عرضا مدهشا ينتمي للمسرح التجريبي خرج به عن الايقاع العادي بعنوان " كل شيىء تمام "
جليلة بنت مُرة تروي حكايتها على خشبة المسرح الغزي في ظل الإنقسام الفلسطيني
عادت جليلة بنت مُرة لتحكي مأساتها على خشبة المسرح الغزي في ظل الانقسام الفلسطيني ...التي ذهلت بين شقى الرحى بعد أن قتل أخوها جساس زوجها كليب بن ربيعه فماذا تفعل ؟!! والتي اختارت من الشعر مؤنسًا لها بعد نكسة البسوس فقالت.
"فعل جساس على وجد به قاطع ظهري ومدٍن اجلي"
مشاهد ولوحات وإسقاطات من إبداعات المخرج د.حسين الأسمر في مسرحية " كل شيىء تمام " على خشبة مسرح مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم تمثيل واداء نضال دامو،و إيناس السقا،وسماح الشيخ،و مي أبوزيدان، نص د.عاطف أبو سيف تصميم رقصات رسمي دامو،وإضاءة طارق حميد،وصوت محمد حمدان،وديكور محمد صقر ،وتنفيذ ملابس ليلى الحاج عبد،وكلمات الاغاني إبراهيم المزين،وغناء رولا بخيت،وألحان عبد المنعم عدوان،موسيقى جبر الحاج،ومساعد مخرج خميس المشهراوي إنتاج مؤسسة فكرة.
ويعالج العمل قضايا طالما طرحت قديما وحديثاً الموضوع الغائب الحاضر ألا وهو معاناة المرأة والعنف ضد المرأة رغم التقدم الهائل الذي حققه الانسان في كافة الأصعدة والمجالات الحياتية ومع ما يعيشه إنسان اليوم في عصر الحداثة والعولمة ولكن لم يستطع هذا التقدم أن يهدي البشرية جمعاء إلى السلام والرفق والمحبة والألفة.
إذ تبقى هناك الكثير من مظاهر الهمجية والجاهلية الحاكمة في العصور الغابرة عالقة ومترسخة في النفس البشرية وكأنها تأبى أن تنفض ذلك عنها رغم تغير الرداء الذي ترتديه سلوك أو فعل موجّه إلى المرأة يقوم على القوة والشّدة والإكراه، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والإضطهاد والقهر والعدوانية ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، والذي يتخذ أشكالاً نفسية وجسدية متنوعة في الأضرار.
وتأتي معالجات المخرج د.الاسمر لتسلط الضوء على ظاهرة العنف بشكل عام بشكل إبداعي ضمن مشاهد ولوحات متقدمه من الرقص التعبيري والأداء المتناسق والمتناغم بين ثلاث مبدعات قدمن عملاً ممزوج بالأسى ودعوة صادقه لغدً مشرق وقد جاءت آراء الجمهور التي تم رصدها.
" مستر بيرفكت يحاكم غزة "
الكاتب ناهض زقوت قال:عمل جميل ورائع ناقش قضايا تدفعني للكتابة تحت عنوان مستر بيرفكت يحاكم غزة من خلال "كل شيىء تمام ".
على أن الوضع للمرأة وضع سيئ كثير من القضايا التي طرحتها المسرحية هي موجودة سواء كان من وضع سياسي أو وضع اجتماعي اوعادات وتقاليد تصل لحالة من اليأس لكن لا يمكن لذلك أن يستمر وكل شيىء سيتغير لواقع أفضل من الواقع الذي نعيشه وخصوصاً المرأة والدور أيضاً يقع على المرأة نفسها للتغير بة ما ترسخ من عادات وتقاليد
" مسرح تجريبي وثلاث نجمات "
الكاتب يحيي رباح قال: اليوم من الاعماق أحي المخرج المسرحي الكبير صديقي حسين الاسمر الذي قدم عرضا مدهشا ينتمي للمسرح التجريبي خرج به عن الايقاع العادي وكان متفوقاً استطاع أن يعطى بعد جديد للنص المتفجر درامياً الذي كتبه د.عاطف أبو سيسف وكان لديه نجوم يتحركون على المسرح يعنى يؤدون من داخلهم بوعي عميق لكل كلمة في هذا النص الذي لديه أبعاد وأعماق متعددة نستطيع أن نفخر فلسطينياً لديناً نصاً لدينا مخرج ولديه قدره على الإحاطة بالمعنى الداخلي والخارجي وممثلين ثلاث نجمات ورجل وحيد ونجم كبير وأحيهم وادعوهم أن يتقدموا إلى الأمام.
" نهض بالنص وأوصل الفكرة "
الروائي والقاص غريب عسقلاني قال :في تقديري هذا العمل يطرح قضية حساسة أن غزة من الداخل ليست غزة المعلنة للآخرين وبان هناك ثقافة تحاول أن تحافظ على نفسها وهناك حياة أخرى لا يمكن أن تتنازل عن حقوقها في مقابل الانى والطارئ و أن هذا النص استطاع أن يتسلل بذكاء الى حقيقة الحال واستطاع أن يقول أن هناك إرادة جمعية لا يمكن أن تقبل بهذه الأحوال والقصرية ومن جانب أخر ان الشعب الفلسطيني بقدر ما انخرط في النضال بقدر ما هو يبحث عن الحياة وهى اعمق بكثير من التمسك بالشعارات الوهمية وفي ظل هذا الحال استطاعت الحركة الثقافية والفنية في ظل هذا الحصار الخانق والفكر الأصولي المتزمت أن تقول أن هناك وعى أخر متطور وعصري ويستوعب الحياة والفن ويعيد إنتاج الحياة نحو المستقبل أوحى للمخرج حسين الاسمر الواعي جدا والمثقف والذي نهض بالنص وتغلب على قصورات النص ليوصل الفكرة .
" دعوة للحياة "
المخرج د.حسين الاسمر قال:حاولنا بقدر المستطاع أن نعالج بعض القضايا المظلمة في المجتمع الفلسطيني وخصوصاً العنف الواقع على المرأة من ناحية وضد المجتمع بشكل عام الاقتتال الذي مزقنا وجعلنا شيعا وفرقا نقتتل على اى كلام هذا العمل في النهاية مواجهة ضد الظلم والتسلط والديكتاتورية باختصار شديد هو دعوة للحياة
" مشروع بناء "
فاتن البيومي: منسقة ضمن مشروع بناء بطاقم شؤون المرأة أوضحت:أن العمل المسرحي اليوم هو جزء من النشاطات التي يتم تنفيذها ضمن مشروع بناء بالشراكة مع مؤسسة كير الدولية وتمويل الاتحاد الأوربي ويأتي ضمن مشروع متكامل لتحسين واقع النساء الفلسطينيات وتسليط الضوء على المشاكل التي تعاني من النساء وبالذات قضية العنف ضد المرأة هذا العمل المسرحي وهو جزء من الحملة التي تنطلق ضمن فعاليات هذا المشروع .
وأكدت ان سيرافقها العديد من النشاطات وتم إنتاج اسبوتتات تلفزيونية وعلى الراديو وأن المسرحية سيتم عرضها 29 مرة في مختلف قطاع غزة.
وأضاف يهدف هذا العمل لإثارة قضية العنف ضد المرأة ونرسل رسالة أن الحياة أفضل بدون عنف للرجل والمرأة وان تكون المرأة شريكة مع الرجل وعلى شرائح المجتمع دعم المرأة لتخفيف حدة العنف الحاصل سواء كان الداخلي أو الخارجي في المجتمع سواء كان عنف العادات والتقاليد او السياسي وعنف الاحتلال الذي يؤدى لهدم المجتمع وللتخفيف من العنف ضد المرأة من اجل مجتمع تسوده القيم والعدالة الاجتماعية.
" إحباط ومساندة "
الكاتب الصحفي موسى أبو كرش قال :ما رأيته هذا المساء عرضا مسرحيا شيقا يستحق العرض ويستحق المشاهدة والمخرج د.حسين الاسمر استطاع ان يقدم صورا مرعبه ومدهشه وصورا مؤلمة للواقع الغزي في ظل الاوضاع السياسية المتعددة وفي هذا العرض استطاع أن يسلط الضوء على معاناة المرأة بشكل عام في هذا الواقع وما جرته عليها السياسة والواقع الاجتماعي من مصائب .
وأضاف أن المخرج استطاع من خلال ثلاث فتيات بارعات تقديم أدوارا لمأساة المرأة الفلسطينية وما تعانيه من مشاكل ومعاناة حقيقية بدء من السياسية التي ترتبت عن الانقسام وانتهاء بالدور الاجتماعي الذي أحبط المرأة ولم يستطع مساندتها لتحقيق أهدافها وأخيرا جاءت الفتاه الجامعية التي تحاول أن تستخلص الواقع وتحاول أن تنطلق لكن المدهش في الموضوع أن هذه المرأة لا تخلو من معاناة أبناء العم ود.الجامعة معاناة الشارع الذين شكلوا عامل إحباط لها.
ويرى ابو كرش أن المسرحية رغم كل ذلك استطاعت أن تبشرنا بان المستقبل واعد وان المستقبل الفلسطيني سوف يكون مشرقا وان هذه المعاناة إلى زوال وخصوصا انه تم تسلط الضوء على هذا الواقع لابد أن يتقدم ويرتفع ويسمو على مستوى قيادة الشعب الفلسطيني فيخلصه من المعانة السياسية والاجتماعية والدينية التي سيطرت على المجتمع من خلال الدين ويخلص المجتمع من قبل ذلك وبعد ذلك من جميع الامه لاسيما والقدرة على التعبير عن النفس دون خوف أو ضغوط أو واقع آخر.
" لا بد من جمهور جديد "
ريما الحاج عبد ناشطة مجتمعية في مجال حقوق المرأة رأت انه يجب أن يقدر العمل كعمل مسرحي بعد غياب فترة طويلة للعمل الجاد للمسرح في غزة المخرج حسين الأسمر ابدع مع فريق العمل في تتناول قضايا المرأة بهذا الكم من الطروحات وموضوع المرأة القديم الحديث المطروح على الساحة والذي لم يتم تناوله بشكل مجدي واضح وبعد هذه الفترة الطويله لمثل هذا الموضوع ..
وأشارت إننا لنا أن نتخيل طرح مثل هكذا قضايا من خلال الثقافة و الفن وما يمكن ان يترك ذلك من أثرا مجتمعي يغير شيء في الجمهور الذى كان متفاعلا كثيرا وكان متفهما للقضية اتمنى ان تكون طبقة الحضور مناصرة للمرأة و أتمنى ان يكون هناك عروضا متستقطبة لاكبر عدد ممكن من الناس.
المصدر: أشرف سحويل
التعليقات (0)