مواضيع اليوم

( الاختلاط ).. من القتل إلى الهدم..!

خلـود صالح الفهـد

2010-03-19 23:27:09

0

( الاختلاط ).. من القتل إلى الهدم..!
الجمعة, 19 مارس 2010 22:15 سعوديون وسعوديات - خلود صالح الفهد

 

رحم الله من قال "الله في أفواههم وفي أعضاءهم الشيطان".. مازلنا رغم كل التحولات الثقافية والاجتماعية التي اجتاحت المجتمع السعودي نصر على الدفاع عن كل من يختبئ خلف ذقن طويلة أو لمن يشار له على أنه داعية أو شيخ أو يمثل أي مؤسسة دينية ونخشى نقدهم أو محاسبتهم, لأننا تعلمنا وجبلنا على أنهم ملائكة لا يخطئون ولو اخطئوا يجب أن يغفر ويستغفر لهم.. وبهذه المناسبة أود الحديث عن داعية إسلامي معروف في الأوساط الدينية طالب ولا زال يطالب بـ إبعادنا نحن النساء عن الكعبة الشريفة وفصل المسعى والطواف واحتكارها للرجال وأن نصعد نحن إلى الأدوار العليا كي نصلي من فوق ونسعى من فوق ونطوف من فوق ونشاهد الكعبة من بعيد كي لا نختلط بالرجال في أقدس بقاع الأرض, وهذا الاقتراح صدر بعد منعنا الغير معلن نحن النساء من الصلاة بقرب صحن الكعبة, والطريقة البغيضة في هش النساء وكأنهن ذباب من أمام الحجر الأسود وترتيب الرجال لتقبيل هذا الحجر دونا عن النساء ليتأكد لنا الفرق بين طهر المجتمعات الإسلامية بدءً من المجتمع النبوي حتى اليوم والتي تؤسس لعلاقة راقية نقية بين الرجل و المرأة وبين مجتمعنا الذي يشكك في العلاقة بين المرأة والرجل حتى في أقدس وأطهر أرض.

قبل فترة ليست بعيدة كانوا يحرمون الاختلاط ( إلا في الحج والعمرة ) واليوم يدعون (لقتل) من يبيح الاختلاط ويطالبون بهدم الحرم وإعادة بناؤه على حسب نظرتهم المتوجسة للقاء الإنساني البشري وفرضها على أكثر من مليار مسلم.. مليار مسلم لانشكل منهم نحن شعب المملكة العربية السعودية إلا نسبة تقل عن الـ 2 % وسمعنا وقرأنا كيف يصف (بعض) دعاتنا ورجال الدين عندنا كل رجل يرضى لزوجته بالعمل في مكان مختلط بالدياثة, وبأن من يستبيح الاختلاط في العمل والتعليم مرتد, ويطالبون بأن يصبح الحرم مثل بيت الجارات ليلة لهذه وليلة لتلك أو شوط لهذه وشوط لتلك !!

هذا الداعية بكل بساطة يتهم كل المسلمين في العالم بأن الله في أفواههم وفي أعضائهم الشيطان حتى وهم في حضرة الله, ويعتقد بأن بيت الله ملك له لأنه سعودي الجنسية فمن حقه أن يخطط ويهندس الحرم كيفما شاء لأنه من قوم الموقعين عن الله الذي يعجزون عن تطبيق الدين كما هو ويطبقونه كما يريدونه (هم ( خصوصاً في ظل هذا الحرص على تأويل النصوص كي يتوافق مع الفكر الأعرابي المسيطر على عقلية غالبية المتشددين, الذين خلطوا (عمداً) بين عاداتهم الجاهلية وبين الدين الإسلامي الذي كرم وأنصف البشر والإنسان والطفل و النساء وصرنا نسمع بعض من يتسمون بالدعاة والمشايخ وهم يطالبون بكل صفاقة بتطبيق سنة الرسول في زواج الصغيرات والتعدد وفي المقابل يرفضون وضع المرأة والصحابيات في عهد النبوة, حتى صرنا مع إشراقه كل يوم جديد نصحو على خطبة أو قنبلة من أحد هؤلاء الجهابذة مستنبطاً شرعاً جديداً وفقهاً جديداً يخالف كل ما أتى به الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .

تحملنا نحن النساء الكثير من ويلات هذا الفكر المتشدد المتطرف الذي أساء إلى صورتنا وإلى أخلاقنا وإلى تربيتنا أمام العالم الغربي والعربي والإسلامي , الذي يتهم المرأة السعودية بصورة ضمنية بأنها يجب أن تكون بين النساء وحدهن أو تحت رقابة وأعين المحرم وولي الأمر في كل الأوقات حتى لا تفسد فهي نبع الفساد وأصله ويجب تحجيم هذه المرأة في كل تصرفاتها وسلوكياتها وحياتها ومستقبلها, هذا الفكر أتهمنا نحن (الحريم) بأن معاصينا وآثامنا وعباءات كتفنا وتبرجنا وألوان مناكيرنا وركوبنا مع السائق وعملنا, هي أسباب انقطاع الأمطار والخسوف والكسوف ونزول البلاء وكثرة المصائب والفقر والقهر والبطالة وخسائر سوق الأسهم .

من منطلق نظرية وعاء الجنس الضمير المستتر خلف غالبية الفتاوى والخطب والمحاضرات التي تصدر من أهل هذا التشدد يبدأ عادةً الحديث والوعظ والترهيب والتخويف من المرأة و قضايا المرأة والاختلاط والعمل والخروج من المنزل حتى صرن النساء هن الشغل الشاغل لغالبية أهل هذا الفكر فهم تركوا كل الدين والفقه والاستنباط والحقوق المدنية والاجتماعية ورفع درجة وعي المواطن والترهيب من الفساد ونقد الممارسات الخاطئة والسرقات والرشوة والفساد وتعلقوا بفقه حيض ونفاس المرأة وحجابها وهل تختلط أم لا تختلط !!

كلنا بلا استثناء يجب أن نتصدى بكل ما أوتينا من قوة لهذا الفكر الضال ولأهل هذا الفكر الضال الذين عبثوا بعقولنا وعقول أبنائنا وبعقيدتنا وديننا وشرع الله ووصل بهم الأمر اليوم إلى أنهم يطالبون بالعبث بـ مقدساتنا من خلال الدعوة بكل صفاقة وجرأة إلى هدم المسجد الحرام ومنع النساء من أداء مناسك الحج والعمرة كما أوجبها الله ورسوله, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

خاص بوكالة أخبار المجتمع السعودي
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !