((خفي حنين))

((خفي حنين))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org

شاهد العالم كله قبل ايام ختام اولمبياد لندن وكان ختاما رائعا بكل تفاصيله وانتهت دورة الالعاب الاولمبية هناك ونال كل مجتهد نصيبه من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وفعلا ولان للمجتهدين نصيب فقد حاز رياضيو الولايات المتحدة الامريكية على اغلب اوسمة هذه الدورة وتلاهم الصينيون! وكان هذه الدورة تمثل بالفعل الواقع الحقيقي الذي يعيشه العالم الان !
رغم كثرة المشاغل والعمل حاولت ان اتابع هذه الدورة وخاصة الرياضيين العرب ولكن ومع الاسف فقد عاد العرب بخفي حنين ولمن لا يعرف قصة خفي حنين فأوردها بأختصار فقد كان حنين اسكافيا يصنع الاحذية والخفاف ويبيعها للناس وفي ذات يوم جائه اعرابي ليشتري منه خفين لم يقبل الاعرابي المبلغ الذي عرضه حنين ثمنا للخفين واراد ان يساومه لينقص الثمن فأطال الاعرابي المساومة محاولا انقاص الثمن مما اثار غضب حنين وبعد مناقشات طويلة وعريضة انصرف الاعرابي من غير ان يشتري الخفين ,غضب حنين كثيرا واراد ان يغيظ الاعرابي وفكر بخدعة يخدعه بها ويسخر منه فانتظر حتى ان ركب الاعرابي جمله واستعد للعودة الى قبيلته فأسرع حنين الى المكان الذي سيمر الاعرابي منه ووضع احد الخفين وسط الطريق وسار مسافة بسيطة ثم القى الخف الاخر في مكان ابعد بقليل ! مر الاعرابي وهو عائد بمكان الخف الاول ولما شاهده اوقف جمله ونزل وامسك الخف ونظر اليه متعجبا وقال مااشبه هذا الخف بخف حنين الاسكافي ايا خسارة فماذا يفيد هذا الخف وحده؟ لو كان معه الخف الاخر لاخذتهما معا, ترك الاعرابي الخف وركب جمله وواصل طريقه حتى راى الخف الثاني فنزل الاعرابي من فوق الجمل وامسك الخف الثاني وقلبه بيده وقال ياللعجب هذا الخف ايضا يشبه خف حنين تماما يالسوء الحظ لماذا تركت الخف الاول؟؟ وقرر الرجوع على عجل ليحضر الخف الاول ولكن حنين كان يراقب الاعرابي فلما راه قد مشى ليحضر الخف الاول اسرع حنين واخذ جمل الاعرابي بما عليه من بضاعة واختفى ! رجع الاعرابي يحمل الخف الاول فلم يجد جمله فعاد الى قبيلته وتعجب قومه عندما رأوه يرجع ماشيا وسالوه بماذا عدت من سفرك فرفع الاعرابي الخفين وقال جئتكم بخفي حنين !!
بالفعل هذا كان حال الرياضيون العرب وفي جميع المجالات الا فيما ندر وبنسب بسيطة يمكن اهمالها على راي مدرس الرياضيات في الاعدادية !
وردتني رسالة من احد الاصدقاء الاعزاء المقيمين في لندن يشرح فيها كيف كان هو ومجموعة من اصدقائه العرب يمنون النفس بنصر عربي يشفي الصدور ولكن دون جدوى وفي كل الالعاب مشجعون يصرفون الاموال لمتابعة انجاز هو في اعتقادهم كبير ولكن لاحياة لمن تنادي وللاسف الشديد لم يعد الرياضيون العرب حتى بخفي حنين فقد وردتني معلومات كثيرة وخاصة من داخل اروقة البعثة العراقية وبالاسماء التي لامجال لذكرها الان عن حال البعثة العراقيه وكيف تم ادراج اسماء الرياضيين عن طريق رشاوي لمسؤولين في الاتحادات وكيف قام احد المسؤولين بأدراج اسم ابنته في احدى الرياضات ؟ اضف الى ذلك وهذا ليس بسر انفرد بنشره ان عدد الاداريين والصحفيين والاعلاميين ورؤساء الوفود يفوق عدد الرياضيين المشاركين في الدورة؟
والحمدلله عادت الينا الوفود الرياضية المشاركة بصور قرب ساعة بيك بين واخرى من امام لندن اي وعلينا ان نفخر بان الوفد العراقي والعربي استطاع وبنجاح ساحق ومنقطع النظير من الحصول على فيزا تؤهلهم من دخول لندن والتقاط الصور التذكارية بجوار المعالم التاريخية وغير التاريخية واخرها صورة احد الصحفيين لمعالم الشابات اللندنيات؟اضف الى ذلك فضائح الرياضيين العرب التي تملا مواقع التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي!
مبارك لكم هذا الانجاز التاريخي ومن نصر الى نصر وعليه اود ان اطرح سؤال هو غير برئ بأي حال من الاحوال لو كنا قد صرفنا المبالغ الطائلة من تذاكر سفر واقامة ونقل وطعام وغيرها من المسروقات عفوا المصروفات لبناء ملعب ولو صغير لاي لعبة اما كان ذلك احسن من هذه الصور؟؟ دعوة الى الحكومات واللجان الاولمبية في كل البلدان العربية للتحقيق في انجازات الرياضيين العرب في لندن اما الحكومة العراقية فأقول لها ورغم علمي بمشاغلها الطائفية والفئوية والامنية وال....الخ الى متى يبقى جمل الاعرابي المسروق على التل؟