مواضيع اليوم

(( كنوووش ))

هاشم هاشم

2009-12-06 13:54:55

0

 

 

 

 

كنووووووووووووش

 

سافرت الى جمهورية الهند الى مدينة حيدر اباد الجامعة العثمانية,لامر مهني . هناك وكان الجو ماطرا وبقسوة في حيدر اباد ذات الغالبية المسلمةوالطبيعة الساحرة جدا , سالت عن موقع الجامعة ووقفت في الطريق انتظر التاكسي او المايكر و تاكسي كي يوصلني الى الجامعة.. وانا واقف على جانب الطريق شاهدت سيارتان انيقة نوعا ما, ومن نفس النوع, واعتقد انها كانت لمسسؤؤل كبير في الولاية . وفوجئت بان حدسي كان صحيح ايضا لكني لاحظت ان الموكب توقف وبصورة سريعة قدام مني بخطوات, ونزل السائق مهرولا وفتح الباب للحوض الخلفي للسيارة وترجل مسرعا الرجل الذي اظنه مسسؤل كبير في الولاية وتوجه نحوي مسرعا .......


استغربت من الامر ان يكون هذا الحاكم او المسؤؤل قد علم بوصولي الى ولايته وجاء كي يسلم علي !!! لكن ياترى كيف علم بلامر ؟ومن اعلمه ؟ وهل انا شخصية هامة الى درجة ان ياتي الي شخص كبير كي يسلم علي !!!لكن لماذا لم يستقبلني في المطار ؟او من يرسل من يفعل ذلك نيابة عنه !!!!!!انه امر غريب حقا .....,لكني لانكر ان نفشت ريشي محتالا كالطاووس فرحا بلامر ,واينا يكن السبب فاني على ما يبدو شخصية هامة خصوصا وانا ارتدي بدلة انيقة وربطة عنق فاخرة ((استعرتها من اخي لاني لااحب ربطات العنق والبدلات مطلقا واحب ملابس السبور))واحمل في يدي حقيبة سامسونايت الغالية والامعة وربما يسيل لها لعاب اللصوص والنشالين ان راؤني واقفا بمفردي في قارعة الطريق ..........جالت هذه الافكار في راسي , وانا اشاهد المسؤل الهندي يسرع نحوي بخطا سريعة وياخبر اليوم بفلوس بعد ثواني يصبح بلاش واعرف حقيقة اهتمام المسؤؤل بي وكما قلت ماهي الا ثواني حتى عرفت السر والغاية ...........ما ان وصل السيد المسؤل قربي , واحمد الله ان اعتدادي بنفسي منعني ان ابادره بمد يدي مسلما اولا لانه لم يمد يده نحوي مطلقا ولم يتفوه باي كلمة مطلقا , لا بل لم يكترث لوجودي , وانا الكتلة اللحمية الشحمية الضخمة الانيقة الهندام الواقفة امامه , بل تجاوزني مسرعا ووقف بين الاشجار وسحب سحابة بنطرونه واخذ ((يتبول واقفا )) ثم سحب سحابة بنطرونه وعاد مسرعا الى موكبه وانطلقوا مسرعين ,وانا غير مصدق لما رايت ..........
استغرق الطريق بالتاكسي حوالي الساعة والنصف وكانت المسافة بعيدة من نقطة وصولي الى الجامعة على ما يبدو .واخيرا وصلت الى الجامعة وكان هناك مجموعة من الاصدقاء الطلاب العراقيين الذين رحبوا بي وققصت لهم قصة المسؤل الهندي وما كان منه .فضحوا جميعا وقالوا اننا نتراهن يوما على ان لم نجد احد يتبول في الطريق يكون اعداد الطعام على صاحب الرهان في ذلك اليوم والحمد لله لم يخسر اي منا الرهان لاننا في ذهابنا وايا بنا نجد اكثر من ثلاثين او عشرين شخصا يتبولون في الطرقات .
ذهبت نحو ما انا جئت من اجله وبعد اجراءات روتينة وتسليم ورق واعطوني ورق ثم مهر بختم الموضف وذيل بتوقيع موظف اخر اخبروني بان اذهب الى المختبرات في الناحية الفلانية وقبلها ان اذهب الى مكتب العميد ,,,,,,واقضيت نهاري في روتين حكومي مزعج واخيرا اخبروني ان ماجئت من اجله سيكون جاهزا غدا صباحا ..
والحقيقة ان الناس هناك تعاونوا معي بجد ودون كلمة شكر مني او طلب بخشيش كما كنت اتوقع .
جاء الليل وانا نائم في سريري في احد الفنادق المتوسطة وهجم علينا الناموس وجعلني في حرب مستعرة معه الى الصباح دون نوم او راحة ...واصبح الصباح وانا في حزن وتعب من السفر والسهر وحك الجلد من لدغ الناموس كانه لسع سياط او اثار جمر سيكار مشتعل. حزمت امتعتي وقلت الحمد لله ساخذ العينات التي جئت من اجلها اليوم واعود الى موطني مسرعا حتى لو تطلب الامر ان اضحي بيوم وليلة كاملة اخرى اقضيها في الانتظار في المطار .........
وصلت الى الجامعة وتحديدا الى قسم المختبرات ووكان هدووء غريب وسكون لاتسمع فيه الا صوت سقوط المطر الغزير ..والذي ما ان يهديء حتى ينهمر بغزارة مجددا .............
واخيرا وجدت رجلا مسنا وبصعوبة تفاهمت معه لكي افهم ان اليوم هو عطلة رسمية في البلاد والولاية ولمدة ثلاثة ايام متتالية ...........
صعقت من قوله هذه وتذكرت ليلة البارحة وفرق وسرايا الناموس التي لم ارى مثلها ..وترحمت على ايام زمان وليالي بغداد الحارة والناموس المهذب فيها الذي يلدغ لكن بلطف وكل ساعة وربما 3 ساعات مرة واحيانا يخجل منا ويرتركنا نائمين ......انه حقا بعوض عراقي اصيل باصالة اللبلبي والشعر بنات وشدة قدوري .......


استسلمت الى مصيري وذهب نحو منتصف المدينة لاقضي النهار هناك والحقيقة الطبيعة ساحرة وكنت اقضي النهار بين الحدائق واحيا نا احصي المتبولون وقوفا
الليل نفس الليل وهجمات الناموس لاتتوقف واصبح الصباح ولحسن الحظ توقف المطر مؤقتا ذهب الى تناول فطوري لاسمع دوي صياح وابتهاج شديد وقرع طبول وكانه يوم عرس كبير ..........
ذهبت مع الناس الى مكان التجمع في ساحة واسعة قرب بحيرة كبيرة
وفي جهتها الاخرى يوجد تمثال كبير لشخص مجسم وهو باسط يديه وسالت عنه فقيل لي بما يشبه انه اله الرزق !!!!!!
استمرت الافراح وقرع الطبول والنفخ في المزامير والابتهالات والتصفيق وتوكب الناس تباعا الى هذا المكان ..........واعتقد اني رايت شخصا يشبه المسؤل الذي تبول في الاشجار لحظة وصولي الى حيدر اباد مع الناس ومعه كبار رجال الدولة والاطباء والاساتذة والمختصين فضلا عن جموع المواطنيين الغفيرة .


واخيرا جائت شاحنة كبيرة تحمل تمثال خشبي او ربما مصنوع من مادة اخرى الا أني اعتقد انه تمثال كبير من الخشب لفيل ضخم صنع حديثا ...........

واسم هذا الفيل هو ((كنوش ))


اخذت الانظار ترنوا مسحورة تجاه (( كنوش)) والكل يهرول خلفه راكضين , والشرطة تفرق الناس بالقوة وتبعدهم عن الشاحنة ..التي توقفت بجوار البحيرة. ثم اتت رافعة عملاقة ورفعت ((كنوش )) عاليا في السماء ,والناس تنظر مبهورة وباندهاش ..


ثم انزلت الرافعة ((كنوش )) في البحيرة ربما ليستحم .وبعد ان استتحم كنوش بدات الحفلات والاغاني وتقرع الطبول والناس اشبه بالسكارىوماهم بسكارى , فرحين ,صاخبين ,مترنحين ...
عدت الى فندقي وانا اضرب كف على كف اوقول في سري رحمك الله يا ابا الليثين كان الناس يتذمرون في العراق عند الاحتفال بعيد ميلادك او ميلاد حزب البعث رغم اني كنت افرح لانها ستكون عطلة رسمية ونجلس في البيت ............

 

 

العراق اليوم حسب علمي عطلة بين عطلتين بسبب المناسبات الدنيية اللدنينة المعروفة لدى سائر المسلمين ..كثير فبلاضافة عطلة الجمعة والسبت  من كل اسبوع الى المناسبات ا التي اذكر منها الائمة الاثني عشر يوم للولادة ويوم للوفاة مضروبا في 2 يكون المجموع 24 يوم زائدا عدد من اولياء الله الصالحين من غير المعصوين و الغدير وميلاد النبي ووفاته (( للشيعة يومان لوفاة الرسول وكلاهما عطلة ))وعشرة عاشور وزيارة الاربعين ووفاة باقر الحكيم ووفاة اخوه ثم ولادة ووفاة الخميني واخته المعصومة فضلا عن العطل الوطنية وهي يوم ((التحرير ))9-4 من كل عام و((وانتفاظة الشيعة والاكراد )) وذكرى مقتل كريم قاسم ووذكرى انتخاب علاوي والجعفري والمالكي وكتابة الدستور وذكرى اغتيال الصدر الاول واعدام الصدر الثاني واختفاء الصدر الثالث وتبخره من الميدان !!..ووووووو الكثير لنجد اننا في العراق نداوم يوم ونعطل شهر فضلا عن العطل الاجبارية لانفونزا الخنازير . والله لقد تاه على الناس العد والحساب ... .

 

من المفارقات هنا اذكر ان الوقف السني العراقي كلما تقدم بطلب اضافة عطلة الى ابناء السنة والجماعة  تجيب الحكومة الموقرة انها اقرت لهم عطلة  في يوم 30 شباط من كل عام

 

المهم ان الحكمة تقول فبالعياد والعطل وحدها تتقدم الامم ..............

 


واماهولاء الهنود المساكين فالظاهر فليس لديهم ما يعطلوا لاجله او يلطموا او ينوحوا... فاخذ هؤلاء القوم يصنعون اوهاما ويحتفلون لاجلها.... .وجاء سؤ حظي ان يكون مقدمي للهند يوم استحمام ((كنوش)) المسكين  ........

 

نعيب على الاقوام كنوشها ولدينا الف ((كنوش وكنوش ))..............

 

 

 

 

والله يخلق ومحمد يبتلي ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات