أمنت بالزهراء فاطمة
اعتقد ان الشهادة الثالثة في الأذان كانت موجودة على أواخر حياة النبي ص , ففي خطبة الزهراء قالت : (( طاعتنا نظاما للملة , وإمامتنا أمانا للفرقة )) ووصفت عليا فقالت : (( قريبا من رسول الله , سيداً من أولياء الله )) .
وهي في خطبتها تلمح وتكني تقية وقد غلبت على أمرها .
قال تعالى : (( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )) النور 36 .
وقال تعالى (( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر )) التوبة 3 .
وقال تعالى (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر )) العنكبوت 45 .
وقد شرع الأذان والإقامة للصلاة
لقوله تعالى (( يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط )) المائدة 8 .
وقوله تعالى ((يا أيها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله )) النساء 135 .
ولم يكن الأذان من رأي أو إجماع , وإلا لم يكن ملزما ثم اختلفوا عليه .
1- التكبير : لقوله تعالى (( قل أي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم )) الأنعام 19 .
2- الشهادة الأولى : لقوله تعالى (( شهد الله انه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط )) آل عمران 18 .
3- الشهادة الثانية : لقوله تعالى (( لكن الله يشهد بما انزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون )) النساء 166 .
وقوله تعالى (( امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله )) النساء 136 .
وقوله تعالى (( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله والى الرسول ))
وقوله تعالى (( الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب )) الكهف 1 .
4- الشهادة الثالثة : لقوله تعالى (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك رسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون )) المنافقون 1 .
ويمكن أن لا يؤتى بها مثل التكبيرة الخامسة في الصلاة على الميت ,
لقوله تعالى (( ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) الرعد 43 .
ولا يعني رجلا من أهل الكتاب
لقوله تعالى (( انه لقرآن كريم . في كتاب مكنون )) الواقعة 78 ,
وقوله تعالى (( ائتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم )) الاحقاف
, وقوله تعالى (( مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه )) المائدة 48
, وقوله تعالى ((ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق )) البقرة 176
, وقوله تعالى (( تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق )) الجاثية 6
, وقوله تعالى (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )) العنكبوت 49
, لذا فأن من عنده علم الكتاب يكون إماما
لقوله تعالى (( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة )) هود 17
والإمام حاكم على الناس
لقوله تعالى (( وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس )) البقرة 213 .
ولا يشترط بالإمام أن يكون ملكا أو حاكما للدوله فالكتاب هو الذي يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه , ويستثنى من ذلك الرسول الأعظم ص ,
لقوله تعالى (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس )) النساء 105
, وقوله تعالى (( قل لا اسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ))
ولا تكون الحكومة للموصى به
, ولكن من قوله تعالى (( فهب لي من لدنك وليا . يرثني ويرث من آل يعقوب )) مريم 5
, وقوله تعالى (( واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا )) النساء 75
, وقوله تعالى (( إنما وليكم الله والرسول والذين آمنوا ))
وقوله تعالى (( والله ولي المؤمنين )) آل عمران 68
, وقوله تعالى (( والظالمون مالهم من ولي ولا نصير )) الشورى 8 .
تلك الولاية تعني المركزية الاجتماعية والمشورة , وهذا ما عمل به الخليفة الثاني من تقريب عليا ولم ينكره علي بن أبي طالب باعتبار انه مكلف شرعا بالخلافة .
ومن احتج بحق علي بالخلافة فقد استند إلى :
قوله تعالى (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )) .
فيكون علي قرآنا ناطقا , القران نزل بالحق , فعلي مع الحق . والفرق عندي ان نميز ما بين الدستور وبين من يرعى الدستور , فما كل نبي ملك ولا كل ملك نبي .
ولقد قاتل الرسول ص ليحكم بين الناس , ولم يقاتل علي لأن الكتاب هو الذي يحكم بعد موت النبي , لذا فأن خطبة الزهراء كانت دفاعا عن القرآن والتفسير , وفدك نموذجا من الأحكام .
ولقد اختلف المسلمون بعد النبي ص , في مسألة جوهرية هي إن القرآن فيه تبيان كل شيء بمعنى عام مطلق وهذا رأي الزهراء , أو بمعنى خاص بالعبادات والمعاملات بعد تعديل أحكام الجاهلية التي تكونت من ملة إبراهيم ومواد أهل الكتاب وتقاليد البادية , مثلا لا يجوز تفسير القرآن إلا بالقران , والحديث الذي يخالف النص مثل (( نحن معاشر الأنبياء لا نورث )) مردود وكذلك لا يمكن فهم الآيات استنادا إلى التوراة والإنجيل الموجودة بين ايدي الناس , وهذا المنهج المتشدد بتولي القرآن كان عند فاطمة , وهو ما ضاق به الآخرون , لأنهم يرونه بعيدا عن الواقع وينوء بالعاطفة .
قال الله تعالى (( ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء )) الأنعام 154
, وقال تعالى (( وآتيناهما الكتاب المستبين )) الصافات 117
, وقال تعالى وأنزلنا معهم الكتاب والميزان )) الحديد 25
, وقال تعالى (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) الأنعام 38
, ولكن القرآن كتاب مبين ..
, قال تعالى (( حم والكتاب المبين . إنا جعلناه قرآنا عربيا )) الزخرف 2
, وقال تعالى (( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين )) المائدة 15
, وقال تعالى (( يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا )) المائدة .
ومن أنكر العلم الشامل في القرآن فقد جهل معنى الحكمة والميزان اي عدالة الدقة في القواعد والقوانين الطبيعية ويعبر عنها بعلم الجفر او اللدن أو الولاية التكوينية , وما العلم الحديث الا معشار العلم العملي في القرآن الكريم ولكن تقاصرت عنه عقول الرجال .
انظر لمن يزعم ان رسول الله ص كان اميا لا يقرأ ولا يكتب
لقوله تعالى (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك )) العنكبوت 48
, كأنه لم يقرأ
قوله تعالى (( يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة )) آل عمران 164 .
وقال الله تعالى (( ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين )) يونس 61
, وقال تعالى (( ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين )) هود 6
, وقال تعالى (( الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض وان ذلك في كتاب )) الحج 70
, وقال تعالى (( وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين )) النمل 75
, وقوله تعالى (( ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين )) سبأ 3
, وقوله تعالى (( وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب )) فاطر 11
, وقوله تعالى (( وما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب )) الحديد 22 .
ان محمد رسول الله وعبده ومن معه عبد مربوبون , ولكن في الحديث علماء أمتي كأنبياء أو خير من انبياء بني اسرائيل , واعجب لمن ينبهر بعلم الفضاء وعلم الجينات وغيره من الملحدين , ويستكبر عن الاقرار بعلم الكتاب من رب العالمين . ثم يزعمون ان رسول الله لم يأت بغير الصلاة والصوم ولا يعلم من امور الدنيا شيء فهو لم يبعث ليعلم الناس اشهى المأكولات وارقى الموديلات , وعلى قولهم يصح رأي الفارابي ومعلمه أن الفيلسوف خير من النبي , لأن الاول يعلم والثاني يحفظ , ولا ادري كيف سنفسر قولنا (( الرسول على قدر عقل المرسل )) أو (( محمد سيد الكائنات )) ولكن العيب فينا .. (( لو سكت الجاهل ما أختلف الناس )) .
التعليقات (0)