مواضيع اليوم

هزة عرضية .. رابح التيجاني

التيجاني رابح رابح

2019-06-29 21:32:02

0

 

 

     هزة عرضية .. رابح التيجاني


تلبسها وسكن جسدها فاعترتها قشعريرة اهتز لها كيانها اهتزازا ، تكهربت وتنامى ارتجافها لم يفتر ولم يتوقف رغم كل محاولاتها ضبط حركات أطرافها وسائر جسمها لكنها وهي تحاول تهدئة نفسها واخفاء ارتباكها ودهشتها ظلت ثابتة تتابع المراسيم المرسومة بلا رعب ودون إبداء الهلع من هذا الساكن المقتحم لها دون استئذان ، قديكون جنيا ههههههه ، شحنة من النار الحارقة شبت واندلعت هيجت دواخلها ، قد يكون جنيا مادامت قد استطاعت إطفاء نيرانه وإخماد لهيبه بثلاثة كؤوس من الماء ، كل المشكلة كما أكدت حاجة جسمها للماء، كل المشكلة اجتفاف ، والآن هي في أحسن حال وحالها على مايرام وإن كان عليها أن تقبل لجوء الساكن تكرما منها وتفضلا وإيمانا بحق كل الكائنات في السكن والسكينة ولابأس إن كانت ضريبة موافقتها على لجوء الساكن أن ترقص رقصة النار في عز قيظ الهجير، وليس مهما أيضا أن تعرف شيئا عن الجني وسيرته وطبيعته وعقيدته مادام تحت السيطرة بقليل من الماء أو حتى بخراطيم المطافئ إن اقتضى الوضع ذلك .

هذه الرجفة أو الرعدة أو الزلزلة مألوفة وليست أمرا غريبا أو نشازا في سمفونية تؤديها أوركسترا الأجسام أحيانا من كثرة الشراب ، ليس شرب الماء بالتأكيد وإنما ما حلا أو ماحلا من نبيذ وخمور وجعة وأحيانا من لسعات البرد وشدة القر أوبفعل الشيخوخة والتمظهرات الباركسونية أو الإضطرابات النفسية والمواقف المحرجة والدهشة والخوف أو أوان الإحتضار وخروج الروح أو النشوة والإنتشاء والفرح الغامر بسبب أو من غير سبب.

 

جالت بخاطرها خواطر وتبارى الناس في استحضار طقوس الوثنيين وتحلق السود وشطحاتهم حول نار تلامس عنان السماء ودوران الغجر منشدين في حلقة مشتعلة اشتعالا ، وتراءى لبعضهم لهيب نارعلى علم يدعو بها ضيف ضيفا في الزمن الغابر ، هل تفكر في الرقية الشرعية وغير الشرعية ؟

ابتسمت حينما شاهدت دخان نار ينبعث من كوة الفاتيكان ظلت مبتسمة وماانمحت سطور بسمتها إلا باقتراب ألسنة نار أوقد وأذكى أوارها قرين كائن ما يلتمس الدفء مختفيا بين جمرها رمادا متسكعا عبرها لاجئا هناك ، كهذا الساكن اللاجئ هنا ، فيها ، و بحماها .

هي الآن هادئة ساكنة لاشئ يثيرها ولا شيء يجعلها تدرك مابها أو تجد تفسيرا وافيا وشرحا ضافيا لطاقتها المنبعثة وبراكينها المتوثبة وترددات وارتدادات هزاتها العرضية الشبيهة بالأرضية ، لكنها لن تشرب أبدا ولن تنهل ولن تعب مطلقا ستظل تتأمل قنينة الماء أمامها ملأى جاهزة تماما لا لتروي عطشها بل لإطفاء أي نار قبل أن تقتحم كيانها اليابس المؤهل للإختراق والإحتراق .






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات