مواضيع اليوم

عمارة وجزاء سنمار

زين العابدين

2010-12-28 06:59:49

0

 

                        عمارة وجزاء سنمار

مجدي الحداد on 15 May, 2010 10:47:00

أختلفت مع دكتور عمارة كثيرا وهو في السلطة، وأيضا بعد أن خرج منها، كابن من أبناء الإسماعيلية، ولكنني أذكر له انه كان المحافظ الوحيد ، والأول والأخير ، الذي أبتكر في
الإسماعيلية ــ وربما على مستوى الجمهورية ــ ومنذ أن عين محافظا للإسماعيلية ، فكرة إقامة معسكرات صيفية للشباب من طلاب وطالبات الجامعات ، بأجور رمزية، ولكن كان يتخللها
لقاءت فكرية وثقافية كان هو ابرز الحاضرين والمحاضرين فيها .
وقد جعل جريدة القناة الإقليمية،والتي كانت تصدر عن محافظة الإسماعيلية ، حيث كان يرأس مجلس إدارتها، منبرا لكافة الشباب من مدن القناة بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية
والسياسية والعقائدية ، وكنت أنا واحدا من هؤلاء ، والرجل كان بحق منفتحا على الجميع ،كما كان مكتبه مفتوحا للجميع ، أو للجمهور ،طوال الأسبوع .وأكاد اجزم أيضا انه المحافظ الوحيد في تاريخ
مصر الحديث ومنذ حركة يوليو 1952 وحتى الآن،الذي كان يسافر ويذهب بنفسه ــ و اعتقد انه كان يجد في ذلك متعة لا توصف ــ إلى كل محافظة من محافظات مصر يوجد بها عدد من طلاب
الإسماعيلية يدرسون بجامعتها للتحدث معهم والاطمئنان على أحوالهم والوقوف على احتياجاتهم ، وأيضا استطلاع أرائهم حول أنجح و أنجع السبل لتنمية الإسماعيلية و النهوض بها ، و قد شرفت يوما بزيارته لنا في المدينة الجامعية المخصصة لأبناء الإسماعيلية في بورفؤاد ببورسعيد في أحد ليالي الشتاء الباردة لتلك المدينة الساحلية الرائعة ، فكم محافظ من محافظي مصر فعل ذلك مع أبناء محافظته من
قبل ، أو من بعد ...
وليس بوسع أي منصف أن ينكر ، أو يتجاهل ، كم الانجازات الحقيقية ، وليست الوهمية ، التي حققها الرجل بالفعل في الإسماعيلية ــ مع تسليمنا أيضا بوجود سلبيات ، وكنا قد ذكرناها في حينها ، و هو في السلطة ، ولكننا لم نعاقب على مواقفنا ، أو يتربص بنا ، كما يحدث الآن ــ ومنها غابة الشباب ، والتي يتم محوها تدريجيا الآن بحجة التطوير ، والتي شاركنا كشباب ،وقتها ، في زراعتها بأيدينا وتأسيسها لتكون
أولا كمصد أو " فلتر " للرياح المحملة بالأتربة التي تهب على الإسماعيلية من غرب القناة ،وثانيا لتكون بمثابة الواجهة أو المدخل الباسم لمدينة الإسماعيلية للقادمين من كل من القاهرة وبورسعيد أو العكس .
ومن مفارقات أو ضربات القدر أن يقوم بعض ممن رباهم وتعهدهم عمارة بنفسه من أعضاء المجلس المحلى، والذي لم يتغير كثيرا ــ ككثير من الأشياء الأخرى التي جمدت وركدت ونكدت وتكلست
في حياتنا لدرجة التحلل العضوي بدعوى الحفاظ على الاستقرار ، حتى لو أدى ذلك إلى التخلف عن العصر والانعزال عن محيطنا الاقليمى حتى في قارتنا الأفريقية ناحية منابع النيل ــ منذ عهده وحتى الآن ، مضافا إليهم بعض المنتميين لبعض أحزاب المعارضة الذين عقد معهم الحزب الوطني ما سمى وقتها " بصفقة المحليات "، والتي كانت بمثابة بروفة لصفقة انتخابات مجلس الشعب القادمة، وهم أنفسهم جميعا تقريبا الذين صوتوا لعمارة بالأمس لتمرير أي قرار يريده عندما كان محافظا للإسماعيلية ، يصوتون الآن ضده ، ولكن على ماذا .. على رفع أسمه وبصمته وأثره من على شارع كان له الفضل في اعماره
وتجميله كغيره من العديد من الشوارع والميادين بل والأحياء الكثيرة الأخرى بالإسماعيلية ، ومن ثم فالرجل يستحق أكثر من أن يطلق اسمه على شارع واحد ، لا أن نستكثر عليه ذلك لمجرد انتقاداته لأداء محافظ
الإسماعيلية الحالي وكذا للتعبير عن آراءه حول بعض القضايا السياسية التي تشغل وتشتعل بها الساحة ، وذلك عبر مقاله الاسبوعى بالصفحة الرياضية بالمصري اليوم .
وان كان زكريا عزمي ، وكما نشر على صفحات المصري اليوم ، رفض استبدال اسم الرئيس مبارك باسم عمارة ، فلم لم يصر الفخرانى على تسميته باسم مبارك انصياعا لرغبة المجلس المحلى لمحافظة الإسماعيلية التي يحترمها ، وكما ذكر على صفحات المصري اليوم في عدد الجمعة الموافق 7 مايو 2010 .. ولم لم ترفض الرئاسة، أو زكربا عزمي، استبدال اسم عمارة بأي أسم آخر ــ مع بالغ احترامنا لكل الأسماء ــ من الأصل طالما إنها وجدت انه من غير اللائق استبدال اسم الرئيس مبارك باسم عمارة..
ومنذ متى ، وفى خلال الثلاثين عاما الماضية من عمر النظام ، يتحرك أحد ، من رئيس وزراء وأنت نازل ، إلا بناءا عن توجيهات وأوامر ورؤية ونصيحة وبصيرة وخبرة السيد الرئيس ،أما أصحاب المبادرات الفردية كعمارة والجويلى فكان جزائهما كجزاء سنمار، حيث ابعد الأول عن الإسماعيلية أولا وذهب إلى وزارة الشباب والرياضة ثم ابعد بعدئذ وفى وقت لاحق عن كل من الإسماعيلية والشباب والرياضة وأيضا
مجلس الشعب ، كما ابعد الثاني عن الإسماعيلية وذهب إلى وزارة التموين ثم ابعد بعدئذ نهائيا عن كل من الإسماعيلية والتموين وأيضا مجلس الشعب ..
ولتحييا المبادرات الفردية ، و كما كانوا يحثوننا من قبل على قول تحييا الأمة العربية ،دونما أي فعل يدعم المبدأين ، وإذا نجحت حكومتنا الآن في إصلاح التعليم ، كما تزعم ،ونتج عن ذلك تخريج أجيالا من الإصلاحيين ومن أصحاب الرؤى والمبادرات الفردية والتفكير النقدي ، وغير ذلك من ميتافيزيقيات ، فهل سترحب وتحتفي بهم ، آم ستنكل بهم وتلعن أبو أم اليوم الذي فكرت فيه في إصلاح التعليم ، وتعود
إلى تطبيق مبدأها وشعارها وديدنها و الذي هو بالفعل والممارسة ؛ " البقاء للأسوأ ..
                         مجدي الحداد
     

هذه المقالة قد نشرت لى من قبل على موقع www.alismailia.com فى 15 مايو 2010 وكان عبد المنعم عمارة محافظا للاسماعيلية فى عهد السادات وبدايات عهد مبارك .

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات