من أسوأ لحظاتي يا أمي ، حين أبحث عن وقت أجدد فيه إيماني بشريعة الحب والسماء ..، لِأجد كل الأرض حينها لاتستطيع إحتواء هذا الكم الكثيف من المشاعر والفرح ، مازلتُ طيبة يا أمي تنام في يدي الأحلام والعالم صاخب يستهويه دفن أقدامه في وجه الواقع العانس المُنخرطة تقاسمه ناحية القلق والضجر !
مازلتُ طفلة يا أمي لاأجيد غير البكاء ولا أحسن من أمري شيء غير دحرجة وجهي ناحية الذكريات والطفولة والشريطة الزرقاء والحقيبة التي لم تكن تحوي كتباً بقدر ماكانت تحوي ع أسرار الصديقات وفوضى المؤامرات ولذة أصابع الأحلام التي يُشاركني في مضغها الصفحات الأخيرة من كتبي ع هيئة رموز ومُعادلات وصيَغْ وأسماء ، وأرسمها تُفاحة شهية سقطت بفعل جاذبية الأمنية بين السطور ، رحتُ أرددها حد الثمالة والدخول معها في غيبوبة كبرى... إلى أن إقتحمت مملكتي عذابات ثقيلة / خائبة يا أمي مزقت منفاي من أقصاه لأقصاه !
مازلتُ أحتاجُكِ بل أنا في أشد الحاجة لكِ يا أمي ، أحتاجُ ألتقيكِ الآن وأنثر مافي يدي من ورود فوق جبينك لِتُطلقي ملائكة الرحمة من كفيكِ تُغسلُني من نفسي العصية عليَّ ، وأخر بإنحناءة صلاة خالية من خطايايا العِظام ، وزلاتي الصغيرات ثاقبة عين الذات ...، أِصل مُحرِماً بكفن النقاء أخر على جليل أقدامُكِ ورحمة الله وجنته فيكِ ، أتلظى العِتق من " أنا " كما أتيتِ بي ذات قدر !
كُل عام وأنتِ بنكهة الحُلُم والحُب يا أمي
:
خلود عبدالله
التعليقات (0)