اذا اقبلت عليك الدنيا اعارتك محاسن غيرك
واذا ادبرت نزعت عنك محاسن نفسك ..
ردا على موضوع ((الفحولة العربية))
ويبدو انهم لم يتركوا لنا حسنة واحدة دون التعرض لها الاخلاق العادات التقاليد القيم الكرم ..
ووصل بهم الامر الى السخرية من الفحولة العربية ..حتى الفحولة ..!!!
لم تسلم الفحولة من السنتهم !!!
عجبي واي عجب !!!
هذه القصة مأخوذة بتصرف او لنقل هذا ما أسعفتني به الذاكرة من كتاب ألف ليلة وليلة الشهير ..كان عندنا في مكتبة البيت وكنت اسرقه واختبئ خلف ستارة الشباك واجلس مجمعا نفسه واحشرها في زاوية الشباك ..واستغرق القراءة فيها مليا طبعا ايام المراهقة والصغر ..ذات يوم ضبطني والدي حفظه الله انا اخطف الكتاب او ربما عندما اعيده فقال لي ماهذا الف ليلة وليلة وما قراءها احد وربح ..
الف ليلة وليلة هي من تجميع او تاليف ابن المقفع وهو فارسي كتبها بطلب من الخليفة المامون كي يخلد فيها ذكراه وذكرى ابيه الرشيد لكن ابن المقفع تعمد الدس والتدليس فيها بطريقة ذكية كي يشوه التراث العربي الاسلامي وحياة خلفاء بني العباس الانها بقيت حية خالدة وهو الامر المهم هنا لم يستطيع القفز على الكثير من الحقائق التي فرضت نفسها عليه رغم دهاءه وخبثه .ومنها هذه القصة . واليكم القصة :
كانت بلاد الأندلس أيام الحضارة العربية الإسلامية تعج بالناس وطلاب العلم والوافدين من كل حدب وصوب اختلطت الأجناس وانصهرت في بوتقة واحدة أيام كثر فيها الخير والأموال والقصور والبساتين وعاشت الناس في حياة هي الأشبه بالجنة ..كانت الجميلات والحسناوات موجودات من كل عرق وجنس وشكل ولون ..
كانت قصص الغرام تشتهر أكثر من غيرها ..بسبب العلاقات بين الجواري والسراري والعشيقات التي يلتقين أما في أسواق النساء او في الحمامات وتحكي كل واحدة قصتها او قصة سمعتها لمن حولها ..
كانت فتاة آية من الجمال والحسن والدلال من أصولها القحة السركشية القوقازية ...هذه الفتاة ذات أدب وعلم وكانت تقرض الشعر
أحبت فتى عربي قريشي دون عن كل الرجال الروم والقبط والاسبان و العجم والبربر وغيرهم ممن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر..
سعى أليها الولاة والقادة والأمراء والتجار والشبان من كل الملل والنحل والأعراق لكنها كانت ترفضهم واحدا واحدا
احتارت الناس فيها من عجيب أمرها وغريب إصرارها ..
كانت شديدة التكتم على أمرها وما كانت ليبوح به ابدا
وتفشي سرها ..
جاءتاها القهرمانات والواسطات والدلالات شفعاء في هذا الرجل او ذاك لكن موقفها كان ثابت .
ذات يوم كان الوزير ابن زيدون جالس في جلسة غير رسمية ((جلسة أحباب ) في حديقة قصره وحوله الحاشية والجواري .
.
جاءت أليه إحدى كبيرات الجواري وطلبت منه انس يسمح للفتاة السركشية القوقاز ان تأتي بين يديه لأمر تطلبه ..
وافق ابن زيدون ..
حتى ما ان دخلت أذهلت الجميع بعظيم حسنها وجمالها واعتدال قوامها الفارع المرهف ..
سلبت عقل كل من حظر
قال لها ابن زيدون : ما وراءك يافتاة ..
قالت لدي أيبات من الشعر ولو كنت حقا من فحول الشعراء لاكملت المعنى .وعرفت المغزى والسبب؟؟.
قال ابن زيدون : هات ما عندك ؟
قالت ..
يا معطشي عن وصال كنت مورده هل منك غلة ان صحت واعطشي
البستني من ثياب البؤس اسبغها وصيرت بالضنى فرشي ..
قاطعها ابن زيدون وقال :
جفني اذا ما التذت الأجفان طيب الكرى. .ابى المنام وصحت ياقرشي ..
ذهلت واستغربت الفتاة ان سرها مفضوح وصل الى مسامع ابن زيدون فتركت المجلس وهربت بسرعة ..خجلتا وضحك ابن زيدون ومن كان حوله
كان من الحاضرين رجل نصراني يعمل مستشارا في ديوان ابن زيدون ..قام وهاج وماج واعترض قائلا ..:
هذه الحسناء التي كل واحد يتمنى له ان تكون زوجته او خليلته وترفض كبار أعيان القوم ونبلاءها وتبقى تعيش على ذكر فتى قرشي صدها او هجرها ..هذا أمر لا يصدق وفيه مبالغة كبيرة وربما هذه الفتاة لديها سر آخر ..
لانه لا فرق بين الرجل والرجل ..
حاول الجميع إفهامه لكنه لم يقتنع واستبد رأيه
كانت لهذا المستشار جارتان احدهما تعشق فتى نصراني أمرد والأخرى تعشق رجل عربي من قريش ..
ذات ليلة كان جالسا مشغولا بكتابة الدواوين وتنظيم الحسبة تعب وخرج نحو طاقة في منزله ,,
رأى الجارة الأولى والثانية تتحدثان أمور العشق وكل واحد أخرجت رأسها من طاقة (نافذة علوية ))
أرهف السمع لهن ليعرف شيء من إسرار النساء
قالت الأولى ((عشيقة الفتى النصراني الامر د تمدح عشيقها )) :
بكونه وسيم وصغير السن ومندفع بقوة لحظة حبها يحب الخمر وهي تعصره له ولا تقززها شعرات وجهه التي لا وجود لها الا في لحية وشارب الفتى العربي .
ردت الثانية عشيقة العربي :مالي والفتى الأمرد السكران... الا تعلمين ان المرد صفة الشيطان.... وانه ليعاجلني بسرعة انحلاله ....ويؤلمني بغباوة إدخاله ....اين هو من الفتى العربي.... الذي شم ظًم . واذا ظًم لًثم ......الفم على الفم ...وامتلك الجيد والمعصم ...أذا وهز أجاد .... وإذا افرغ أعاد ... وإذا أعاد أفاد..
قالت الاولى : صدقت .
قال المستشار مع نفسه بعد ان انتهى الحوار:
معها حق وكل الحق اذن الفتاة السركشية في ولعها بالفتى القرشي !!
التعليقات (0)