مواضيع اليوم

الروائية الطبيبة هيفاء بيطار : أكتب الرواية لأنني أحب أن أكون شاهدة عصر ،،

عمر شريقي

2015-06-06 08:31:04

0

الروائية الطبيبة هيفاء بيطار لــ هماليل:

-      أكتب الرواية لأنني أحب أن أكون شاهدة عصر ،،

-      رواية امرأة في الخمسين هي خلخلة ورفض للمفاهيم الإجتماعية والفكرية للنساء في الخمسين .

-      هذا هو الفرق بين الحكاية والرواية ،

----------------------------------------

 

 

حاورها : عمر شريقي

الرواية هي سرد نثري طويل تصف شخصيات خيالية وأحداث على شكل قصة متسلسلة، كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت في أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً في القرن الثامن عشر، والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذيه الأحداث ، ولعلّ الروائية الطبيبة هيفاء بيطار الأكثر الأسماء العربية البارزة والخبيرة في المشهد الروائي السوري والعربي ، تكتب وتبدع في فن الرواية ونصوصا تنسج حكايات تؤسس للتخيل، وتبحر في الأزمنة مشاغبة ومجربة.

ويمتاز أدب هيفاء بيطار بالعذوبية والجمالية المطلقة ، وتعبر في كتاباتها عن معاناة الأنثى العربية بصدق نادر وأداء مميز ، وللكاتبة هيفاء بيطار عشرات القصص والروايات .

( هماليل ) التقتها وسألتها لماذا الرواية أجابت :

الرواية أصدق تعبير عن الحياة ، وعن الإنسان ، وعن التاريخ ، وهي تخلق واقعا" موازيا" للواقع المُعاش ، وهي برأيي أهم من كتب التاريخ ، مثلا" يكفي أن نقرأ ثلاثية نجيب محفوظ التي رصد فيها التحولات في المجتمع المصري خاصة خلال ثلاثة أو أربعة عقود ، حتى نفهم بعمق الحياة السياسية والإجتماعية والأحزاب السياسية في تلك المرحلة ، وهي تغنينا عن قراءة عشرات كتب التاريخ التي تؤرخ لتلك الحقبة ، كما أن للرواية قدرة إستشرافيه لقراءة المستقبل ،  بالنتيجة وكما يقول ميلان كونديرا في كتابه الرائع (فن الرواية ) : ما تستطيع الرواية أن تقوله لا يستطيع أي فن آخر أن يقوله . وأنا أكتب الرواية لأنني أحب أن أكون شاهدة عصر على الزمن الذي أعيش فيه ،

** روايتك الجديدة التي صدرت في بيروت ( امرأة في الخمسين ) هل تعتقد أنك وجدت نفسك فيها ؟

روايتي ( امرأة في الخمسين ) صدرت نهاية 2014 وكان الإقبال عليها كبيرا" في معرض بيروت للكتاب ، وبرأيي أنني أول كاتبه تطرح إشكالية مرحلة منتصف العمر لدى المرأة ، فهناك نظرة مجحفة للنساء في سن الخمسين كما لو أنهن صرن كائنات لاجنسية ، أو تلاشت أو ضمرت أنوثتهن ، ويُفترض بهن أن يعتنين بالأحفاد والأسرة ويكونوا سندا" للأهل في شيخوختهم ، طبعا" أتحدث بشكل عام إذ لا يجوز التعميم ، لكن النظرة الإجتماعية لرجل في الخمسين تختلف كليا" عن مثيلتها لإمرأة في الخمسين ، يمكن لرجل في الخمسين أن يفكر بالزواج من شابه في منتصف عمره ويكون زواجه مبارك إجتماعيا" ومقبولا" .

رواية امرأة في الخمسين هي خلخلة ورفض للمفاهيم الإجتماعية والفكرية للنساء في الخمسين ، ومن خلال منتدى الخمسين الأشبه بجمعية أسستها شلة من النساء الخمسينيات نتعرف على التجربة الحياتية لكل امرأة ، فعمر الخمسين هو عمر زوال الأوهام والتحرر من عبودية الغريزة إن أمكنني إستعمال هذا التعبير رغم قسوته ، وأعترف أنني فاجأت نفسي في مستوى جرأة طرح مواضيع إشكالية مسكوت عنها . إن عمر الخمسين هو عمر الذروة بالنسبة للمرأة ، ذروة الحكمة والمعرفة والحرية أيضا" لأن المرأة في هذا العمر تكون قد أنهت واجباتها إتجاه أسرتها ويمكنها أن تواجه ذاتها وتقيم حياتها ، وتتساءل ما الذي أريد أن أفعله فيما تبقى من حياتي ؟ وهي رواية ترصد وتحلل –للأسف- ذلك الشرخ في علاقة المرأة بالرجل في مجتمعنا العربي . هذا الشرخ المتشكل عبر سنوات من الإجحاف في حق المرأة من ناحية القوانين ، والعادات والتقاليد ، الخ .

** معظم كتاباتك تتحدث عن النساء المهملات أو المهمشات اجتماعيا ،، ماالذي تريدين قوله ؟

أختلف معك في صيغة السؤال فأنا أكتب عن المرأة في بُعدها الإنساني ، ولا أركز على النساء المُهملات فقط ، أكتب عن المرأة كحالة إنسانية تعيش في مجتمع له خصوصية وله عقلية وقوانين ، كتبت عن نساء متمردات ومتحررات ، كتبت عن معاناة العوانس في ظل عقلية إجتماعية مُجحفة بحق المرأة ، وكتبت عن معاناة المُطلقات وعن جميع حالات النساء . كتبت كثيرا" عن المرأة الأم . وكيف أن مفهوم الأمومة العظيم يُستخدم أحيانا" كأحد وسائل قمع النساء ومنعهن من تحقيق طموحهن في الحياة . أنا أرفض أن أتناول موضوع المرأة ضمن نطاق الأنوثة الضيق فقط ، بل تهمني في بعدها الإنساني . مثلا" روايتي الأولى يوميات مطلقة التي كانت أشبه بسيرة ذاتيه لما عشته من معاناة في المحاكم ، وحيث بقيت بحاله لا إنسانية سبع سنوات من الهجر – هذه الرواية أحبتها كل النساء اللاتي قرأنها لأنني ومن خلال تجربة شخصية وخاصة عبرت عن مشاعر القهر والظلم لدى النساء . المشاعر الإنسانية تتشابه لدى البشر ، ولدى النساء بالطبع .

** برأيك هل أصبحت الرواية تأملات في الفلسفة والفن والعقائد أكثر منها سرد حكاية ؟

بداية هناك فرق كبير بين الحكاية والرواية ، فالراوي ليس حكواتيا" ، الرواية هي خلق وإبداع وهي خلق واقع موازي لواقع الحياة ، وفي عصرنا الحديث لم يعد هناك شكلا" تقليديا" للرواية ، يمكن للرواية أن تأخذ الشكل الذي تريده ، وأن تمزج المونولوج الداخلي مع الواقع ، يمكن ألا تجدين حدثا" واضحا" في الرواية بل تكون رواية تأمل في الحياة والكون والإنسان ، المهم ليس الموضوع الذي تطرحه الروايه ولا الشكل بل طريقة التناول ، كيف إستطاع الكاتب أن يبدع رواية ، مؤخرا" قرأت رواية بالللغة الفرنسية لكاتب مشهور ، لا يوجد حدث في روايته ، كل الرواية تدور في مقهى وتحكي عن مشاعر رجل مُتقاعد ووحيد يقضي ساعات في المقاهي فقط ليتنصت لأحاديث الناس ويخفف من قسوة وحدته . رواية رائعة رغم أنها بلا أحداث ولا شخصيات . وأحب أن أؤكد أن أكثر ما يهم في كتابه الرواية هو كيف نتناول الموضوع ونحلله .

**  رواية نساء بأقفال ومشكلة العنوسة ؟

العنوسة مشكلة كبيرة يعاني منها العالم العربي ، وسببها الأساسي إقتصادي برأيي ، لأن البطاله والفقر يمنع الشبان من الزواج ، لكن ثمة تمييز بين المرأة والرجل في مفهوم العنوسة ، إذ يُقال عن المرأة التي لم تتزوج عانسا" أما الرجل الذي لم يتزوج فيقال عنه عازبا" ! هذا التمييز اللغوي يدل على تميز إجتماعي وفكري أيضا" ، لقد طرحت في روايتي نساء بأقفال مشكلة العوانس النساء والعقلية المُجحفه بحقهن ، ولكنني للأسف لا أملك الوسائل والتصورات لحل هذه المشكلة ، فالكاتب يسلط الضوء على المشكلة ، والحل يكون إجتماعيا" وقد يستغرق زمنا" طويلا" ، لكن مجرد طرح المشكلة هو برأيي الوصول إلى منتصف الطريق لحلها .

**  إلى أي مدى يشغلك القارئ أثناء الكتابة ؟

في الواقع لا يشغلني شيء على الإطلاق أثناء الكتابة ، سوى فعل الكتابة نفسه ، أكون بحالة إنخطاف وتوحد تام مع ما أريد كتابته ، لكن أظن أنني في لا وعيي يكون المجتمع والكاتب والرقيب أيضا" حاضرين ، وربما يؤثرون بي بطرق غير مباشرة وأجهلها ، لكنني حين أكتب يهمني أن أولي الموضوع الذي أكتبه كل إهتمامي وطاقتي ، وألا أفوت فكرة قد تفيد ما أريد طرحه . ما أردده دوما" وأؤمن به أنني منذ لحظة قراري أن أكتب أعطيت ولائي للكتابة وللحقيقة ، ولائي للحقيقة والكتابة مطلق .

وختمت الدكتورة هيفاء حديثها بتوجيه كلمة شكر ومحبة وتقدير للأديب والإعلامي خالد العيسى رئيس تحرير جريدة هماليل متمنية لأسرة الجريدة كل التوفيق والنجاح والمزيد من التألق .

------------------------------------------------




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !