يطلق أهل نجد على صاحب الصنعتين بالعامية ( حجام وقلاع ضروس ) , أي انه صاحب مهنتين ,وهذا دليل على عدم التخصص طبعا .. وعدم التخصص يعني انه لا يجيد كلتا الوظيفتين جيدا , فما بالكم برجل يقود اكبر شركة في العالم , وقد وصل لهذا المنصب بالتدريج الذي نحسبه دائما قمة الخبرة في أنظمتنا الإدارية , فلا باس أن يتدرج الجندي إلي قائد , وقد يكون رئيس أركان , فهذا مقبول لان العمل صفته واحدة من أسفل السلم إلي أعلاه , فلا يمكن أن نأتي بمدير عام مصلحة مدنية ونضعه رئيس لأركان جيش , ولكن لا إشكال أن يكون مدير المصلحة المدنية هذا مديرا لشركة أو مصلحة مدنية أخرى .
الغريب هو أن يتدرج مهندس حفر آبار نفط إلي رئيس اكبر شركة نفطية في العالم , فما دخل معدات الحفر والأعماق وجغرافيا التجويفات النفطية في الأرض بقيادة شركة .. اقصد قيادة إدارية .. قد يكون مستشار بميزات تفوق ميزات رئيس الشركة , ولكن الإدارة وعلم الإدارة لها أهلها وعلمها , تضفي على صاحبها قوة تنطبع في سلوكه كله , فإذا تكلم كان واثقا من قوله , وإذا اشتعل كان راسخا في عمله , وإذا اتجه كان واضحا في هدفه , وما دام مطمئنا إلي الفكرة التي تملأ عقلة , والي العاطفة التي تعمر قلبه , فقلما يعرف التردد سبيلا إلي نفسه , وقلما تزحزحه العواطف العاتية من موقفة .. ولكن الرجل المعني بالمقال رئيس شركة ارامكو " خالد الفالح " فهو من الذين إذا وضعوا في مكان الأقوياء تتحول عنده قلة الاكتراث بالناس , بل وإساءة الظن بما يبدون من أراء , أو يكنون من مشاعر عاطفة تفيض بالزراية وتمتلئ بالقسوة , وهذي هي مشكلة كثير من كبار رجال الدولة حتى أكون منصفا , فإذا قربت التغييرات وحان وقت التجديد , ألغيت كل المصالح تخص عملهم , إلا التي تؤثر على إبقاء " مثل ليجدد له حتى ينهي عمله هذا " .. أو " ليصبح وزيرا لأنه أنجز هذه المرحلة وليس عليه ملاحظات " واجزم انه لا يهمهم مصلحة العمل أو ما أوكل لهم من مهام ؟! وعجبي!!
الأستاذ خالد الفالح لا يشذ عن هذه الفئة , ولكنه يزيد انه بقلة اكتراثه بالناس , وإساءة الظن بهم , والشح الشديد إلي درجة التقتير , فهو من عائلة كريمة من أهل" الزلفي " عرفوا بالتجارة و الحرص الشديد .. ولكن الغريب أن صاحبنا هذا جمع كل مفاتيحه ثم وضعها بيد سكرتيرة أمريكية ( تطيح الطير من السماء كما يقولون ) فهي الآمرة الناهية في الإدارة العليا .. تطلب منها مقابلة رئيس جمهورية ارامكو ترفض .. تقول لها موعد بعد شهر تقول اقلب وجهك .. بل إني علمت انه يرد بعض إفراد العائلة المالكة .. من أنت يا خالد الفالح ؟ .. مجلس خادم الحرمين الشريفين مفتوح للصغير و الكبير , وأنت تسد بابك بأجمل جميلات أمريكا .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أين السرية في العمل إذا كان مكتبك وأنت واتصالاتك ترسل يوميا لمنافسيك في السوق , الم تجد في هذا الجيل العظيم من يقوم بمقامها , والغريب ان الدولة توكل له مشاريع بنى تحتية لا يعرف فيها شيا وهو بدورة يوكلها لمن يعرف ؟! .." ثم تتكرر مصائب جامعة K.A.U.S.T التي كتبت فيها سابقا " ..
ان مشاعر الرغبة والرهبة والمنفعة والحرمان ما تزال السر الدفين وراء كثير من تصرفات هذا الرجل .. قد يقول قائل ما بالك على "فرعون ارامكو" سأقول أنها والله من تجربة لمقابلته ولم أتجنى عليه , ولقد اعتدت أن ألقي على الناس تبعة ما أواجه من مشكلات ( تخصني أو أوكل عن احد بها ) , لكن بعد ما ازدادت حكمتي – فيما أخال- أدركت أني وحدي المسئول عما أصابني من سوء معاملة من الفرعون غير المتوج الحجام وأضافوا له وظيفة قلع الضروس , في ثول وجدة وما ندري ما هو القادم ,,
والله من وراء القصد
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)