مواضيع اليوم

العلامةالحسيني رسالة عيد الفطر : علينا أن نفکر کيف الطريق الى جعل هذا الحزن الکبير و هذا الالم العميق منبعا و مبعثا للعمل من أجل خلق حالة جديدة تمنحنا الامل و القوة و الثقة بالمستقبل

 رسالة عيد الفطر 

الحسيني: علينا أن نفکر کيف الطريق الى جعل هذا الحزن الکبير و هذا الالم العميق منبعا و مبعثا للعمل من أجل خلق حالة جديدة تمنحنا الامل و القوة و الثقة بالمستقبل

 بسم الله الرحمن الرحيم  
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين رسول الرحمة و الإنسانية محمد ( ص ). 

واخيرا ودعت الامة الاسلامية شهر رمضان المبارك بعد أن کانت في ضيافة الله عزوجل، حيث إنتهلت من فيض رحماته الواسعة الکثير من الدروس و العبر الغنية التي منحته المزيد من العزم و الثبات للتمسك بالعروة الوثقى التي لاإنفصام لها
هذا الشهر الفضيل ونحن نودعه لنستقبل عيد الفطر المبارك، فإننا نفرح بالعيد کواجب ديني سماوي رغم أن مآقينا تغرق في الدموع على المآسي و الکوارث و المصائب الدامية التي نزلت على رأس شعوب العراق و سوريا واليمن وليبيا و فلسطين بشکل خاص، وهو ماآلمنا جميعا وأصابنا بالکثير من الالم و الحزن و الکرب، وان هذا العيد الذي يفطر فيه الصائمون و يفرحون بفرحة العيد التي لاتعادلها أية فرحة أخرى كما جاء في الحديث:"للصائم فرحتان فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه"، فإن أنظارنا تتجه صوب ثکالى و أرامل العراق و سوريا و غزة، وصوب دموع الاطفال و جزع الشيوخ، وان هکذا وضع ومع کل الالم و الحزن الذي يکتنفنا يجب أن لانسمح له يأخذ منا زمام المبادرة، بل علينا أن نفکر کيف الطريق الى جعل هذا الحزن الکبير و هذا الالم العميق منبعا و مبعثا للعمل من أجل خلق حالة جديدة تمنحنا الامل و القوة و الثقة بالمستقبل
قال الله سبحانه و تعالى في محکم کتابه الکريم: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا و اذکروا نعمة الله عليکم إذ کنتم أعداء فألف بين قلوبکم فأصبحتم بنعمته أخوانا). هذه الآية الکريمة تدلنا على الطريق الامثل لمواجهة کل هذا الحزن و الالم و کلمة السر الاساسية لقلب کل ذلك الى نصر و قوة و إقتدار، فوحدة الامة الاسلامية کانت دائما السر الاساسي في صناعة الانتصارات و المفاخر و الامجاد، وان سنابك خيل المسلمين عندما وصلت الى أقصى نقاط العالم انما کان ذلك أيام کانت الامة أمة واحدة قولا و فعلا، ونحن اليوم أحوج مانکون الى ذلك، فوحدتنا و تآلفنا و تعاطفنا و تسامحنا مع بعضنا عملا بالحديث الشريف: (مثل المٶمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم کمثل الجسد إذا إشتکى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى).

 أمتنا اليوم بحاجة ماسة ليس الى الوحدة فقط وانما الى التواد و التراحم و التعاطف والذي يمنح القوة الامضى للوحدة و يجعلها منيعة.
اننا نتوجه الى أبناء أمتنا في سوريا و العراق و اليمن و لبنان و البحرين و ليبيا و غيرها، أن ينزعوا مافي صدورهم من غل و ضغينة و ان يفکروا قليلا و "تفکير ساعة خير من عبادة ألف عام"، خصوصا وان الله تعالى قد أمرنا دائما بالتفکر و التدبر، بأن الذي يقاتلونه و يقفون له بالمرصاد انما هو أخوهم الذي هو من لحمهم و دمهم، والذي يجب عليهم هو أن يکونون عونا له و ليس وبالا عليه، وان مايحدث في غزة يدخل المزيد من الحزن و الالم في القلوب خصوصا وانه يتزامن مع الاحداث المأساوية المٶسفة في سوريا و العراق و اليمن، وان عدونا يستغل حالة إنشغالنا ببعضنا ليقوم بإستفراد أخواننا في غزة، تماما کما يأکل الذئب الغنم القاصية، ولهذا فإننا نناشد أخواننا في سوريا و العراق و اليمن و سائر البلاد العربية أن يستلهموا الدروس و العبر وان يتعظوا ويعودوا الى أنفسهم و الى شعوبهم و الى أحضان أخوانهم في العرق و الدين و الوطن و الانسانية.
ربنا تقبل صيامنا و اعمالنا، واجعلنا في عامنا المقبل إليك أقرب.
اللهم اجمع كلمتنا، ووحد صفوف أمتنا، وارفع البلاء عنا، واكشف هذه الغمة عن أمتنا، واصلح حال أمتنا، برحمتك يا أرحم الراحمين

العبد لله. .محمد علي الحسيني
بيروت/1435 هجري- 2014ميلادي  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات