((.عشــان متضربــــــــش علــى قفـــــــاك !! ))

كنت أتابع الإخبار في الصحف العراقية والعربية وتحديدا إخبار النجوم ..سابقا وبكثرة
مثلا صرح احدهم أن اجر الفنان نيكولاس كيج عن فيلم واحد وصل الى مبلغ 50 مليون دولار أمريكي .. وهكذا نرى أن أجور الأمريكان هم الأعلى اجر في العالم بعد وصل أرقامهم الى أرقام فلكية وخارج التصور ...حتى ان البعض احتار في كيفية إنفاق هذه الأموال ووصل بهم الأمر الى دخول عالم الهبات والتبرعات للفقراء والمحتاجين مثل الفنانة انجيلا حولي وزوجها وهذا امر يحسب لهم طبعا

في لقاء سابق مع الفنان المصري حسين فهمي اشتكى من قلة الأجور التي تدفع للفنان المصري وقال بالحرف الواحد : ان مقارنة ما يحصل عليه الفنان المصري بالمقارنة مع نظيره العالمي الذي يحصل على بلاوي زرقة!!!
بينما الفنان المصري نجد انه يحصل على كلام فارغ مجرد .. ملاليم ..مجرد ملاليم !!!

هذه الملاليم التي لم تعجب الفنان حسين فهمي هي مثلا ..تصل الى حوالي 100 إلف دولار أمريكي أجرة الفنان عادل إمام لقاء تمثيله فيلم واحد فقط .. وهو لا يمثل سوى فيلم واحد او اثنان بالكثير في السنة الواحدة

علما بأنه يأخذ مبلغ 5000 الف جنيه على كل سيناريو يقراه سواء أعجبه السيناريو ام لم يعجبه !!!

ثم تأتي أسعار باقي النجوم وتتوقف عند سقف ال30 -25الف دولار لفناني الخط الثاني وهو رقم عالي اذا ما علمنا انهم يمثلون في 10 أفلام في السنة وبعملية حساب بسيطة نجد اللهم لا حسد انهم من اصحاب البلاوي الزرقة... ويسمونها ملاليم .. ملاليم

الفنان يحيى الفخراني وصفية العمري وصلاح السعدني كانوا يحصلون على مبلغ 3000 جنيه مصري عن كل حلقة من حلقات ليالي الحلمية الشهير

حتى انه اليوم الدراما والسينما المصرية استعانت بنجوم سوريون لان نجوم مصر حسب رايهم ((يلهفون او يقشطون نصف ميزانية العمل ))..

طبعا هذا الأمر لسنين سابقة أما اليوم فلا اعرف أسعار الفنانين العرب وهي تصاعد مضطرد طبعا ..

اما الفنان العراقي فكان يحصل في فترة التسعينات مثلا على مبلغ 6 دولار فقط عن كل حلقة يشترك بها .. ولا فرق بين نجوم خط أول او خط ثاني او خط رابع لان التسعيرة ثابتة ..بيع طماطة كما يبدو والعاجبة عاجبة والماعاجبة يروح للشط ويشرب براحته !!

مات الكثير من الفنانين العراقيين جوعا مثل ..الفنان غازي التكريتي ..بطل فيلم المسالة الكبرى .. ومات الفنان عبد الجبار كاظم ومات الفنان طالب الفراتي ..مطشر السوداني اغتيل ..خضير ابو العباس تعرض لمحاولة اغتيال ..

والقائمة طويلة جدا .. حتى كاد ان يموت الفنانون جميعا !!

فقط نجى الفنان الرائع عبد الحمن المرشدي باعجوبة من الموت وحصل على فيزا لجوء في السويد اخيرا..

الخلاصة او الزبدة من موضوع الاجور وحقوق الممثل ..هي:

بالمقارنة مع اجور الفنان المصري واللي هي لا تعجبه طبعا ويسميها ملاليم .. مجرد ملاليم !!

مع أجور الفنان العراق ((6دولار للحلقة )) نجد ان أجرة الفنان العراقي يشتغل للثواب ليس ألا ..

..................

المهم في الامر او الرباط او مربط الفرس كما يقال في هذا الموضوع

قبل فترة قامت الشرطة المصرية باقتياد شاب مصري اسمه خالد سعيد من مقهى كافي نت في الإسكندرية وأشبعوه ضربا حتى مات من شدة الضرب

شاهدت الخبر الساعة العاشرة صباحا على قناة البي بي سي البريطانية بعيد وقت صغير على الحادث
ردت السلطات المصرية ان الأمر مجرد اعتقال لحائز مخدرات قام بتناول من كانت بحوزته من مخدرات حتى يخفيها وكانت الجرعة مميتة

أهله وأصدقاءه ومن كان بالمقهى أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ثم انتشر الخبر الى الصحف والفضائيات ومواقع النت وكانت حربا ضروس ضد الحكومة التي غطت راسها في الرمال ..اما م هذه السهام الكثيرة

فتحت ملفات كثيرة عن انتهاك حقوق الإنسان في أقسام الشرطة المصرية وفتحت دفاتر عتيكة كما يقال مثل قصة ..الشاب المصري الذي اغتصبه ضابط شرطة سادي وشاذ بعصا غليضة ادخلها في مؤخرته !!!

الصور والوثائق واشرطة الفيديو انتشرت بسرعة .. ولم يعد هناك للحكومة ما يمكنها ان تدافع به عن نفسها
قام احد رجال السلطة المتقاعدين ربما بحركة تملق للحكومة او ربما يسعا منها لامتصاص نقمة الشارع المصري بإصدار كتاب اسمه (( عشان متضربش على قفاك ))

فيه مجموعة من الوصايا والتعليمات للناس على كيفية التعامل مع ضابط الشرطة المرضى نفسيا ولديهم عقدة تضخيم الذات والشذوذ النفسي والفكري والجنسي حتى .!!

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ..
بل كشفت مصادر مقربة ان الشاب المصري خالد سعيد كان بحوزته فيلم مصور يصور حيازة رجال شرطة في احد أقسام البوليس على المخدرات وتداولها او الاتجار بها وهو السبب وراء الاعتقال ثم الموت

أخيرا أصدرت احد المحاكم المصرية امرا للقاء القبض على رجال الشرطة الذين تسببوا بمقتل الشاب المصري وانه لا احد فوق القانون ...

هذا الموضوع يجعلني أقارن بين حقوق الإنسان في مصر بين حقوق الانسان في العراق بلدي ..

جثث ترمى في مكبات النفايات .. خبراء وأستاذه يقتلون على قارعة الطريق .. الباعة والصاغة والتجار يقتلون في وضح النهار وتنهب محالهم التجارية ومدخراتهم المالية

التهريب والاختلاس والفساد على رؤؤس الاشهاد وعلى عينك يا تاجر !!

رجال شرطة يقتلون الناس هكذا برمي عشوائي في الطرقات وكأنهم يصطادون عصافير !! ولا احد يوجه لهم اي علامة استفهام حتى

بالأمس القريب قام مجموعة من الناس بمظاهرة سلمية ضد انعدام الخدمات وأولها الكهرباء أمام مبنى محافظة البصرة الفيحاء .. وبحضور المحافظ الأستاذ عبد الله المؤمن الدكتور شلتاغ عبود والذي مان تراه حتى تقول انه لا يقوى على ايذاء نمله
بامر منه او من غيره ردت الشرطة على المتظاهرين بطلاق النار ومقتل اثنين وإصابة العشرات
المبرر ان المتظاهرون كسروا زجاجة في مبنى المحافظة المقدس ..

واحدهم أطلق شعار ضد ولي الله وحجته وخليفته في الأرض ووليه المقدس المجاهد المناضل المفدى الأستاذ الكبير فلان فلان ..!!!

طبعا حتى انا كاتب السطور لا ارضى بمن يمس وكلاء الرحمن وأولياء امر الإنسان

لو خليت قُلبت !!

ومتى كان الانسان الجهول عليم بمصلحته ..واليوم يريد كهرباء وينام على التكييف ..وماء بارد يشرب.وعصائر ومرطبات مثلجة يضع قدامه ... ويشاهد مباريات كاس العالم ..ويجلس امام الشاشة ويضع رجل على رجل ...ويكرز حب شمسي من النوع الرخيص .!!

هل نسي هذا الإنسان الجهول أن أولياء الله الصالحين كانوا يأكلون من الطعام ما جشب ويرتدون من اللباس ما خشن ..!!!

نعود لاول الموضوع او أول السطر

اذا كانت قيمة حقوق الإنسان في الغرب تعادل ما قيمته بلاوي زرقة!!!!

والمصريون ((المتعافون او البطرون )) كما يقال ...مجرد شاب مصري لم يستحمل ضربة ..واحدة ...على قفاه .. وان كانت بتلسع ...وراح فيها !!!

يعتبرون قيمة حقوق الإنسان لديهم بملاليم وكلام فارغ
رغم ان العالم وقف معهم ..

والحكومة أحالت المذنبين الى القضاء العادل ..

ماذا نقول نحن العراقيون ..نحن لم نضرب على قفانا يوما

وهو ان حصل فمجرد زلاطة ...لا أكثر

لكن نحن نٌقتل من اجل القتل

ونُقتل من اجل نصرة المظلومين من السلف الصالح والسير على نهجهم

ونٌقتل لان القتل مهنة من لا مهنة له

ونٌقتل لان القتل لنا عادة

وكرامتنا من الله الشهادة

ونُقتل من اجل الثواب فقط !!

..........

في الختام تعازينا الحارة لاسرة الفقيد خالد سعيد رحمه الله .. تغمده الله بواسع رحمته واسكنه في فسيح جناته ..

ونقول للاخوة المصريين على هونكم ..فمن يرى مصائب الناس تهون عليه مصيبته ..

وكلنا في الهم شرقٌ...