ماهر حسين.
(كشف المستور ) كان عنوان لبرنامج بثته قناة الجزيرة الفضائية وقد رافق هذا البرنامج حملة دعائية كبيرة جعلتنا ننتظر برنامج (كشف المستور) وكأنه سيبث لنا حقا" (المستور) من أسرار ...كل ما شاهدناه بالعموم وبما يخص قضية فلسطين كان عبارة عن (كشف المكشوف) فلم يجد المتابع الجديد وان كان البعض من أصحاب المواقف المعادية أو الناقدة للسلطة حاولت استغلال البرنامج للتشويه
(كشف المستور) القطري الذي بثته قناة الجزيرة تحدث ضمن ما تحدث عن (تبادل الأراضي) واعتبر هذا من الأسرار التي تم كشفهـــــا!!!! بالطبع للمتابع لا يوجد أي سر بالموضوع !!!! فمن المعلوم للجميع أن تبادل الأراضي تم تداوله بالمفاوضات .
البعض قال أنه ضرورة للتواصل الجغرافي ...البعض الأخر قال بأنه ضرورة لتعديل الحدود...البعض اعتبره ضرورة للتواصل السكاني ولإبقاء التجمعات العربية معزولة عن الإسرائيلية ...البعض اعتبره مرتبطا" بالاعتراف بالحدود الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام1967 وبالتالي هو إيجابي ...وبالطبع البعض اعتبره مقدمة للاعتراف الفلسطيني ببعض المستوطنات الإسرائيلية على أراضي الدولة الفلسطينية ...ووو.
تفسيرات وتبريرات يرتبط كل منهــــا بالموقف السياسي للمحلل أو للسياسي الذي يتناول الموضوع .
وطنيا" وكما أرى الأساس الصحيح الواجب الانطلاق منه للتعاطي مع موضوع (تبادل الأراضي) هو حدود الدولة الفلسطينية التي هي حدود الأراضي المحتلة عام 1967 وبالتالي أي تبادل يأتي بإطار (طفيف) ومرتبط بموافقة الطرفين لمصلحة تعزيز التواصل الجغرافي والسكاني ولتعزيز حدود كل دولة وبما يضمن الأمن والحدود والسلام .
(كشف المستور ) كان محاولة لإظهار القيادة الفلسطينية بمظهر من تنازل عن القدس واللاجئين والحدود والوطن ..(كشف المستور) كان جزء من سياسة (الشد والرخي )في العلاقة القطرية مع القيادة الفلسطينية ومع حمـــاس و بالطبع من نفذ هذا الدور هو قناة الجزيرة .
لن نتحدث كثيرا" عن (كشف المستور) فما تم كشفه بذلك الوقت هو المكشوف للمُتابع .
وعلى كلا" (تبادل الأراضي) في ذلك الوقت عند (كشف المستور) لم يكن له أي علاقة بالمبادرة العربية للسلام التي تتحدث بوضوح عن قيام دولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967 .
(تبادل الأراضي) في ذلك الوقت كان مجرد نقاشات مرتبطة بالحدود وكنتيجة لتعثر التسوية وعملية السلام فإن (تبادل الأراضي) بقي مجرد أفكار .
الآن وبشكل مفاجئ أصبح (تبادل الأراضي) جزء أساس من مبادرة السلام العربية حيث أشار الشيخ حمد بن جاسم (رئيس لجنة مبادرة السلام العربية ) في واشنطن وخلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي إلى (أمكانية تبادل الأراضي) وتم اعتبار هذا تعديل بمبادرة السلام العربية وبالطبع رحب البعض وانتقد البعض وحلل الجميع سبب هذا التغيير .
كل ما أريد تناوله هنــــا هو التناقض بين (كشف المستور) عبر قناة الجزيرة القطرية و(تبادل الأراضي ) كجزء من مبادرة السلام العربية ....وكل ما أرجوه أن يكون واضحا" هو أن أي وسيلة لتحقيق الهدف هي وسيلة مطروحة للنقاش والهدف هنا هو قيام الدولة الفلسطينية أما (تبادل الأراضي) فهو وسيلة قابلة للرفض وللتأييد من باب المعرفة بالفوائد والضرر وليس من باب (المعاندة ) لتلك الدولة أو لذلك التيار .
أنا لا أرفض (تبادل الأراضي ) لأنه مطروح من قطر على لسان رئيس الوزراء القطري وقد حضر معه لجنة مبادرة السلام فهذا ظلم لشعبنا ومقامرة بقضيتنا ..أذا رفضنا فيجب أن نرفض لأسباب موضوعية .
أنا لا أرفض (تبادل الأراضي) إذا كان فيه مصلحة شعبنا وقضيتنا وأرفضه إذا كان فيه أي ضرر لشعبنا ولقضيتنا.
هناك تفسيرات كثيرة للقرار العربي أبرزها ما تناوله الدكتور أحمد جميل عزم في مقاله (معالم ما بعد "اللامبادرة" العربية في واشنطن) وهناك أراء عديدة وهذا جائز وممكن ولكن الغائب هو الطريقة الفلسطينية بالتعاطي مع التغيير بالمبادرة العربية .
بكل الأحوال هناك من رفض الآن وسيوافق لاحقا" بسبب قطر ...وهناك من رفض الآن وسيوافق لاحقا" من اجل عيون مصر (الإخوان المسلمين) الحاضرة للقاء والداعمة للتعديل مبادرة السلام ...وهناك من رفض لان من تحدث بالموضوع هو الشيخ حمد بن جاسم ولو تحسنت العلاقات مع قطر فهو حتما" سيوافق .
لست مع التبادل ولست ضده فهو وسيلة وليس هدف .
التعليقات (0)