(البِشارة والنِداء بين إشَعياء والإنجيل والتلمود).. إثبات المخلص المهدي وليس عيسى
فلاح الخالدي
إن قضية المخلص أخذت حيزًا كبيرًا في الديانات السماوية حيث كل ديانة اليوم تنتظر رجل في آخر الزمان يخلصها, وهذا دليل على أن الأرض يحكمها أهل الجور والظلم والطغيان, ولكن هذا الاعتقاد يراد له بحث وتدقيق وقرائن تدل على أن المقصود في تلك الديانة هو نفسه المخلص, والديانة المسيحية سائرة في هذا الطريق حيث يعتقدون أن المخلص هو عيسى-عليه السلام-لما موجود عندهم من أناجيل تبشر به, ومنها مثلا إنجيل مرقس في اصحاحه.
هنا السيد الأستاذ المرجع الصرخي , تناول هذه القضية بحثًا ودراسةً وتحقيقًا وناقش بالدليل العلمي الشرعي الأخلاقي ما طُرح من تفسيرات وتطبيقات وآراء حول شخصية الموعود وأثبت عدم تماميتها، جاء ذلك في بحثه الموسوم (مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد) تحت عنوان (البشارة والنداء بين إشَعياء والإنجيل والتلمود ) فكان مما جاء فيها قوله:
{{.... في سفر إشعياء الإصحاح الأربعين ((صَوْتُ قَائِل: «نَادِ». فَقَالَ: «بِمَاذَا أُنَادِي؟» «كُلُّ جَسَدٍ عُشْبٌ، وَكُلُّ جَمَالِهِ كَزَهْرِ الْحَقْلِ. يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ، لأَنَّ نَفْخَةَ الرَّبِّ هَبَّتْ عَلَيْهِ. حَقًّا الشَّعْبُ عُشْبٌ! يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ».عَلَى جَبَل عَال اصْعَدِي، يَا مُبَشِّرَةَ صِهْيَوْنَ. ارْفَعِي صَوْتَكِ بِقُوَّةٍ، يَا مُبَشِّرَةَ أُورُشَلِيمَ. ارْفَعِي لاَ تَخَافِي. قُولِي لِمُدُنِ يَهُوذَا: «هُوَذَا إِلهُكِ. هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ بِقُوَّةٍ يَأْتِي وَذِرَاعُهُ تَحْكُمُ لَهُ. هُوَذَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَعُمْلَتُهُ قُدَّامَهُ.كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلاَنَ، وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ».))، وهنا يعلق السيد الأستاذ فيقول:
نذكر بعض الكلام ( بقوة يأتي وكلمات إلهنا تثبت إلى الأبد؛ هل تحقق ؟ حصلت ولادة عيسى- عليه السلام- وبقيت ثلاثين عاما وثلاث سنين، فأين الإشارة والعلامات الذي ذكرها إشعياء ؟ أين الرب القوي وذراعه التي تحكم ؟ وأين أجرته وعملته ؟ وأين رعايته لقطيعه من لناس وعباده ؟ فأين ذراعه التي جمع بها الحملان ؟ وأين حضنه الذي حمل ويحمل فيه الحملان الرعية الناس ؟ وأين حمايته وقيادته للمرضعات ؟ وأين كلمة الله التي تثبت للأبد ؟ بينما إن الأناجيل والعهد الجديد تشير إلى أنه قد ألقي القبض على السيد المسيح وتعرض للإهانة والتنكيل والتعذيب والصلب والقتل والتمثيل بجثته، إذن فالبشارة لا تدل على السيد المسيح وولادته وحياته التي كان فيها بين الناس؛ في إنجيل مرقوس الإصحاح الرابع عشر ((أَقْبَلَ يَهُوذَا، وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ...... فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ....... فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! ...... فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ...... فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.))، وهنا يعلق الأستاذ المعلم فيقول: فإن انتظار تحقق تلك البشارة والعلامات والنبوءات في آخر الزمان يحتاج إلى دليل آخر ؛ والعهد القديم لا يدل على ذلك، بل يدل على خلافه فلا يتضمن معنى انتظار المسيح كمخلص وبشارة حتى تحصل ولادة المسيح وظهوره لفترة من الزمن ثم يرحل ولم يتحقق أي شيء مما ذكر من علامات وشرائط ؛ فهذا المعنى غير موجود في التوراة والعهد القديم فلا دلالة عليه لا بالمطابقة ولا بالملازمة والعهد القديم واليهود بأجمعهم لا يعتقدون بالمسيح من الأصل أو إنهم لا يعتقدون بظهوره في آخر الزمان، بل يكذبون ذلك وإلا لكانوا قد أمنوا بالمسيح والمسيحية، وصاروا من النصارى، وتركوا اليهودية، بل نجدهم قد حاربوا السيد المسيح حين وجوده وبعد غيبته وعروجه إلى السماء وإلى أيامنا هذه ؛ فلماذا لم يؤمنوا به إذا كان العهد القديم يبشر به كثيرًا ؟ وكيف نتصور إنهم ينتظرون ظهوره وعودته من أجل إنقاذهم وخلاصهم ؟! ....}} إنتهى المقتبس من كلام السيد الأستاذ ...
وعليه نقول وبعدما تقدم من دليل طرحه المرجع المحقق الصرخي تبين أن الموعود والمخلص هو من الديانة الإسلامية التي تكون ختام الرسالات ورسولها خاتم الرسل, وأن المقصود في الأناجيل والصحاح ليس عيسى بل هو مهدي آل محمد -صلوات الله عليهم أجمعين-, فمن يريد الخلاص وينشده هذا طريقه.
التعليقات (0)