من العيش إلا في ذُرَا العز تسخر
رجال العُلى الميمون إنَّا بحاجةٍ إلى أذنٍ تُصْغِي وقلبٍ يبصَّر
شَباب العُلى الميمون إنَّا بحاجةٍ إلى عالمٍ يدعو وداعٍ يذكر
كُهولَ العلى الميمون إنَّا بحاجةٍ إلى حكمةٍ تُمْلى وعقلٍ يُفكِرُ
أهالي العُلى الميمون إنّي وإنني أُناشدكم بالله أن تتذكروا
عليكم حقوقٌ للعباد أجلُّها تَعَهُدهم بالعلمِ فالرَّوض يقفر
ولا تيئسُوا ما خاب أصحاب ملةٍ إذا ما تواصوا بينهم ثم شمروا
وما ضاعَ حق لم ينم عنه أهله ولا ناله في العالمين مقصر
إذا الله أحيا أمةً لن يردها إلى الموت قهارُ ولا متجبر
قُصَارى مُنَى أمتكم أن ترى لكم يدًا تَجتني علمًا وتَنهى وتَأمرُ
دعوتموني فأجبت ملبيًا فرحًا، وما حالي إلا كذلك القائل يوم قال:
آهٍ لبرقٍ لمعا ماذا بقلبي صنعا
جِسمي معي لكن قلبي عند أَخيار العلى
أُشْهِد الله على حب الصالحين، ولا أحسبكم إلا أولئك الصالحين، حشرنا الله في زُمرَة النَّبيين والصِّديقين والشهداء والصالحين، وهو ولي المؤمنين:
إنَّا على البعاد والتفرق لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: أنفع الناس لك من مكَّنك من نفسه لتزرع فيها خيرًا.
فأَسْأل الله أن يجعلكم من أنفع الناس للناس، الذين هم أحب الخلق إلى الله، وأسأله أن يجعلني أهلاً لزرع الخير في قلوب الخلق ابتغاء مرضاة الله.
فما بقيت من اللـذات إلا مذاكرة الرجال ذوي العقول
وإنْ كانوا إذا عُدُوا قـليلاً فقد أَضْحوا أقـلَّ من القليل
وإنَّي أرجو أن يُبارك الله في القليل.
أحبتي في الله: قيل لأحد الحكماء: ما لك تُدمن إمساك العصا ولست بكبير ولا مريض ؟ فقال:
حملت العصا لا الضَّعف أوجبَ حمْلَها عليَّ ولا أنَّي تحنيت من كـبر
و لكنني ألزمت نفسيَ حمْلها لأعلمها أن المقيم على سـفر
التعليقات (0)