(( أغمضوا عيونكم وأقرأوا ))

الى رواد سرقه المال العام :- أياك أعني

 

الى مجلس النواب 

الى مجلس  الوزراء 

الى البنك المركزي 

الى ديوان الرقابة الماليه                           :- وأسمعي ياجاره   

الى مفتش ديوان الرقابة الماليه 

الى لجنته النزاهة النيابيه 

الى ألادعاء العام 

 

الساكت عن السارق ملتف بردائه ، ان منادمه المعيب والمخل بالسمعه رزايا تأبى تربه الأرض الطاهره دفنها بين ذراتها ، والأنسان متى ما أكل خبزه بسعيه  وجهده تكون الحياه كلها شوق اليه وتظل روحه متشوقه لمستقبل سعيد ويبقى في أنقى طهره. 

                                             لنخط أخي العراقي العضيد أنا وأنت على شريط ذاكره كل منا حكمه قالها الفيلسوف كونفوشيوس :- (( بقيت أتذمر من عدم امتلاكي حذاء حتى رأيت رجلآ بلا قدمين )) أيها الأنسان ان النقاء والنزاهة ونظافه اليد واللسان تجعلك ان تعطي من لقمتك لمستحقها . 

رجع صدى :-  

بدوي له خيمه وبعير يعيش على جمع الملح وبيعه للقرى المجاورة لخيمته وصادف أنه في احدى جولاته وبعد أن باع ملحه ان رأى بسطه من انواع الفاكهة لأحدهم وجعل نظره يتنقل على المعروض الا انه ركز نظره على فاكهة المشمش فوجدها ناعمه طازجة فأشترى بعضآ منها وراح يلتهمها واحده بعد ألاخرى مع نواتها ثم عزم عائدآ لخيمته . 

وبعد يومين يبدو ان ذلك البدوي قد أستأنس طعم المشمش كما أن طمع الأنسان يجعله مطيه لشهواته حتى اذا كانت في المنعطفات الملتوية فامتطى بعيره بعد أن حمله شوالات الملح وسار وحنينه لبسطه الفاكهه لا يفارق ذائقته الى ان وصل الى تلك القريه التي فيها البسطه وراح ينظر اليها بشوق ولهفه قائلآ يبدو ان فاكهة المشمش حباتها كبيره والحقيقة ان الذي رأه هي ليست فاكهة المشمش بل نوع من الحمضيات وهو الرارنج فتوهم البدوي ورأه مشمشآ . ويبدو ان صاحب البسطه لم يعرض هذا اليوم مشمشآ بين الفواكهه الاخرى . فاشترى بعضآ من الرارنج ظانآ بانه مشمش فوضع واحده في فمه وهم بابتلاعها فشعر بغصات حرجه كادت أن تخنقه فأستنجد بصاحب البسطه الذي بادر لمساعدته وإنقاذه حتى صحا وهدأ روعه فسأله أيها الرجل ان الفاكهه تمضغ لا تبتلع فما دهاك حتى بلعتها فكدت تختنق وتموت فرد عليه البدوي ضاحكآ (( أشبر وأخرب )) فقال له صاحب البسطه وما معنى هذا المثل ؟ فقال :- معناه أنه اذا أردت تناول أكله ما فيجب عليك فحصها وتعرف نسبه قياسها مع سعه فتحه فمك وجوفه وإلا هلكت . وهذا المثل له مرادف في العراق وهو المثل :-  ((علچ المخبل ترس حلكه )) فقال صاحب البسطه وما  معناه هو ألاخر قال :- ان المجنون لا يضع في فمه علكه الا اذا ما ملأته . 

ختام :- قال الفيلسوف والمفكر والكاتب جبران خليل جبران :- الضمير هو أفضل كتب الأدب وأحراها بالمراجعه والاستعادة  

    

 

                                                                                                    عبدالخالق نعمان الخلف