لم يرسل الله الأنبياء ليفقهوا الناس بأمور دنياهم .. لم يرسلهم سبحانه وتعالى ليعلموا الناس الزراعة والصناعة .. ان أمور الدنيا موكلة إلى عقول البشر وجهودهم .. يتنافسون فيها كيفما شأو .. فإذا تخلف كسول فعلى نفسه جنى وهو وحده الملوم .. وإذا سبق نشيط فلنفسه بغى الخير..وله الحق بفرح الانتصار .. وعلينا ان نعترف أننا تخلفنا .. بل لعلي أقول أن الأمم الأخرى سبقتنا !!.ان طرد المسلمين من أماكن القيادة العالمية لم يكن ظلما نزل بهم , بل كان العدل الإلهي من قوما نسوا رسالتهم .. ان المسلمين لما عادوا إلي الإسلام عادوا إلي الأيام العجاف من تاريخه , فكانت عودتهم امتدادا لتعصب في فقه الفروع الذي ينصر مذهبا على مذهب او قولا على قول مع تجاهل الآثار الاجتماعية لهذا التجميد الفكري على ألامه ..ان الإسلام دين مضبوط الأصول محكم الشرائع.. فلو عدنا الي الأصول واعترفنا ان الاختلافات الفقهية إنما هي رحمة لكان أولى .
والغريب أننا حينما أردنا ألحاق بمن سبقنا من الأمم , انقسمنا على أنفسنا .!فمنا من كان تابعا منبهر بها .! والأخر رافضا لها جملتا وتفصيلا .! وبينهما سوادا أعظم لم يحددوا معالم توجههم بأنفسهم .! تركوا الأضواء للمتطرفين من الجانبين .. يقذفون بهم أما يمينا متشدد , او يسار متطرفا , وأصبحوا يعيشون في الظل هذا يتهم بليبراليه .. وهذا ينعت بالمتدين المتشدد .. وكان الله لم يخلق شيء بينهما !
ان علينا في أمور الدين.. ان نلتزم بما جاءنا من السماء ..أما صلتنا بالدنيا فيجب ان تتسع دائرتها ألي ابعد الحدود , وان نهجر أخطاءنا إلي صواب غيرنا , وألا نستحي من التعلم والاقتباس .. وان لا تبهرنا ديمقراطية الآخرين , فليس من الديمقراطية ألحقه ان يوحد نوع من الديمقراطية على كل بلاد العالم , فهناك اختلافات في تاريخ وتقاليد كل أمه ,فعلينا اتخاذ الوسائل المرنة للأهداف الثابتة , فخدمة مبدءا الشورى بالوسائل الغربية هو الأفضل ..ومن الناحية الاقتصادية والصناعية فان تخلفنا البادي يفرض علينا ان لا ننجرف وراء أحلام تصنيع الطائرات و المركبات الفضائية , التي سبقنا الغرب بمراحل في تطويرها , ونجعل ذلك يثبط من همتنا ونشاطنا .. فيكفي ان نتقن استخدامات ما يصنعون , فالعالم متوجه للتكامل الاقتصادي وسياسة السوق المفتوح ,فليست كل امة مطالبة بصناعة طائراتها ومركباتها .. فلو ان ذلك هو الحال لما تطور العالم قيد أنمله .. فحال المستقبل الاقتصادي والصناعي في العالم سيكون اقتصاد التخصص و الإتقان , وهناك علم ومجال رحب جديد يمكن ان نبرع به ان شئنا ,انه علم (النانو) الذي سيغير كل المفاهيم الصناعية والاقتصادية في العالم, وليس هناك دليل أعظم على بعد نظر دولتنا الرشيدة و على رئسها خادم الحرمين الشريفين , من تبنيها هذا المجال .. انه علم لو تعلمون عظيم , انه علم لو تدركون خطير .. فلا نجعل من أنفسنا جيلا منسحب من الحياة معصوب العينين أمام آيات الله في ملكوته , ان بزوغ هذا العلم في هذا الوقت بالذات دليلا على نبؤه عودة امتنا ألي الطليعة مرة أخرى , فليتنا نفهم ,, والله من وراء القصد
ارجوا التصويت على دستور (الولايات الاسلامية المتحدة) تجدونه في نفس المدونة
التعليقات (0)