مواضيع اليوم

"20 فبراير": سنخرج للشارع

فتح الله الحمداني

2011-02-27 14:40:12

0

 
"20 فبراير": سنخرج للشارع
فتح الله الحمداني، عضو حركة "20 فبراير من أجل الكرامة" يتحدث ل"كود" عن مسيرة الأحد المقبل
أجرى الحوار أحمد نجيم

الثلاثاء 15 فبراير 2011 - 17:29

قال فتح الله الحمداني، عضو حركة "20 فبراير من أجل الكرامة" أن مطالب الحركة أعادت الحديث عن الإصلاحات الدستورية وأخطاء الحكم الفردي، وتحدث عن خطة الحركة يوم الأحد المقبل. وهذا نص الحوار :


هل تقبل الحركة مشاركة العدل والاحسان واليسار وباقي التيارات الأخرى، ألا تخشون أن يتم استغلالكم سياسيا؟


من حسنات الدعوة للانتفاضة التي أطلقتها حركة 20 فبراير مع ما سطر لها من مطالب كأرضية للنضال، أنها أعادت النقاش إلى الواجهة حول مجموعة من الأمور التي كانت مغيبة، كالحديث عن صلاحية المؤسسة الملكية وأخطاء الحكم الفردي المفضي طبيعا للاستبداد وما يرافقه من تهيئة البيئة لانتشار الفساد في المؤسسات ووترك المجال لتحكم الأيادي الفاسدة في رقاب المحكومين وإن كان النقاش حول هذه المطالب ليس جديدا على الساحة السياسية، فقد لاحظنا أنه صار في الآونة الأخيرة من المحرمات التي لا تذكر إلا على سبيل التصريح بالمواقف المبدئية دون تبني استراتيجية حقيقية للنضال من أجل تحقيقها أو الدخول في مواجهة جدية مع النظام بغرض إرغامه على القبول بها.

مبدئيا نرحب بكل التيارات التي اختارت الدخول على خط الدفاع عن نفس المطالب التي أعلنا عنها والتي تظل قابلة للاغناء والتوسيع، لكن لا يفوتنا أن نسجل أن هذه الخطوة التي أعلن عنها الشباب المغربي قد أثبتت أن واقع الصراع من أجل تسييد إرادة الشعب قد تجاوز هذه التيارات بيسارييها ويمينييها، وثبت فشلها في تبني المطالب الحقيقية للشعب، بل تواطؤها مع الاستبداد ضد إرادة الجماهير، و هي الآن قد وجدت نفسها مرغمة على الاستيقاظ من سباتها العميق و التصريح ب"القول" لحد الآن بكونها تتبنى مطالب الشعب، وإن كنا نشك في قدرتها ميدانيا على مسايرة الإيقاع المرتفع للانتظارات الحقيقية للحركات الشبابية المعبرة طبيعيا عن آمال المواطنين والتي أربكت حسابات الكل ، فالتاريخ يشهد أن أمثال هذه الكائنات السياسية التي تمحور حولها سؤالك لا تختار اللحاق بمسيرة المطالب الشعبية إلا لغاية التحكم فيها وتخفيف إيقاعها، ثم القبول بالتنازلات تلو الاخرى باسم الشعب والدخول في صفقات مع النظام وراء ظهور الجماهير مع ما يتضمنه هذا السلوك من استهتار بإرادتها، لكن نأمل ألا يصدق هذا التحليل ويصمد الجميع إلى غاية تحقيق كل المطالب وإلا فإننا مستعدين لمواجهة كل من يحاول الركوب على نضالات الجماهير بغاية تحقيق أهدافه الضيقة، فواضح الان ألا أحد يملك حق الادعاء بكونه صوت الشعب أو صانع التغيير الذي نعتقد أنه سيتحقق حتما… لقد تأكد أن الشعب وحده القادر على صنع تاريخه…

في صحف معينة تتهم الحركة بالاشتغال بأجندة أجنبية ما ردكم عليها؟

في الحقيقة لا تحتاج مثل التلفيقات التافهة أي رد، مادام أننا نعرف جيدا أنها مجرد محاولة للنظام الذي سخر أقلامه المفلسة ، من أجل تضليل الشعب حول حقيقة الواقفين خلف هذه المبادرة الشجاعة، وصرفه تبعا لذلك عن الانتفاض من أجل تحطيم قيود الاستبداد التي تعيق السير نحو تحقيق المغرب الذي يريده، وواضح أن لا أحد صدق تلك الاتهامات ما دام أن العديد من التيارات تبنت دعوة حركة 20 فبراير من أجل التحرك نحو إحداث تغيير حقيقي للوضع القائم، ولو كان الأمر جديا لسمعنا مضمونا آخر لتصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة غير ذلك الذي صدر عنه والذي اعتبر أن مطالب الحركة تدخل في إطار حرية التعبير، رغم أن تصريحاته لا تعتبر ذات قيمة حقيقية، ولا تعكس رأي المسؤولين الحقيقيين… ثم إن هذا الكلام ليس له ما يثبته، فشخصيا أول من أنشأ مجموعة على الفايسبوك تدعو للانتفاضة على الوضع القائم غداة انطلاق الثورة المصرية، وها أنا أعلن عن هويتي أما الجميع وهاتوا يا من تتهموننا برهانكم إن كنتم صادقين… واضح أن أصحاب هذه الاتهامات قد شعروا بالخجل من أنفسهم ولا يستطيعوا أن يعودوا لإطلاقها من جديد… الشعب يسير ولا يهمه المشوشين والمتآمرين فمأواهم مزبلة التاريخ وبئس المصير.. المهم تأكد بعد صدور هذه الاشارات وتضاربها أن المسؤولين قد استبد بهم الخوف والحيرة بخصوص الطريقة المثلى للتعاطي مع مطالب الحركة، رغم أنها مطالب مشروعة لا تتجاوز ، في بعدها ووسيلة النضال السلمية المتخذة لتحقيقها، ما يتيحه القانون والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان من حقوق وحريات…

هل تتعرضون لمضايقات أو مساومات للتراجع عن المسيرة؟

طبعا تعرض البعض للتهديد ومحاولة الترعيب للتراجع عن التعبئة للانتفاضة، ولكن الجديد هو ما وصلنا من أخبار مؤكدة عن محاولات السلطة المحلية في عدد من القرى التابعة لإقليم تاونات لترهيب أهالي الطلبة الذين يدرسون بجامعة فاس الذين يشكلون القاعدة الاحتجاجية بها، وقد عملت السلطات مستعينة ب"المقدمين" و"الشيوخ" على إجراء بحث في سيرة عدد من الطلبة (هذا ما تأكد لحد الآن ) في محاولة لثنيهم عن المشاركة في المظاهرات، وربما نية اعتقالهم في الحالات التي يقدرها المسؤولون الأمنيون، خصوصا أن الحركة الطلابية بجامعة ظهر المهراز تشكل قوة احتجاجية ضاربة قادرة على الدفع بالانتفاضة إلى أبعد الحدود، وهذا ما يخيف النظام…

كيف ستتم المسيرة ، هل ستنتهي في يوم واحد ؟ وهل اختيرت فضاءات التظاهر؟

التظاهرات ستكون أمام مقرات الإدرات العمومية، والعمالات خصوصا، وتقضي التوجيهات التي اتفقت عليها بعض المجموعات التجمع في ساحة معروفة على مستوى كل مدينة ثم التوجه في مسيرة إلى مقر العمالة أو الإدارة، إلا أننا نأمل أن تتقوى جسور التنسيق بين جمع الأعضاء من أجل الخروج بصيغة واقعية لانطلاق المظاهرات، وهنا تكمن الصعوبة، خصوصا أننا ننوي جعلها انتفاضة ممتدة في الزمن، حتى تحقيق مطالب الشعب العادلة والمشروعة…
لحدود الساعة يبدو أن الاستجابة للمسيرات ستكون كبيرة، إلا أن المتوقع أن تبدأ المظاهرات بأعداد قليلة في الساعات الأولى، يبقى بعدها احتمال امتداد نطاق الاحتجاجات قوي، وعندها لا يمكن أن نتصور مداها فكل الاحتمالات واردة…

الانتفاضة تبقى إفرازا لواقع موضوعي يؤدي طبيعيا إلى توسعها كمعبر عن درجة الوعي بالتناقض بين الواقع المعيش والانتظارات الحقيقية للشعب، وعليه لا نتوقع الاستجابة للدعوة للانتفاضة إلا بدرجة ما وصل إليه وعي الجماهير بهذا التناقض، فهي ليس اختيارا معزولا لأشخاص يجلسون وراء شاشة الحاسوب أو قرارا يتخذ استجابة لحالة نفسية عابرة، لذا فودعوتنا هاته تبقى استجابة لنتائج قراءتنا للشروط الموضوعية للحظة التاريخية التي يمر بها العالم، وهي قراءة قد تصيب أو تخطىء، ويوم 20 فبراير وما بعده هو الكفيل بإظهار حقيقة استجابة المواطنين… لكن إيماننا قوي أن ساعة الحقيقة قد دقت، وأن حسم الصراع لصالح إرادة الشعب مسألة حتمية. وفي كافة الأحوال فإن هذا التطور في المطالب الشعببة بالشكل الذي نشهده حاليا، سيكون له ما بعده، والأكيد أننا ندخل مرحلة جديدة سنسمع خلالها أكثر صوت الشباب الذي يقال عنه أنه راغب عن السياسة، وسيكون حتميا علينا أن نطور قدراتنا التوقعية لاستشراف المستقبل، حتى لا نجد أنفسنا متخلفين عن إدراك ما يعرفه محيطنا من تحولات متسارعة.

ما لاتدركه عقول حكامنا أن العالم يتغير بشكل يفرض القطع مع الأشكال القمعية في التعاطي مع مطالب الشعب، والتأخر في إدراك هذه الحقيقة يجعل فرص الانتقال السلس من عهد الاستبداد إلى عهد تسييد إرادة الشعب تضيع، وما دام أن هذا الانتقال مسألة حتمية فإن إجهاض فرصه ذات التكلفة اليسيرة يعد خسارة تاريخية، فلا حاجة للتذكير أن ما لم يتحقق بالسلم، يتحقق قسرا بالدم…




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !