قمت برحلة خاطفة وسريعة في صيف 2007 الى بعض الدول العربية وكانت المدة أربعة أيام
وقد أقمنا في فندق عريق ومشهور بجمعه بين المحبين واصحاب الهوايات التي تحب الليل وتخلص له
لم تكن هوايتي تتفق مع هواياتهم فجلست اتفكر فيما أفعل ولم أع ِ الا وأنا أمام مكتبة كبيرة الاسم قديمة الميلاد فدخلتها وجعلت أجول فيها وابحث عن شيء جديد اتسلى فيه في هذه الايام حتى وجدت كتابا طالما سمعت به فاشتريته بأجزاءه وعدت الى الفندق
وفي ليلة من الليالي الاربعة - وأنا اجلس في بهو الفندق كالبعير الاجرب لا يَقترب منه أحد ولا يحب أن يجلس اليه احد -
جاءني بعض اصحابنا الذين قدموا معي في تلك الرحلة السريعة ، واستغرب من جلوسي في ذلك البهو ، واستغرب اكثر انني اقرأ في مكان اهله قد رفضوا الثقافة وانشغلوا بالسعادة الوهمية ، (( وحق له الاستغراب )) فلما رأى اسم الكتاب ورأى اندماجي جلس الي مشفقا واحب ان يحقق لي امنتتي او هوايتي التي لا تنفصل عني وهي (( حب المعرفة والتعلم ))
كانت رغبة معرفة الجديد والمجهول رغبة لا تقاوم ، وكان هذا الشاب طويل الصمت شارد النظرة خفيف الظل تخبرك اشارة اصابعه عن اسرار قلبه وكان عيبه الذي لا يفارقه سرعة الجري خلف الوجه الحسن وطالما سقط في ردغة الحب الكاذب ولم يخرج منه الا وهو مكلوم
فقال لي : سوف ترى الليلة ما لم تكن تتخيل ، اخذ ني في سيارة اجرة من باب الفندق الى بعض الضواحي القديمة التي على ضفاف النهر ، ووصلت السيارة الى طريق غير سالك للسيارة فتوقفت السيارة ثم نزلنا وواعد صاحبنا صاحب سيارة الاجرة بعد ساعة من الان ظللنا نمشي على اقدامنا مسافة كيلو واحد
، حتى وصلنا الى بيت ترى ان البوم والغراب قد رفضاه ان يكون بيتا لهما فكيف بالانسان !!!!!وربما خيل الىّ انه سقط لولا بعض الاعمدة التي تقيمه من السقوط ، فهو واقع لا محالة اليوم او غدا
قرع صاحبي الباب فسمعنا صوت اقدام قادمة يدل وقعها على صغر صاحبها في السن والبنية فتح الباب فكأنما فتحت الجنة كانت فتاة صغيرة في العمر بريئة الوجه خماسية القد مكتنزة الجسم ، برز منها ما تحب ان يبرز زاختفى منها ما تحب ان يختفي لم تتكلم معنا بل تركت الباب مفتوحا وولت لم تقل اكثر من ابتسامة صغيرة يراها من في قلبه هوى للصبابة ، لم انتبه لتلك الابتسامة لكن صاحبي ظل يستطعمها
كان وقوفنا لدقائق لا اعرف عددها بعدها سمعنا صوت اقدام قادمة ولكن بطئها وثقلها تدل على ان صاحبها كبير في السن والعقل وقف امامنا رجل بعيد النظرة ، خبيث الصوت تدل شفاته المضطربة على تلعبه بعقول اصحاب الهوى لما راى صاحبنا استبشر خيرا ولكنه سرعان ما تغيرت معالم وجهه لما رأى عينيّ فرايت الخوف والرعب لحظة النظر في عيوني اخذ بيد وانطلق بي الى غرفة المكتب وترك الباب مفتوحا
ثم اخذ يتكلم ويتكلم مثل المذعور من شيئ لا يعرف ماهيته
كانت فكرة هذا الانسان في قمة الخبث عرف ان الناس الذين يعرفون ب((الاغنياء )) لهم مطالب غريبة وعجيبة فهم يحبون التحف من كل شي وهذا الانسان قد عاش معهم فترة استطاع ان يعرف تلك الاسرار بل عرف عرف كيف يصنع لهم الاسرار والمغامرات
فعمد الى ابنته التي فتحت لنا الباب وكانت قد دخلت في سن السابعة عشر فادخلها الى معهد صحي فاتقنت فيه الرياضة التي تبرز ما يحب الرجال وتلك الرياضة مع الاتقان تخفي ما لا ينبغي ان يوجد في المرأة
ثم ادخلها معهدا لتتعلم اداب الاستقبال والحديث والاكل والشرب واهمها طريقة المشي التي تأخذ اللب وتسحر العقل
ثم دربها على طول الصمت ورقة النظرة ونعومة المطمع وصعوبة المنال فهذه صنعتها وصنعته
هامَ الفؤادُ بأعرابيَّةٍ سكنت ... بيتاً من القلبِ لم تمددْ له طنبا
مظلومةُ القدِّ في تشبيهه غصناً ... مظلومةُ الرِّيق في تشبيههِ ضربا
بيضاءَ تطمعُ فيما تحت حلَّتها ... وعزَّ ذلك مطلوباً إذا طلبا
كأنَّها الشَّمس يعيي كفَّ قابضها ... شعاعها ويراهُ الطَّرف مقتربا
وكشف لي في عرض حديثه عن المال الذي جمعه ، من اولئك الاغنياء ( او الاغبياء ) فهو لم يطلب ابدا منهم المال ولم يشر الى الموافقة على ان يستمتعوا منها ولو بلحظات فهم لم يروا منها أكثر من فتح الباب مع تلك الخطوات في القدوم والذهاب لكنها كافية في سلب القلوب والالباب
كان رواد ذلك البيت من عيلة القوم ومن في ايديهم الحل والعقد فكان كل منهم يدخل بالالاف المؤلفة من المال ويخرج تارك تلك الاموال خلفه فلا الذهول سمح له بتقديمها ولا الحزن بعدم الوصال سمح له بأخذها معه
تلك هي خطة الرجل الخبيثة الماكرة الصنع الكثيرة النفع
وكان قد اشترى بتلك الاموال عمارات سبع دخْل كل منها في الشهر 12 الفاً وكان قد عهد بجمع المال الى شركة مضمونة ياتيها راس كل شهر ليقبض المال ثم ينصرف وكان قد اشترى دكاكين كثيرة بأموال تلك البنايات فأصبح ثرياً وجمع من الاموال نقدا أكثر من 3 ملايين وكل ذلك كان في غضون سنة واحدة فقط
ولانه يعلم انهم يحبون تلك الفتاة فقد كان اهتمامه بها يفوق الوصف فقد اهتم بأكلها وشربها وملبسها ولم يترك باباً للسعادة الا ووفره لها
وكانت كلمة المرض اذا سمعها الغني تفعل به فعل السحر حتى يذهل عن نفسه واهله وشأنه كله فيأتي سريعا لكي يتطمن عليها ويكتحل بنظرتها وكان ابوها الخبيث يعلم ما الذي يريده ذاك الغني منها فعمد الى لباس يستر اقل جسمها ويظهر اكثره فتنة ثم يأمرها ان تضع فوقها قطعة قماش بيضاء يظهر ما تحب ويخفي ما لا ينبغي فإذا رأى الغني ذلك الوجه المريض وذلك الجسم العليل صرف امواله لها ووجه ثراءه قِبلها
ما احمق الر جال !!!!!!!!وما أخبث النساء !!!!!!!!!
مدينة صلنفه - سوريا 14/7/2008
التعليقات (0)