مواضيع اليوم

(( مرسي فوق الكرسي ))

أنس البياتي

2012-06-30 16:13:54

0


(( مرسي فوق الكرسي ))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org

بعد طول انتظار ووسط ترقب عام منقطع النظير اعلنت اخيرا نتائج الانتخابات المصرية في جولة الاعادة والتي اسفرت عن فوز مرشح حزب الحرية والعدالة وهو الحزب المنبثق من جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي! وبالتالي اختار الشعب المصري لاول مرة رئيسا ذا توجه اسلامي! واعتقد ان النتيجة لاتعد غريبة ولا مفاجئة لما افرزته الانتخابات السابقة من نفوذ للتيار الاسلامي او تيار الاسلام السياسي.
ارى انه من المفيد جدا الاشارة الى سير العملية الانتخابية ونزاهتها ودور المجلس الاعلى للقوات المسلحة في اخراج العملية الانتخابية بهذه الطريقة المحترمة اضافة الى دور القضاء المصري العريق والذي اثبت انه صاحب اليد العليا ولكن ورغم كل ذلك فالجميع امام لحظة تاريخية بالفعل وذلك للثقل الذي تحمله مصر سواء على المستوى العربي او حتى الاقليمي. ومن الطبيعي ايضا ان تظهر اشارات التخوف من العديد من ابناء الشعب, الامر الذي يضع على عاتق الرئيس المقبل حمل اكبر, ان اللحظة التاريخية التي اتكلم عنها هي فاصله في حياة السيد مرسي فاما ان يكون او لايكون واذا اراد للتاريخ ان يذكره بالخير عليه فورا ان يبدا المصالحة الوطنية لان الانتخابات انتهت ولا مجال الان للشعارات الرنانة وغيرها فالان هو وقت العمل وعلى هذا العمل ان يبدا اليوم قبل الغد واولى خطواته هي المصالحة الوطنية وارسال رسالات التطمين مقرونة بأفعال واضحة تدعمها. فالكل متخوف والكل قلق وهو الوحيد الذي يملك السلطة الشرعية الان فاما ان يكون مناصرا للجماهير التي انتخبته فقط ويسلك مسلك من سبقه في البلدان العربية وبالتالي سيلعنه التاريخ والشعب واما ان يكون رئيسا للجميع وهذا المرجوا منه! رغم اختلافي الكبير مع تيار الاسلام السياسي وخاصة الاخوان لكني وللمرة الاولى سأثق بهم ليس لما يرفعون من شعارات ولكنني على يقين انهم يعلمون الان علم اليقين ان من اوصلهم الى من هم فيه الان خليط من ابناء الشعب بكل طوائفه ولكل منهم اسبابه وبالتالي فالمفروض عليهم على الاقل رد هذا الجميل والا فانهم مصرون على الطريق الخاطئ! الديمقراطية هي ليست اختيار الرئيس بالانتخاب لكن الديمقراطية في ان يراعي الرئيس المنتخب حق الجماهير التي لم تنتخبه قبل حقوق من انتخبه والا ستتحول الى دكتاتورية الاكثرية بغطاء مقنع للديمقراطية !
انتظرت كثيرا حتى ظهر الرئيس المنتخب في خطابه الاول ورغم كم الانتقادات التي لدي حول هذه الخطبة وليس الخطاب لكني ساحاول ان اخذ المعاني دون تأويل خاصة وانه الخطاب الاول والمعاني التي استقيتها انه يقول انه رئيس لكل المصريين وهذا شي جيد وبداية جيدة وغير انتقامية واحترم حديثه عن المصالحة ايضا .كما احترم واقدر انه الخطاب الاول وبالتاكيد ان الموضوع يحتاج الى ثقافة رجال الدوله والاتكيت السياسي الذي سيتعلمه اجلا ام عاجلا! ولن اتكلم عن التكتك الذي ذكره الرئيس في اول خطاب له والذي اود ان اعرف كيف تمت ترجمته الى رؤساء الدول الاجنبية التي كانت تستمع الى رئيس اكبر دولة عربية منتخب في اول حديث له؟؟
المهم من كل هذا انها خطوة مهمة جدا على الطريق الصحيح الديمقراطي وعلى الجميع والرئيس اولا احترام القانون خاصة ان القانون هو من اوصله الى ماهو عليه الان اما فاحترام اجزاء من القانون تمثل مصلحة معينة لجهة او طائفة ورفض الباقي وفق المزاجات والاهواء فهذا هو ما اخشاه ويخشاه الجميع وهو ان يتحول القانون الى ائتلاف يراسه الرئيس دون تطبيق اوتطبيقه وفق هوى السيد رئيس ائتلاف دولة القانون! ولنا في العراق خير تجربة.
على اية حال فاننا نبارك وننتظر من الجميع الصبر فهو مفتاح الفرج ولكن دعواتي الى المنافقين والافاقين والكذابين والمجاملين بل وحتى الصادقين والمحبين والشعراء ان هذا الرئيس هو رجل وانسان عادي فلا هو احكم الحكماء ولا هو معجزة القرن او الزمان فلا تجعلوه يصدق غير ذلك وتصنعون منه فرعونا جديدا واعلموا ان الشعوب هي من تصنع الطغاة وان المنافقين والافاقين هم من يجعلون الحاكم يتحول الى دكتاتور وبعدها وعند سماع اي انتقاد يقال له انه من الاقلام الحاقدة والمنتفعة والهدامة ليصدق القائد نفسه ويتمسك بالكرسي ويستخدم الجيش لمصلحته ووووو ويمكن متابعة الحال في العراق لمعرفة باقي التفاصيل ! اتقوا الله فينا فقد ذهبت الايام التي كنا نسمع فيها اغنية معجزة انت وداعتك ياسيدي!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات