هل تساوى إعلان الدولة الفلسطينية مع المصالحة حسب منظور الرؤية الدولية ؟؟؟...
ونتساءل لماذا هذا الرفض العام والشمولي الذي استجمع الخيارين في كفة ميزان واحدة
أم أن التناقض الدولي في السياسة الدولية أمر طبيعي ؟؟ ...
فأثر الانقلاب والانقسام كان مبرراً إسرائيلياً لمنطق اللا شريك الفلسطيني ، فرددت في كافة محافلها فقدان الشريك في المفاوضات وشماعتها الوحيدة انقسام قيادة الشعب الفلسطيني على نفسها .
وعندما طرأ هناك تغيير في الموقف الفلسطيني – الفلسطيني ينقلب منطق العالم رأساً على عقب ، فذاك " البان جيمون " يستطلع قدوم الرئيس عباس للجمعية العمومية بخيل يحمل فشل الخطاب المزمع
إلقاءه على منصة المطالب الشرعية للشعب الفلسطيني بإعلان الدولة وانسحاب إسرائيل لحدود الرابع من حزيران .
ليشترط المرور بمجلس الأمن الذي ستطلق عليه رصاصة الفيتو الأمريكي محملة بخطوه استباقية للنتنياهو أمام اللوبي الصهويني الذي مازال اللاعب المركزي وصانع السياسة في الأوساط الأمريكية .
أن هذا المزج بين ما هو شأن داخلي فلسطيني بامتياز والشأن الدولي الذي تقر به كل الاتفاقيات وتحاول إسرائيل متأمركة وبالعكس نسف كل ما يقترب من نص إعلان الدولة لهو أمراً يستدعي بصراحة التفكير بأن هاتين القوتين يظهرا ورقة عقوبات غير معلنة سياسياً ومعلنة فعلياً حسب مجريات الأمور على الأرض ، والتي استشعرنا تطبيق أول بنودها منذ إعلان المصالحة الفلسطينية .
ففي البداية :-
– حجز أموال الضرائب الفلسطينية من قبل إسرائيل .
– وقف اجتهادات الرئيس عباس على صعيد التحرك السياسي .
– الاستمرار في بناء الوحدات الاستيطانية .
– الاستمرار بسياسة مصادرة الأراضي وتهويد مدينة القدس .
وما يعتصر الأذهان فكراً والقلوب ألماً ، أن تلك الورقة من العقوبات لم تلقى نصيبها حتى من لغة الشجب والاستنكار .
وكأن العالمين من حولنا قد باتا في سباتٍ عميق مما يخلق مبرراً شرعياً لإسرائيل وأمريكا باستكمال سيناريو المؤامرة على المطالب الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني .
مما يزيد المواقف الفلسطينية أكثر إرهاقاً وضعفاً تواجه هذا العداء المنظم منفردة بواقعها الذي يحتاج لإعادة صياغته وصياغة كل أركانه ، لنستطع مواجهة هذا العالم الظالم الذي لا يعي سوى لغة الاحتلال والاحتكام لدكتاتورية الانفراد بالواقع العربي ككل .
لذلك نقول أن كل ما سبق لا يدعونا لمطالبة القيادة الفلسطينية ، لا بل نستصرخها للاحتكام للغة الشعوب وعليها أن تستقرأ المستجدات بعقولٍ مفتوحة ، لبلورة رداً مؤلماً على إسرائيل ومن بعدها أمريكا .
وأن الحراك الشبابي والشعبي في كافة المناطق الفلسطينية والشتات حاملاً رايات السلام مطالباً الاعتراف بحقوقه وتنفيذ إسرائيل ما تم الاتفاق عليه من قرارات دولية ( 242 – 194)وغيرها تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وعاصمته القدس الشرقية .
من المؤكد أن تلك الخطوة ستساعد على وقف إسرائيل للتفكير بما هو قادم ويجعلها تمعن التفكير باعتناقها هذا الفكر الأحادي الجانب .
وسيحقق هذا الخيار الديمقراطي نتائج ستفاجئ بدايةَ صناع القرار وثانياً الشعوب التي ستتأثر تأثراً مباشراً بهذا الحراك التي ستلبي نداءه .
فنعزل إسرائيل على أكثر من مستوى :-
- نعزل إسرائيل على المستوى الأخلاقي والاجتماعي وعلى المستوى الدولي .
- أن هذا الحراك سيؤثر بشكل مباشر في الشارع الإسرائيلي ( الشعب الإسرائيلي ) .
- سيطال هذا التأثير أيضاً الأحزاب الإسرائيلية المعارضة مما سيكسبنا انتصاراً أكيداً باستعادة الكرة لملعبنا ويجعلنا نطمئن أكثر على عدم انسداد الأفق أمام خياراتنا وأننا نحن من نخلق الخيارات للآخرين .
وان بنك أهداف الشعب الفلسطيني لن يفلس تحقيق الانجازات .
" وسيخرج القيادة من الغرق بمنظومة أمكانية التفكير في أقامة الدولة المؤقتة أو الموافقة على الحدود المؤقتة .
أن الشعب الفلسطيني وبعد هذا التاريخ الحافل من النضال من أجل استرداد حقوقه لم ولن يقبل بأقل من أقامة دولته على حدود الرابع من حزيران 1967م والقدس عاصمة دولته وتكون حدود دولته غير منقوصة إنشاَ واحداً . "
أ : سعيد يوسف
فلسطين
462011م
التعليقات (0)