مواضيع اليوم

" رائحة البحر - 3 - "

خلود عبدالله

2009-03-09 16:50:40

0


جئتُ متوشحة ثوب السواد .. حداداً على الحب ذات غياب


أركُض


هاربةٌ نحو البَحر .. أحمل في تلكا يداي ما جمعته من الساحل ساعة إجهاض موج
وأبعثره برعشة يد طِفْلَة تنشُج بالبراءة ذات حب وتتمتم سـ " أغَيبُكَ .. سَاُغَيبُكَ " ..؛؛
أُباغِتْ الشاطئ بِـ أنَةٍ تصفعَهُ بإعصار مُربِك لايهجع بعدها إلا بـ دمار .. يجب أن تموت
النَبتَة التي غُرِست في مسامات الجسد ولَوَثَتْ بِسُمِها شرايين الحب يجب أن تموت /
تُجتذ / تنتهي / تغيب .. فالحقل أُحيل لقطعة ثلج مُميته تصعق جذور الحياة بهلاك / مقبرة
الحياة هناك تَرْحَلْ لامكان فيها غير الموت .. أطفال روحي تَختَنق هناك ، تُهيل الشوك
على خيوط شعرها الأسود بعد ان كانت تُمضِغه راضية مرضية .. الآن تُريد الهرب
فالجسد بات لايُصافح خيالاتها / أوهامُها !

عصافير الفرح التي كانت تُناغي صدري الذي إحتواه ذات حب .. وتتشاقى مع هَبَّاتْ
الهواء لحظة نقاء سماء .. غادَرَتْ الأمكِنة .. وثِمِلَتْ بالهجرْ , وتشاقت مع الفضاء!


أخشى على صدري سَيُصَاب باليَباس .. المَعْبَّدْ سيتحول لِخَرِبَة مسكونة بالأشباح .....؛
قلبي لايُجيد غير الحُب .. هذا الخائِبْ المُلتَحِف أرصِفة الحُلم ... سيموت حَتماً !!
عيناي باتت كقوسين مُنحَنيين مُتجهيَيْنْ صوب الحزن .. مُخَلفتين النُعاس خلف الوسائد
والمِلاءات .. لايأتي ليذهب ... يرحل دون عودة !


شفتايَّ مازالتْ تَحْتَفظ ببلل القبلة الأخيرة التي غَرَسَ جذورها ذات غرق .. وكأنه يَسْكُبْ
الدفء والجنون كُله لِيُغَطي ماتَعَرى من فِتنة وماإلتمع من لآلىء مع ضوء القمر ليلة
كان الموج يعانق الشاطىء برقصة !!


وجهي الصغير ستضيعُ ملامِحَهُ لو صُلِب ع عمود الغِياب .. حتماً ستضيع !
لأني أنا الوطن وهو حدودي / معالمي / تضاريسي / مُناخي !
سيضيعُ الوَطن والمُحتلون كُثُرْ !!




هل أعود ؟!


لن أنظر خلف البحر لَعَلِّي أدهس خيبتي وأعود !







التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !