مواضيع اليوم

سيادة البحرين واستقلالها ليست مسالة فيها وجهة نظر

سيادة البحرين واستقلالها ليست مسألة فيها وجهة نظر

بقلم الدكتور محسن الصفار

 

من أهم أسباب النزاعات والحروب في العالم هي إدعائات بعض الدول بمالكية أجزاء أو كل دول أخرى مجاورة لها ولقد كانت شرارة الحرب العالمية الثانية عندما إدعت ألمانيا النازية بأن مقاطعة دانستنغ البولونية هي جزء من أراضي ألمانيا النازية , وبالطبع نحن لانريد باي شكل مقارنة ايران بالمانيا النازية ولكن المسئولين الإيرانيين لم يفهموا لحد الآن أن التصريح المسيء بسيادة دول أخرى لا يمكن المرور جنبه مرور الكرام وهو ليس موضوعاً للمزايدات السياسية التي يقوم بها بين الحين والآخر بعض رؤوس السياسة الإيرانية لدغدغة أحلام القوميين المتعصبين الذي مازالوا يحلمون بالإمبراطورية الفارسية التي كانت قبل 2000 سنة من الآن.

إن تكرار التصريحات التي تمس سيادة البحرين كدولة وشعب وكيان معترف به من الأمم المتحدة منذ عشرات السنين  والإدعاء بأنها كانت محافظة إيرانية والإدعاء السخيف بأن الشعب البحريني لو خُيّر فسيختار أن يكون جزءاً من إيران ليس بمسألة يمكن السكوت عليها بأي شك من الأشكال فهو تهديد صريح وغير مبطن بان إيران لديها مطامع في تلك الدولة و يأتي من قبل شخص كان وحتى فترة وجيزة رئيساً للبرلمان الإيراني ويجب أن يدرك احسن من غيره  ان الأعراف الديبلوماسية لا تجيز أبداً مثل هذا النوع من الخطاب الإستفزازي تجاه أي دولة  وأذكّر بأن سيادة الدول لا ترتبط بمساحتها أو عدد سكانها وأن البحرين على الرغم من مساحتها الصغيرة التي تقل كثيراً عن مساحة إيران ليست بدولة أقل سيادة أو أقل إستقلالية من إيران وإن كون جزء من الشعب البحريني من أصول إيرانية لا يعني أبداً أن ولائهم وإنتمائهم لإيران إذ أن الجميع في البحرين مقيمين ومواطنين يدينون بولائهم لبلد واحد مستقل إسمه البحرين.

ونقول هنا  للسادة المسئولين في إيران بأن النبش في الدفاتر القديمة لا يغير من واقع الحال شيئاً وأن التهديد والوعيد للآخرين لن يركعهم ويجعلهم كوكباً في الفلك الإيراني وأن إيران يجب أن تحل مشاكلها مع أمريكاً بعيداً عن دول الجوار التي ليس لها في هذا الصراع ناقة أو جمل وإن سيادة البحرين وعروبتها وإستقلالها ليست مسألة فيها وجهة نظر أو قابلة لأي نوع من النقاش أو المزايدات الرخيصة من جانب اي دولة او شخص .

ان التبرير الايراني المكرر بان هذه الادعائات لاتمثل وجهة النظر الرسمية للحكومة الايرانية مرفوض لعدة اسباب اهمها ان كل المصرحين هم مسؤولين في الحكومة وثانيا ان من واجب اي حكومة ان تتخذ اجرائات عقابية رادعة بحق من يطلق مثل هذه التصريحات التي تسيئ لعلاقة الحكومة مع دول اخرى ولكننا لم نرى ان الحكومة الايرانية احالت للقضاء اي ممن اطلق مثل هذه التصريحات المسيئة والمهينة لشعب اخر والادعاء بان الشعب البحريني  يدين بالولاء لايران وليس لبلده وحكومته .

اننا نتمنى ان تحسم الحكومة الايرانية هذا الموضوع بشكل نهائي حفاظا على علاقات حسن الجوار مع دول الخليج العربية ومنعا لرجوع هذه العلاقات الى خانة الصفر بعد ان شهدت تحسنا ملحوظا في الفترة الاخيرة ماقبل هذه التصريحات اللامسؤولة تبلور في تبادل الزيارات بين المسؤولين من البلدين والتفاوض لاستيراد الغاز الايراني من قبل البحرين وكل هذا توقف بسبب هذه التصريحات العدائية الامبررة باي شكل من الاشكال .

 وختاما نقول عاشت البحرين دولة عربية مستقلة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات