آن الأوان لنقول كلمتنا فلسطينين عرب، مسلمين، ومسيحين؛ بأن الثقافة الفلسطينية باتت تأخذ مجدها على جميع الأصعدة منها الرواية القصة الافلام القصيرة، واخيراً المسرحية التي أصبحت تشكل شخصية مستقلة مما تقدمه من أعمال.
ومن بين ما أنتجت الثقافة الفلسطينية، وفي خضم الإحتفال بفلسطين عاصمة الثقافة العربية، مسرحية "قصص تحت الاحتلال" لمسرح وسينماتك القصبة برام الله، . من إخراج نزار الزعبي وتأليف أعضاء الفرقة وتمثيل كل من: محمد عوض وحسام أبو عيشة وإسماعيل الدباغ وخالد المصو ومنال عوض عماد فراجين.
تسلط المسرحية الضوء على معاناة الفلسطينيين تحت الإحتلال الإسرائيلي وتوقهم للتحرر والاستقلال والعيش بأمن وسلام. كما تكشف عن الأثر الذي أحدث الإحتلال على شعبنا الفلسطيني. قد أفصحت عن كل الأثار التي سببها الإحتلال الإسرائيلي على ثقافتنا وشخصيتنا وسلوكنا اليومي، وعلاقاتنا بعضنا البعض. وعملت المسرحية وبأسلوب ناقد رفيع المستوى بالكشف عن الأثر الذي أحدث الإحتلال على طبيعة أحاديثنا اليومية التي نتناقلها صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً، التي باتت لاتخلو من كلمات كبيرة على صغارنا، ووقعها ضخم على نساءنا وشيوخنا ومهلكة لشبابنا، كلمات كثيره قد لايتحملها العقل " دمار، حصار، إحتلال، قصف ...... لو أردنا ذكرها قد لايتسع البحر لها.
بالإضافة الى ذلك تفصح المسرحية عن نقطة حساسة لابد من أن تثير إنتباهنا،"الإعتيادية" بحيث أصبحت كل الأمور مألوفة و ليس هنالك مايثير حفيظتنا، والإعتيادية أمرٌ خطير على شخصنا، وتعتبر من الأثار الكبرى التي حققها الإحتلال على شخص الفلسطيني؛ فهنالك امور عدة أصبحنا نعتبرها بالإعتيادية على سبيل المثل ليس الحصر " إستشهاد مواطن في الخليل، هجوم مستوطنين على مزارع الفلسطينين، هدم منزل في حي الشيخ جراح" أصبحت هذه العبارات فنجان قهوة نتاول كل صباح دون أن يزيد وينقص علينا شيء . زيادة على كل ذلك أصبحت هذه الإعتيادية منهج وأسلوب يستخدم المحتل ضد شعبنا الفلسطيني، ومن هذه الأساليب الحجز على الطرقات" المخصوم" الإستعداد للتفتيش، تحضير البطاقة الشخصية قبل الوصول الى مركز التفتيش وهذه الأمور أصبحت أسلوب حياتنا اليومية، وفي نهاية المطاف تنصهر هذه المسرحية مع بعضها لتشكل سرد مسرحي لكيفية تحول الفلسطيني إلى مجرد خبر تتناقله الصحف ووسائل الإعلام.
وأخيراً تحيه إكبار الى كل من قام على مثل هذا العمل والى الأمام، ونتمنى المزيد ونطمح بأن يكون لهذه المسرحية حضور في جميع الأوساط الفلسطينة
التعليقات (0)