( إِخـْــــــوَانُ الــصَّـــفَـــــاَ )

﴿ بِسْمِ اللهِ الرّحمَنِ الرّحِيمْ ﴾

( إِخـْــــــوَانُ الــصَّـــفَـــــاَ )

لقد أجاد الأخ الأستاذ الشاعر / عمر الغوراني " فتى الغور " وأبدع بقصيدته وعنوانها " الخل الوفي " والمهداة لأخينا وصديقنا العزيز وزميلنا الأخ / حسني سليمان المشاقي المقيم حاليا بمدينة إربد ومداعبته بأبيات تلك القصيدة الإخوانية المتميزة برقة المشاعر وصدق العاطفة الجياشة والشاعرية المتوقدة وحسن التعبير وسلاسة الألفاظ وانسيابها من النبع الرقراق وقد لاقت إستحسانا كبيرا لدى القراء ووعدته بالرد بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع الإخوة والأخوات الكرام في المدونة فجاءت هذه القصيدة وأهديها إلى الأخوين الكريمين حسني وعمر .

1. فَتَىَ الغَوْرِ ذَوْقُكَ كَمْ شَدَّنِيِ
فَهَاَجَ الحَنِينُ إِلىَ مَوْطِنِيِ

2. نَظَمْتَ القَصِيدَةَ مِنْ حُرْقَةٍ
وَزِدْتَ مِنَ الرَّائِعِ المُتْقَنِ

3. أَثَرْتَ بقَلْبِيِ أَنِينَ الهَوَىَ
وَحُبِّيِ لِيَاصِيدَ قَدْ هَزَّنِيِ

4. حَلاَوَةُ أَيَّامِهَاَ لَمْ تَزَلْ
وَذُقْنَاَ مِنَ المُرِّ وَالمُحْزِنِ

5. صَعِدْناَ صِغَارَاً لِحِيطَانِهَاَ
وَكُنَّاَ نُطِلُّ مِنَ الرَّوْشَنِ

6. أَعَدْتَ لَنَاَ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَاتِ
مَزِيجَاً مِنَ السِّرِّ وَالمُعْلَنِ

7. فَحُسْنِيِ صَدِيقِيِ رَفِيقُ الصِّباَ
تَمَيَّزَ فيِ طَبْعِهِ اللَّيِّنِ

8. وَعِشْنَا غَرِيبَيْنِ طُوُلَ المَدَىَ
بَعِيدَاً عَنْ الأَهْلِ وَالمَسْكَنِ

9. هَوَىَ الأَرْضِ يَنْشُبُ فيِ أَضْلُعِيِ
وَعِشْقُ فِلِسْطِينَ مِنْ دَيْدَنِيِ

10. مِنَ الضَّاَدِ أَنْسِجُهَا أَحْرُفِيِ
وَبَوْحِيِ يَلِيقُ مِنَ المُؤْمِنِ

11. فِلِسْطِينُ أَهْلِيِ وَشَعْبيِ بهَاَ
وَطِيبُ الأَصَاَلَةِ فيِ المَعْدَنِ

12. ثَرَاهَاَ المُبَاَرَكُ فيِ مُهْجَتِيِ
وَصِرْتُ أُنَاجِيهِ كَالمُدْمِنِ

13. لِمَ القُدْسُ هَانَتْ عَلَىَ أُمَّتِيِ
كَأَنَّاَ مِنَ الفُرْسِ وَالأَرْمَنِ

14. جِدَارُ المَجَاَنِينِ قَدْ شَقَّهَا
وَجيسَتْ مِنَ السَّارِقِ المُنْتِنِ

15. أَلاَ لَيْتَ أَرْضَ العِرَاقِ لَنَاَ
يَقُوُدُ الجُيُوُشَ أَبُوُ مِحْجَنِ

16. يُعِيدُ الفُتُوُحَ بهَاَ كَرَّةً
وَيَقْضِيِ عَلَىَ الظَّاَلِمِ الأَرْعَنِ

17. فَحِطِّينُ قَدْ خَاَضَهَاَ فَاَرِسٌ
وَأَمْلَىَ الشُّرُوطَ عَلَىَ المُذْعِنِ

18. وَإرْبِدُ نَفْسِيِ تَتُوُقُ لَهَاَ
وَبَوْحِي يُتَرْجِمُ مَاَ سَرَّنِيِ

19. فَرُمَّاَنُ غِزْلاَنِهَاَ مُثْمِرٌ
لَمَىَ الشَّهْدِ يُجْلَبُ مِنْ دَوْعَنِ

20. أَرَىَ اللَّوْزَ شِبْهَ عُيُوُنِ المَهَاَ
أَهِيمُ بِهِنَّ وَإِنْ لمَُْتَنِيِ

21. مَعَ الثَّلْجِ يَنْثُرُ نُوَّارَهُ
يَجُوُدُ بهِ مِنْ يَدِ المُحْسِنِ

22. شَذَىَ الرِّيفِ يَعْبِقُ أَجْوَاءَهَاَ
يَفُوُحُ العَبيرُ مِنَ السَّوْسَنِ

23. وَدَحْنُوُنُ بُشْرَىَ بأَلْوَانِهِ
يُثِيرُ البَلاَغَةَ فيِ الأَلْسُنِ

24. هُنَاَكَ يُقِيمُ بأَطْرَافِهَاَ
عَلِيلٌ مِنَ الوَجْدِ كَالمُثْخَنِ

25. حَبَاَنِيِ هُوَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
أَمَاَمَ الشَّدَائِدِ لاَ أَنْحَنِيِ

26. وَإِنْ ضِقْتُ ذَرْعَاً بفِعْلِ النَّوَىَ
فَدِينِيِ عَلَىَ البِرِّ قَدْ دَلَّنِيِ

27. وَعُسْرُ القَوَافيِ إِذاَ سَامَنِيِ
أَعُوُدُ وَأَجْنِيِ مِنَ المَخْزَنِ

28. وَأَقْطِفُ مِنْ جُعْبَتِيِ بَاقَةً
يَشُمُّ شَذَاهَا بَنُوُ مَوْطِنِيِ

29. رَبِيعُ الحَيَاَةِ مَضَىَ عَاَجلاً
وَطَاَفَ المَشِيبُ عَلَىَ الأَذْقَنِ

30. وَعَمَّاَنُ بَاتَتْ لَنَاَ مَسْكَنَاً
تَآخَيْتُ فِيهَاَ مَعَ الأُرْدُنِيِ

31. سَأَدْعوُ لِحُسْنِيِ وَأَبْنَائِهِ
بعُمْرٍ مَدِيدٍ وَعَيْشٍ هَنِيِ

32. وَيَرْعَىَ الكَرِيمُ لَهُ أُسْرَةً
وَتَمْضِيِ الظُّرُوفُ إِلىَ الأَحْسَنِ

33. وَيَشْفِيِهِ مِنْ سُكَّرٍّ عَاَرِضٍ
وَيَجْلُوُ الغَشَاوَةَ فيِ الأَعْيُنِ

34. وَرَمْزُ الوَفَاَءِ أَبُوُ مُصْعَبٍ
يَفِيضُ كَغَيْثٍ غَزِيرٍ غَنِيِ

35. جَزِيلَ الثَّنَاَءِ أَبُثُّ لَهُ
أَفَاَءَ بدُرٍّ وَلَمْ يَمْنُنِ

36. فَتَىَ الغَوْرِ عّلِّيِ أَنُوُبُ هُنَاَ
برِفْدٍ لحِسُنْيِ أَبِىِ أَيْمَنِ

جــَمـِـيــلُ المـَـشـَّـاقِــيّ الــكـَـنــْعـَـانِيّ
الـرِّيـَاضْ السبت 28 /01 / 2012 م
المـُوَافِـقْ 05 ربيع أول 1433 هـ