" سبّع نفسك " تصبح وزيرا ...!
صورة متعددة الأبعاد نرسمها هنا من ثلاثة جوانب فقط :
بالأمس تساءل الزميل الرويلي عن مغزى تصريح أحد أعضاء مجلس الشورى الذي يبدو أن لسان حاله يقول :" أنا فاض بيّا ومليت " ! وهذا في حد ذاته يمثل الجانب الأول للصورة ..
الجانب الآخر :
إذا كنت موظفا سعوديا عاديا في أي قطاع حكومي أو خاص ، أو كنت متقاعدا ، أو تعمل في أي مهنة عادية غير الوظيفة الرسمية .. بمعنى في كل الأحوال أنت مواطن عادي من الطبقة الوسطى المتهالكة أو الدنيا المتنامية . وبمعنى آخر رقم في90 % من الشعب السعودي .
فأن مرضت فجأة ، أو مرضت زوجتك ، أو أحد أبنائك فلن يكون أمامك في هذه الحالة سوى خيارين لا ثالث لهما :
أما أ تذهب لأحد المستشفيات الخاصة ، وتعرض لهم جلدك فيسلخونه كما يُسلخ التيس في مطبخ للمندي الحضرمي ! وقد تموت بخطأ طبي !
وأما أن تذهب لقسم الطوارئ في أي مستشفى كحومي وعليك أن تتحمل مع المرض مشقة انتظار الدور وتلاصق الأجساد بسبب الازدحام والروائح المختلطة بدماء المصابين في حوادث السيارات .. ذلك لأنك لا تستطيع مراجعة العيادات الخارجية للمستشفى مباشرة وفي أي وقت فهذا يحدث فقط في أحلام
نومك !.
أما أن كنت وزيرا أو قريب من " كرسي " الوزير فلن تكح زوجتك .. بل لن ( ..... ) حتى يُحضر لها طاقما طبيا من
أرقى مستشفيات العالم وعلى نفقة الدولة وهي مستلقية على
سرير نومها !
وهذا بعد واحد فقط من أبعاد الصورة .. !
الجانب الثالث .. مثال 1:
وزارة .. بل وزارات ، يموت في فلك اختصاصاتها أو مجالها المغناطيسي مواطن كل ساعة . بمعنى 24 مواطن في اليوم و720 مواطن في الشهر و8640 مواطن في السنة و86400 مواطن كل عشر سنوات !! وذلك فضلا عن معاق بين كل 34 إصابة جراء حدوث أكثر من مليون حادث مرور في عدة أشر فكم معاق من بين هؤلاء ؟!
ومع كل ذلك ما يزال وزراء هذه الوزارات وعلى مدى أعوام عديدة يستمتعون كل صيف بكل الوناسة في " نيس " و" ليالي الأنس ف فينا " !.
مثال 2 :
هذه قصة من نسج الخيال فلا " يروح فكرك لبعيد " ! :
في (قديم) الزمان و(سالف) العصر والأوان ..
كان هناك وادي يسمى وادي " الملح " ، وكانت إدارة شؤونه
تتبع لإدارة تسمى " إدارة السكر " ، وكان مديرعام إدارتها من أهل المدينة .
وذات يوم حدث حادث في وادي الملح ، ومع أننا لا ننسب لذلك المدير العام أي دور أو صلة لحادث " وادي الملح " بل ربما أنه لا يعلم لذلك الحادث سببا .. ولكنه قضى وقتا في إدارة وادي الملح والأودية المجاورة له .
ومع ذلك ، أي مع حادث وادي الملح بفترة وجيزة أصبح ذلك المدير وزيرا !.
و...... سبع نفسك تصبح وزيرا .. !!
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)