سرطان خامنئي والسياسة الإيرانية

الإعلان الرسمي عبر وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية خبر تعرض خامنئي لمرض السرطان أثار دهشة الكثير. لأنّ الخبر كان يتداوله الإعلام غير الرسمي و وسائل التواصل الاجتماعي منذ عدة سنين دون أن تعير السلطات الإيرانية أي اهتمام لما يتداوله النشطاء الإيرانيين وحتى الشارع الإيراني. لكن فجأة ظهر خامنئي نفسه يتحدث أمام شاشات التلفاز عن مرضه وكأن الرجل تحول من قائد سياسي الى قديس!. يبدو أنّ هنالك تغيير في طريقة نقل الخبر تشير إلى وجود إشارات الى أنّ النظام ينوي انتهاج سياسة غير معتادة مع مواطنيه والخارج.

منذ أشهر و صيحات المقربين من خامنئي تنادي بتعيين خليفة له يعمل كولي عهد للمرشد حتى تتجاوز البلاد محنة الخلو من المرشد. لكن يبدو أنّ المسألة الآن أخذت أبعاداً أخرى ستترك حتماً بصمات على السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية وخارطة التحالفات الإيرانية في الداخل والخارج في حال بقي أو خرج المرشد من دائرة ولاية الفقيه.

استخلاف مرشد بدلاً من خامنئي سوف يسير بالسياسة الإيرانية الى سياقات أخرى و بقاء مرشد مريض يعاني من سرطان أيضاً سيترك أثاراً على التنافس السياسي الحاد الذي يعاني منه الواقع السياسي الإيراني منذ وفاة المرشد السابق. يبدو أنّ سرطان خامنئي قد أدخل السياسة الإيرانية معه الى غرفة إنعاش سوف لن تخرج منها حتى لو خرج الرجل من غرفة الإنعاش وهو يتّكأ على عكازه الذي اعتاد أن يتكئ عليه فاليوم سياسة النظام الإيراني يسير بعكاز خامنئي الى أن تظهر صورة أخرى غير هذه الصورة النمطية التي اعتاد الكثير عليها.