مواضيع اليوم

(شيء ما) !

سامي عرب

2010-11-23 19:38:58

0

 

.

(شيء ما ! )

شيءُ ما يشي بانقضاض الألم على حينِ غرة , هذه أقلاميّ ترتعش كلما فكرت أكثر بالكتابة , يظهر التعرج خجولاً خلفَ السطر يجعلُ منها شكلاً لرجل يَموتُ من البرد , و تنتفض يداه , و تصطك أضراسه بعضها ببعض منتجةً نوع من أنواع الموسيقى آلاتها الحاجة و الفاقة وصوتها الجَسد و العين إنها تُمثل صورةً عن نصٍ لم يُوجد – يَقتلهُ خوفه – فيمحى على ذاكرة الورق و يُبدل غيرهُ فراغًا لا يتسع لأي شيء ..حتى الصدى مخترق كلَ الفراغات لا يستطيعهُ ! لتتكون الأشياء صانعةً وجودًا جديدًا , وَ ذاتًا أخرى تبثُ فيروسات تعبثُ بتركيبتنا العضوية , و تجعل منا كائنات أقرب للمومياءات إذ أتت الحداثة محولةً لنا إلى آلة خطواتها معروفة و محسوسة , مما يُغير القلب ويجعل مِنْهُ أداة تخزين للأوجاع السالفة واللاحقة التي تكونُ خارطة للألم , و لِردات الفعل لاحقًا. و إنَّ القلب إذا سار ضمنَ خطة مَرسوم لم يعدوا إلا أن يكونَ مِضخة , لا أقل ولا أكثر – كانت لِتحرك ذَاك الجَسد وفقَ حيثيات و خطط و أنساق مُسبقة . وكل كائن سكن هذا القلب يُحس بكلِ ما أحسسته قبلاً بِلا وصفٍ أو حديث _ يَموت , يحيا , يئن , يبكي , يتغرب كثيرًا و يرى المدينة تنسحب حاملةً رداء الليل وصوت النهار الذي لطالما شعر بالدفء بهما يومًا من الأيام , إنها العين عندما تفضح , و الحُب عندما يجعل أكثر الأشياء صلابة تُحس و تَعرف مكمن الألم لتغذيه روحها وذاتها وخبرتها و لتقتل مرّة بعد مرّة لتكونَ المعاناة صوت الحب الساكن أعمق من القلب .. أعمق من كلِ صوت يئن .. لا يسمعهُ إلا ذاته الكسيرة وجسده يصدق ذَاك الألم أو يُكذبه ..إنَّ نُحمل الأقلامَ ما لا تُطيق كذلك الأوراق وهيّ عملية أشبه ما تكونُ بملء عقلٍ بكثير من الأفكار و الأدبيات التي لا يؤمن بها حقًا و هذا الفعل يؤدي إلى الرفض مفضوحًا في وجهِ الأقلام , و في كلِ السطور ! و منهُ تنبت ثقافة الكِتابة و المَوت على الدفاتر و الصفحات و منه تخلق حياةُّ أخرى وصوت أخر يَحبو على السطر و يختبئ خلفَ جسور الكلمات لتصنع منهُ مآذن تصرخ بالناس أن هلموا هذا تعريفُ , وذَاك آخر وهذهِ حقائقُ أخرى , و تِلكَ معالمُ جديدة , وتلك المعالم بدورها تشكلُ لها وجهًا آخر في كلِ ذات , ليخلق من كلِ ذاتٍ ذواتُّ قَد تنشق , قد تتبع , و تِلكَ سُبل عارفها الإيمان , وفاضحُ دهاليزها الضيقة , الإيمان يُجسد الذاكرة , بنقائها , كما سوادها , وكما لو كانت مُختلطة بينَ وبين .أيها الحنين العابثُ بكلِ قناعاتنا , أيها الحُب قاتل الحقيقة , تأتونَّ عابريّ فؤادي ثمَ تلوذون بالفرار لأعيشَ العمر باحثًا عنكما . إلى مَتى يقتلني هذا الشوق , وإلى مَتى أَموتُ في كلِ تَذكرة !على الرصيفِ , على الأوردة , على الملاجئ , على الأخيلة , على صوتٍ يصيح بداخلي :- حُب , حُب , وفاء , وفاء.هكذا يتشكلُ عطرها , صوتها , حلمها . وهكذا تَكونت ذاكرتي المبنية من الألم , والتساؤل و مِنْ هُنا تتحول مائدتي العظيمة شكلاً إلى حلقةٍ لا تكاد تُرى بالعينِ المُجردة في خضم كُل ذَاك الألم , وكل تِلك الأسئلة , وكل ذاك الصمت الضجيج لتخترقَ جسديّ بعضُ النِصال الطائشة , و هيَّ بالأمسِ القريب خرجت من ضلعيّ هذا , ومن صوتي حينَ يرتدُ على أثارها , ومن خطوتي سابقة طريقها , ومن حلميَ القابع في كلِ شيءٍ رَفيع وَ نبيل يَكونُ جزءًا مِنْهُ إذ هو قيمةُ النبل العظمى .هذا الهدوء صوتُ عاصفة تحيك خُططها المليارية للاستيلاء على قلبي , قلبي الذي كُنت أعتقد حتى وَقتٍ قريب أن مُشكلته أنهُ مُنير يهدي الكائنات التي تتبع الضوء ليقتات وليترك عليه أثارهم , و ندبات تخلفها الفضاضة في التعامل مع الأشياء , و الحمق في قتلِ نعمةٍ كبرى بينَ يديهم .- لأكتشف فيما بَعد أنهُ مصادر كثيرة للنور , للحياة , للبياض , للوفاء . جاء الضوء جاءت الحياة فيَّ ..فنبذتهاخُفت أن تتجدد جِراحيَّ , وَ أنتهي بَعد انتهائي إنهُ الألم عائدُّ في كلِ شيءٍ , يسكنُ هذا القَلب , يسكنُ هذا الجسد , و تِلكَ الذَاكرة صائنةً نفسها عن مُتعِ الأفراح المُزيفة و , الصدئة جِدًا , بالكذب ,بالزور , و الخديعة , التي تُولن السحن , و تصبغُ القلوب , ليَموتَ أناسُ من الحب , و ليقتلَ آخرون من الوفاء , ويعيش عليهم مُتطفلون جعلوا أحلامهم قَتل كل القيم المعظمة و السير على جثث من يعتنقوها , آه .. هذا الألم عائد .. هذه جروحي نازفة تُغرق مدارات الكون .. تِلك كواكبُ تبكي .. وهذه ذاتيّ مستوطنة النور الأكبر .. وتِلك أجسادُ قادمة أراها .. أسمع حفيف أقدامها في درب وتيني ..نزفُّ , رَبيع , سعادة , شقاء ...و حياة قادمة من النافذة , تجرعت ذبولاً قديم , و حلم عتيق , ثم اختزنت كل ذاك لذاتها , لِتعيش بُرهة بلا قيِمة إني أراها .... إني أراها .....إني أراها سلةَ مُهملات .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !