مواضيع اليوم

من باريس السيد محمد علي الحسيني يكتب عن مولد خاتم الأنبياء مناسبة لتفعيل الحوار بين أتباع الأديان

مولد خاتم الأنبياء مناسبة لتفعيل الحوار بين أتباع الأديان

http://www.mohamadelhusseini.net/subject.php?id=906

يشكل المولد النبوي الشريف مناسبة دينية مهمة بالنسبة لكل المسلمين في العالم، فهي نقطة تحول في تاريخ البشرية، وانتقال من مرحلة الظلام إلى مرحلة النور، ومن مرحلة الاستعباد إلى مرحلة الحرية ومن مرحلة الضيم إلى مرحلة العدالة، بمولد محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كل شيء تغير، توشحت السماء بأنجم والأرض بسلام وأمان."

جاء مولد محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ليكون شعاع نور وبصيص أمل للبشرية.


*رسالة محمد امتداد لرسائل الأديان السماوية*


إن المرحلة التي عاشتها وتعيشها الأمم السابقة واللاحقة هي موصولة وغير منقطعة، ورسالة السماء كانت واحدة قد تكون هناك خطابات خاصة لنبي موجهة لقومه، لكن التعاليم واحدة، تصدر من مشكاة واحدة، ولايكتمل إيمان المسلم حتى يؤمن بكل الأنبياء والرسل، في تأكيد واضح على ذلك، وما يميز محمد على بقية الرسل أنه جاء للعالمين بكل لغاتهم وأديانهم وألوانهم ومشاربهم ليبلغ رسالة ربه وينشر قيم التسامح والمحبة والإخاء.

بقدوم النبي محمد جاء معمرا برسالة تحترم الأديان واختلافهم، "لكم دينكم ولي دين"، "لا إكراه في الدين".

وعنوان العلاقة معهم قائم على قوله تعالى: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ".


*مولد محمد ذكرى نتعلم منها محبة أتباع الأديان*


من الظلم والإجحاف في حق محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم أن يتم توجيه كلام جارح في حق اليهود والنصارى، وما يحدث لدى البعض هو منافي لقول وسلوك الرسول محمد الذي أكدت المراجع التاريخية حسن معاملته لأتباع الأديان ووصاياه الخالدة الدالة على ذلك، كيف ينسى الكثيرون قصصا حفظناها ونحن صغار تتعلق بجاره اليهودي الذي كان يلقي القمامة عليه وكان رسولنا صابرا محتسبا، كيف ننسى أنه عندما مرض جاره اليهودي استفقده وسأل عنه وذهب ليعوده، ومن المواقف التي تؤكد على احترام الإسلام لأتباع الاديان السماوية، وكان وقوف النبي لجنازة يهودي دليل قاطع لاحترامه للذات الانسانية، فقال له أحد الصحابة متعجّباً: إنّها جنازة يهوديّ، فردّ عليه النبيّ صلى الله عليه واله وصحبه وسلم بقوله: (أليسَتْ نفساً)، فإنّ للنفس الإنسانيّة حُرمةً عظيمةً لا يجور قتل أهل الكتاب أو ظلمهم إذا كانوا غير مُعادين للإسلام والمسلمين.

وهناك قصص أخرى لا تنتهي من مواقفه الإنسانية مع أتباع الأديان لا يسع الحديث عنها في هذا المقال المتواضع.


*الحوار بين أتباع الأديان منهج محمدي أصيل*


في ظل الظروف السياسية والتاريخية التي عصفت بالعالم بسبب ايديولوجيات براغماتية، وضعت أتباع الأديان على صفيح نار لإشعال الفتن وإذكاء الحروب تحت شعارات دينية مختلفة لا علاقة لها بجوهر تلك الأديان، فأصبح هناك شرخ كبير وحساسيات بالغة الخطورة ما استدعى الحال من العلماء الربانيين من أتباع الأديان السماوية إلى التحرك من وحي الشرائع السماوية إلى تحريك خطاب السلام والدعوة إلى وأد الفتن والتحريض على العنف والقتل باسم الأديان.

لا أحد يختلف على اهتمام الإسلام بأهل الكتاب وحرمة أذيتهم لما لهم من مكانة خاصة، وكانت معاملات الرسول محمد صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم وأقواله ودعواته المستمرة إلى الإحسان إلى أهل الكتاب راسخة وتعكس جدية الإسلام في احترامهم وعدم ظلمهم والانفتاح عليهم عبر جسور الحوار.


السيد محمد علي الحسيني

باريس 13 / 10 / 2021




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات