مواضيع اليوم

من باريس السيد الحسيني :إن الحاج ليس لقبا للمباهات بل نعمة يجب الحفاظ عليها ومسؤولية ينبغي الالتزام بها وسلوك إيماني وتطبيق عملي

  من باريس السيد الحسيني :إن الحاج ليس لقبا للمباهات بل نعمة يجب الحفاظ عليها ومسؤولية ينبغي الالتزام بها وسلوك إيماني وتطبيق عملي


 اللهم لك الحمد والشكر أن وفق الحجاج لأداء فريضة الحج، ويسر لهم مناسكهم، وهون عليهم حجهم، ورزقتهم مشاهدة بيته الحرام، والطواف حوله، والسعي بين الصفا والمروه، وبلغهم عرفات، ومبيت المزدلفة، ومنن عليهم بالمغفرة  بمنى.
لك الحمد والشكر، فتقبل حجهم، واجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا، وعملا مقبولا، يا ذا الجلال والإكرام.
أيها الأحبة حجاج بيت الله الحرام: إن من أعظم نعم الله علينا أن وفقنا لحج بيته الحرام، وأدّينا الركن الخامس في الإسلام{لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيل}، ولبينا دعوة أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام)، {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، وتركنا الأهل والوطن وتوجهنا قاصدين البيت الحرام وأحرمنا لله عن المحرمات والمحظورات المحرمة، ممتنعين عن المحرم والعادات السيئة والسلوكيات المشينة، وعملنا بقوله (عز وجل): { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}،  فكنا كذلك إن شاء الله وحللنا ضيوف الرحمن.
واليوم بعد عودتنا من الحج نقول :إن الحج نعمة من الله يجب الحفاظ عليها، ومسؤولية ينبغي الالتزام بها، وسلوك إيماني علينا مواصلته  والاستمرار به, كما كان حالنا أثناء الإحرام .
فإن كان يجب علينا حين الإحرام تجنب  الرفث والفسوق والجدال وباقي المحظورات المحرمة، فهذا يعني ترويض أنفسنا على الابتعاد عن الذنوب واجتناب المعاصي  في كل وقت،  إلا أنه في وقت الإحرام بالحج ألزم؛ حيث تقع علينا مسؤولية كبيرة وحجة إلهية لأننا رأينا وشاهدنا كيف يجتمع الحجيج في عرفات في مشهد من مشاهد يوم الحساب، جميع الناس من كل الأصناف والألوان في موقف واحد، وهذا الموقف لنزداد إيمان ويقين بيوم الدين، ولنرجع بعده للعمل الصالح ونوصي بالحق وبالصبر، ونستقيم على الطريق المستقيم، ونكون قدوة وأسوة للناس أجمعين.
اخوة الإيمان! حذاري من الألقاب والتوهم بها،  فالحج ليس للمباهات وما شابه، فالقاعدة القرآنية تقول:{ليس للانسان إلا ماسعى}.
أخيرا نذكّر أنفسنا ونذكركم بتقوى الله وطاعته، وأن تكون كل أيامنا أيام حج بالتطبيق الفعلي، وسلوكنا سلوك المحرِم في ضيافة الله عزوجل.

* العبد لله.. محمد علي الحسيني.

فرنسا/باريس الاثنين 6 /10/2014




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات