مواضيع اليوم

" ماجدات فلسطينيات و ابتكار جديد "

رأفت الظاهر طه

2010-06-07 13:13:18

0

 

 

"ماجدات فلسطينيات و ابتكار جديد"


لفت انتباهي ما نشرته احد الصحف الفلسطينية اليوم و عزز معرفتي و ثقتي بابناء شعبي الجبار اينما و كيفما تواجدوا ... اكانوا مٌقاومين ام كانوا مُدرسين ام كانوا طلبة علم ... انه الشعب الذي لا يُقهر و لا ينتهي و يعيش الحياة بحلوها و مُرها بل ان مُرها و صعوبتها تدفعه لابتكار و اختراع كل ما هو نادر و جديد و مفيد ... انهن مجموعة من طالبات كلية الهندسة – قسم الهندسة الصناعية - جامعة النجاح الوطنية – نابلس. هذه النخبة من الطالبات استطاعت و بكل فخر و اعتزاز "ان يُصنعن دراجة هوائية قابلة للطي و الثني حتى تصبح دائرية بذات شكل اطار الدراجة" ... و ذلك تحت فكرة ما يسهُل حمله يسهُل بيعه و تسويقه ... بل الأهم أنه يُسهل و يعزز استخدامه ... و بالتالي تلتقي الفكرة بالجودة و امتياز سعري غير مسبوق كون المُنتج محلي فلسطيني وطني .. كونه أصلا تم بإشراف  و إخلاص الدكتور الفذ المهندس حُسام عرمان من الجامعه ... إنهن الطالبات او الأصح المُهندسات المُبدعات : رِماح مشاقي / ياصيد، بيان خليف/عزون، رشا طحلاوي/عتيل، هناء صعابنة / فحمة، وئام عطعوط / بيت ليد. و جميعهن أنهين دراستهن هذا العام من جامعة النجاح الوطنية و التي دوما ما ترفدُ الوطن بخيرة المُتعلمين و القادة.

من البديهي و للأسف اننا كأمه من غرب المحيط الى شرق الخليج نقف بخجل و بسخرية عندما نرى شخصا ما يركب دراجة هوائية و خاصة اذا كان كبيرا بالسن او كانت امرأة و هنا قد تجد السكاكين حائرة باي طريقة تقضي عليها ... فيا ريت ان نقدر هذا بطريقة مختلفة و مرات عديدة قد نضحك بصوت عالي و بهزو و نقد لذيع ... و لكن دائما و دوما الصورة اترينا الفرق بين الدراجة الهوائية في فلسطين او في العالم العربي و مثيلاتها في هولندا و المانيا و دول شرق اسيا ... الدراجة الهوائية هنا عماد من أعمدة و أساس من أسس حياة الفرد اليومية ... بل انها في هولندا اكثر عددا من البشر و من السيارات و حتى في هذه الدولة لا يسمح للسيارات بالسير داخل المدن في ايام العطل و الاعياد ... و لنلاحظ كم هذا يوفر على الدولة من مال و محروقات و شوارع ... الخ بل انه أجمل و أعظم صديق للبيئة ... هي ليست للتنزه فقط بل هي يستخدمها الوزراء و المدراء و الموظفين و الاساتذة و الطلاب دونما حياء او اعياء او تعب بل انهم يتكيفون معها صيفا و شتاءً ...


و هنا في اوروبا معظم شركات النقل و التأجير يوجد لديها خدمة تأجير الدراجة الهوائية و مثال ذلك شركة القطارات الالمانية و كثيرا من شركات السياحة و السفر ...

 هذا الانتاج الفلسطيني يضعُ على المِحك و يوجه اسئله كثيرة و بل لها اجابات أكثر ... تبدأ من أين أتت الفكرة و من ساعد على تنفيذها و من هن هؤلاء الطالبات و ما دور الكلية و الجامعه في هذا الانجاز و هل توفرت و وفرت الجهة المشرفة كل المستلزمات و هل سيجد هذا الابتكار طريقه الى النور و يُصبح معروفا باسم "دراجة فلسطين" و قائمة طويلة من الاسئلة و الاجابات ... اذا، ها هي الجامعات الفلسطينية مرة اخرى مع التجديد و الابتكار و دونما اية مصادر تمويل خارجية او بحث و دعم علمي خارجي بل دونما ان تملك مركز بحوث مشترك يوحدها علميا او دونما ان تملك الدولة المُنتظرة مثل هذه المؤسسة العلمية الهامة و ان يوجد بها ما يسمى باللجنة العلمية و مؤسسة المواصفات!! إنه جهد ذاتي بأمتياز ... للطالبات و لجامعة النجاح.

 أولا : من هنا و تقديرا لهؤلاء الطالبات الماجدات أجد هذا الانجاز العلمي الفلسطيني حقا و شيئا بل كنزا جديدا يستحق كل و اجمل ايات التهنئة و التبريك و ثانيا لا بد من الاستثمار في هؤلاء العلماء الصغار و دعمهم و مساندتهم سواء من الجامعات او من الدولة و ثالثا و ليس اخيرا فيا ترى لو هذا الابتكار كان قد حصل في مكان اخر بالعالم فهل سيغيب عن نشرات الاخبار و البرامج الوثائقية ...

و كما نعلم و تعلمنا جميعا فان استثمار و مستقبل شعبي الوحيد هو العلم و العلم و العلم ... و العلماء ورثةُ الانبياء فقل رب  يا رب العالمين زدني خُلقا ًوعلما ... فبوركت العقول و الجهود و الى الامام و الف مبروك  ...





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !