(سيرة الرحلة الثابتة)
لسعيف علي
كان هنا
صاح بلا صوت
و قلت انا
إذ أسكب لونا عتيقا
و ميراث الازل
ورأيت علي اللونُ فرشاة اسنانٍ
معالق للاكل السرمدي
و للنازحين مني
افواجًا تتملق سرب الحقيقة
كنت
الفُّ سيجائر بخسة
لابيعها للسراب
واطير على الاخمص السبع
لرجْل حرب
يقطعها رخ شطرنج
وبيدق من بانِ الخشبْ
لم اكن ابدا هنا
ولكن كنت أهذي في المنام
و لم اكن
ذاك المعلق في شك المفاتيح
ولا
ذاك العمر
يتخفَّى في جرار الزيت
و قلالٍ ،
و مخاف للمصبرات
و خلٌّ صنع جدتي الغابرة
.....................
الآن اسجل أني كنت هنا
لاعود الى ساعة الفجر
لاقول صباح خير و المساء
فقهوة اليوم مازالت حليبا
و مازلت انسى
على السرير لحاف نومٍ
يغانج شرشفا اصفر فاقع لونه
و ثياب نوم بلا رائحة
..........
لن تعود اذا ابدا
قبل ان يمضي القطار بالصوت المزمجر
و بالدخان
الى مدن الموتى
و مدن تحيا
في اسطر لا تفهم فيها الكتابة
لانك كنت هنا ،
و كانت احرفا عتقُ الكلام
و هيام منازل ناعسات
......................
ستقتلك المدينة
نعم ستغتال كل يوم فيك قامتك
و تأكل منك امتار تلاث
لتصبح في آخر الافلام اقزاما تهرج
فأنت هنا المتسائل عمَّا
و دائما عنك
و عن اسمك الممحوِّ من ذباب الكلام
لانك ستمضي حتى هنا
و لن ينته فيك المكان المسوى بطحاء سوق
ولن يكون
غير ان تحكي
انك لم تكن ابدا هنا
...........................
سوف يتئد المكان و تضمك راحتاك
لتعبر في الصيف طريقا موحلة
ماءا و طينا و صلصالا
و نطفة نور ضائعة
و شضايا ماء
....................
....................
توقف اذا
ليقول لك الحادي
امَّا بعد
فسوف يبللكم كلام سكرٍ
يرفعكم ترتيل أبيات قديمة
منازل الفَوْهِ المعمَّم
و تنفتح السماء على شبق الزهور
و اقداح
و بتلات
و تيجان ذابلة
سيقول اذا
قد جازت القافلة
و لم تعد حفر الطريق تعنيك المسير
ولم تكن ابدا هنا
سعيف علي
التعليقات (0)