لن (نتحدث) [أنا وضميري] ، عن علاقة العالم الإسلامي بإسرائيل ، ولاعن مقاطعاته (الرمزية) لسلعها وبضائعها .. كما لن (نتحدث) عن العلاقة [الطردية] بين العرب الذين رفعوا (جميعا) شعار [الذل والهوان] ، واستكانوا [لمغريات] اليهود الذين محوا تاريخهم وابقوا لهم على عبارة واحدة [ماجنة] هي : (إتفق العرب على أن لايتفقوا) ؟! ... وكل الإرث العربي إضمحل وتلاشى في تلك العبارة ؟!...
المقاطعة التي أعلنها من يصفون أنفسهم (بالفنانين) تستدعي وقفة مطولة ، وتدوين سريع و(عشوائي) ، لأن المعطيات كثيرة ، والكلمات القادرة على وصف حقيقة الوضع (العربي) قليلة ، واللغة شحت بركتها كما شحت بركة (أدعيتنا) التي أصبحت لاتعلوا أكثر من نواصي رؤوسنا ، هذا إذا لم تنقلب على أصحابها وهم (الداعون على إخوانهم) وهم (لاعِنوا إخوانهم) ..؟!
فالفن يعني (رسالة) وليتها كانت كرسائل (الباكالوريا) و(الليسانس) و(الماستر) وحتى(الدكتوراه) ، في (بقاعنا العربية) ، لأن تلك الرسائل جميعا لاتساوي أكثر مما تساويه أوراق نقدية (عفنة) لرشوة (نتنة) ، أو ما تساويه ليالي حمراء (ماجنة) لأساتذة محاضرين مع طالباتهم ؟! ..
ليس مفارقة أن تكون رسالة (الفن العربي) في مستوى شهادات لايعقل أصحابها أكثر من أسمائهم (الأكاديمية المزيفة) و(الفنية الساقطة) ، ولا يرون أبعد من أنوفهم ، لأن الفن في حقيقته هو : الرقي وهو الحضارة وهو الإنسانية ، التي تبتعد عن كل أشكال النزاعات ، وتسمو فوق كل الخلافات ، لأن الفنان يقف في مجمل مواقفه الحياتية موقف (المحايد) ، لأن شخصيته بذلها لإطفاء ما يستطيع إطفاءه من جمال على بؤس (الآخر) ، هذا الآخر الذي يرى في الفنان قدوة ، ومثلا ، لإنسان تخلى عن أحلامه ، وملأ وقته بمشاغل غيره يوصلها في : لوحة ، أوصورة ، أو لحن ، أوكلمة طيبة ....
الفنان إنسان ذو حساسية مفرطة ، هي من نقاء الطبيعة البشرية ، ومن صدق وصفاء مشاعر الخير ، والحب ، والإنسانية ..
الفنان طير يغرد خارج السرب ، فقط ليجعل الآخرين يخرجون من دائرة الروتين ، ويتناسون رحلتهم الشاقة والمملة ..
إذا كانت هذه هي صفات الفنان الحقيقي ، فأنا أتسائل عن تصنيف (الفنانين المصريين) الذين أعلنوا مقاطعة الجزائر ؟ .. ولأي سبب يقاطعون الجزائر؟ .. وماذا يقاطعون في الجزائر؟ .. وهل يقاطعون سلع الجزائر؟ .. أم أسواق الجزائر؟ ..
الحقيقة أنهم أعلنوا (بجهلهم) زيف شهاداتهم البعيدة كل البعد عن الفن ، وأعلنوا مقاطعتهم (للفلوس) الجزائرية التي يحصدونها في المهرجانات الفنية التي تقام بالجزائر، وإذا كان الأمر كذلك ففنانون (حقيقيون) كثيرون من مختلف بقاع العالم هم أحق بتلك الأموال منهم .
ـــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)