ماهر حسين.
بدورها حركة حمــــاس سارعت لنفي تصريحات الشيخ حمد واعتبرتها منسوبه له وجاء نفي حماس على لسان أحد الناطقين باسمها في غزة !!!!!!
الكلمات المنسوبة إلى الشيخ حمد والتي تناقلتها وسائل الاعلام تم تسريبها من لقاء خاص بين الشيخ حمد وأعضاء للمعارضة السورية قاموا بتسريب الحديث .
رافقت تصريحات الشيخ حمد أخبار مؤكدة عن مغادرة قيادات حمــــاس لسوريا وعن مغادرة أسر العديد من قيادي حماس لسوريا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أردنية رسمية بان أسرة السيد خالد مشعل غادرت سوريا وانتقلت للعيش والاستقرار بالأردن .
لم أستغرب بالمطلق تصريحات الشيخ حمد وبل إنها تأتي في إطار التحليل لواقع حركة حمـــــاس ، فحمـــاس تغيرت بعد الربيع العربي وبشكل خاص بعد ثورة شعب سوريا ضد نظام الأسد حيث أن حماس لا تستطيع بالنهاية أن تتجاوز موقف الإخوان المسلمين باعتبارها جزء لا يتجزأ منهم .
ما أثار استغرابي صمت حمــــاس وتشكيكها بالتصريحات على لسان واحد من القيادات الصغيرة بحمـــــاس ، فأبو زهري لا يعتبر سوى ناطق إعلامي وكون النفي جاء على لسان ابو زهري المختص بالنفي فإن هذا يعتبر بمثابة تأكيد على صحة التصريحات وعلى تفهم حماس لهــــا ...فمهما حاولت حماس إخفاء التغير بموقفها ومهما حاولت قيادات حماس وبشكل خاص في غزة الاستمرار بخداع الشعب بالاختباء خلف شعارات براقة ورنانة فإن الموقف الجديد لحماس يتبلور كل يوم بشكل واضح وجلي للجميع ولقد ظهر التغيير بمواقف حماس عدة مرات وكما جاء على لســــان قائد حماس ومرشدها السيد خالد مشعـــل ...وأود أن أٌشير إلى احترامي الشخصي لوضوح مواقف مشعل حيث أنه أشار بعدة مناسبات إلى المراجعة في مواقف حماس فالحديث عن الدولة الآن أكبر من الحديث عن الحق التاريخي وهذا يعني بان حماس تتحدث وتطالب بدولة فلسطينية على الضفة وغزة والقدس !!!!!والحديث عن المقاومة الشعبية واضح وجلي وهو أعلى من كل أصداء العمليات الاستشهادية والصواريخ الجهادية تلك الصواريخ التي دمرت شعبنا في غزة .
خالد مشعل أكد على وجود مراجعات بموقف حمــــاس وأكد في عدة مواقف له ولنائبة أبو مرزوق على أهمية قبول الأخر (والأخر هنــــا داخليا" فلسطينيا" هو فتح وبنفس الوقت الأخر هنا سياسيا هو إسرائيل ) فهناك دعوات صريحة من مشعل وأبو مرزوق لقبول فتح والتعاون معها وانجاز المصالحة ..ففتح كانت غير مقبولة باعتبارها (كافرة) و(علمانية ) و (دايتون) والآن هي الشريكة في المصالحة !!!!! وبنفس الوقت هناك دعوات لتفهم إمكانية قبول الحل السياسي وقبول الآخر ...الجار ...إسرائيل ...إسرائيل التي كانت منذ مدة (صراع وجود وليست حدود ) ...تحولت الى القبول بالأخر ... وأظن بان حماس تدعم حل الدولتين بوضوح الآن .
نعم حمــــاس انتهت ....انتهت كحركة مقاومة مسلحة ...ونهاية حماس كحركة مقاومة أتت بالتدريج ولم تأتي مٌفاجأة سوى لأتباعها ....فبداية النهاية كانت المشـــاركة بانتخابات المجلس التشريعي تلك الانتخابات التي أتت بسقف أوسلو ...وحماس مهما مارست الخداع فإنها تعلم بأنها شاركت بالانتخابات الفلسطينية بسقف أوسلو ....بعد الانتخابات أكد الانقلاب في غزة استعداد حماس للتحول من حركة مقاومة مسلحة لسلطة وبل إلى سلطة مُميزة بقدرتها الكبيرة على التعامل مع الاحتلال من خلال ضبط الأمن ووقف الصواريخ ومنع الجهاد ووصلت الأمور لحد وصف الزهار لمطلقي الصواريخ بأنهم عملاء !!!!!!بهذا وبوضوح منذ الانتخابات والانقلاب لمحنا مظاهر التحول التي تأكدت بعد ثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد... هذه الثورة المبــــاركة التي جعلت حمــــاس أمام خيارات أن تكون فلسطينية أو أن تكون مٍثلها كمًثل بعض المنظمات الفلسطينية التي باعت فلسطين مقابل الانتماء للنظام السوري والتبعية لشعبة المخابرات هنــــاك ومنها بالطبع (تنظيم أبو موسى ) و(القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل).
نعم حماس انتهت كحركة مقــــاومة وهذا نابع من مجموعة عوامل أهمهــــا الظروف التي أحاطت بحماس منذ الثورة السورية وما نتج عنه بوضوح في خيارات حماس، فخيارات حماس هي أن تكون فقط فلسطينية أو أسديه إيرانية ...و بحمد الله يبدو أن حماس اختارت فلسطين وبهذا حافظت حماس على ما تبقى من فلسطينيتها وكما أنها حافظت على تناغمها مع الأخوان المسلمين الباحثين عن مصالحهم وخلافتهم الموعودة التي يٌبشر لها مرشد الإخوان المسلمين العام... محمد بديع ...
سنتجاوز طموح الإخوان وسنتجاوز موقفهم من إسرائيل وهو مقياس على الموقف الذي ستكون عليه حمــــاس ونعود لنهاية حمـــاس .
وهنـــا لست بوارد دراسة أسباب نهاية حمــــاس كحركة مقاومة ولست بوارد الدخول بجدلية التصريح المنسوب للشيخ حمـــد ونفي حمـــاس الضعيف له ، ولكني بوارد التأكيد على احترامي لخيارات حماس إذا كانت نابعة من وعيها للمرحلة وللتغيرات السياسية وإذا كانت نابعة من انتماء للوطن بعيدا" عن التفكير فقط بالمرور من مرحلة للوصول إلى التمكين من جديد !!!!!
التحدي الحمساوي ليس نهايتها كحركة مقاومة مسلحة ..فحماس قادرة على التعامل مع أتباعها بسهوله ويكفي خطبة جمعه للشيخ هنيه يشرح بها أية...أية من القرآن الكريم (إن جنحوا للسلم ) ...
التحدي الحمساوي الآن هو الخروج من سوريا وإتمام المصالحة واكتمال المشاركة بمنظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى التوافق مع الجامعة العربية والقرارات الدولية بحال وصولها للتمثيل الفلسطيني الذي هو حق لهـــــــــا ولكن من بوابة الانتخابات ...الانتخابات التي تعتبر الطريقة الوحيدة للتمثيل السياسي لشعب فلسطين ...فالانتخابات حق وليست منحه من حماس كما قلنا سابقا" والانتخابات هي الطريقة الوحيدة لإتمام المصالحة وتحويلها إلى مصالحة وطنية بعيدا" عن الاقتســـــــــــــام .
التعليقات (0)