" خريف " سيدي البرنوصي الخامس .

على الرغم من أن الميزانية المرصودة لربيع مقاطعة سيدي البرنوصي الخامس ،تقدر بالملايين ، فإن الحدث الثقافي – تجاوزا – التي رصدت من أجله ، يكاد يمر عابرا ولا يلتفت إليه أحد ، ليس لأن هناك غياب للتواصل بين الساكنة ومنظمي الربيع ولكن ،لأن البرنامج المسطر ،طيلة 10أيام ، لا يشكل جديدا مضافا للساحة الفنية والثقافية بالمنطقة وهو إن شئت القول ،أشبه ببرامج الجمعيات المغمورة بدور الشباب ومنتدى الجمعيات .

الدورات السابقة ،لم تكن أحسن حالا ، من الدورة الحالية ، بل خلفت ورائها العديد من الأسئلة عن الهدف من تنظيم ،هذا الربيع وصرف ميزانية ضخمة عن محتواه المتواضع ؟

فإذا كانت اللجنة المنظمة تهدف إلى خلق حدث ثقافي بالمنطقة ،كباقي المقاطعات ،فإنها قد أخطأت الطريق ، إلى ذلك ،لأنه بساطة ،دون إشراك أسماء حقيقية ووازنة في المشهد الثقافي والفني بالحي ،تنشيط الورشات الفنية والندوات الفكرية ، والاكتفاء بشلة ،لا هم لها ، إلا ضخ أرقام جديدة في حسابها البنكي على حساب الفعل الثقافي والفني بالمنطقة .

هناك العديد من الوجوه والأسماء الوازنة والتي لها بصمات واضحة ،تغيب ،لأسباب لم تعد تخفى عن الجميع ،لتحل محلها وجوه أخرى ، لا تشكل الوجه الحقيقي للمنطقة .

فالمتأمل في البرنامج المسطر للربيع ،ولكل الأنشطة التي سبق للمقاطعة أن قامت بتنظيمها ، سيجد أن لا جديد تحت الشمس . رغم وجود مركب ثقافي ،لطالما ساهمنا في التسريع بافتتاح أبوابه والعديد من دور الشباب والمنتديات والمراكز ، إلا أن لاشيء يستحق الانتباه .

فلضمان نجاح الربيع ،كان من الضروري الانفتاح على الأسماء التي ساهمت بشكل كبير في الحراك الفني والثقافي ولها حضور لافت في المنطقة وتسطير برنامج يحظى بقبول كل الحساسيات والفعاليات عوض إنزال ،هكذا ،برنامج وملء فراغات الأيام بأي شيء وكل شيء ،وحتى لا تظل البرامج المسطرة كل مرة " نسخة " رديئة من برامج الجمعيات المبتدئة .

لأن المهم لدينا هو مضمون ومحتوى الأنشطة المسطرة ،وليس هو الشكليات والبهرجة التي تصاحب عادة الأنشطة التي تقوم المقاطعة بتنظيمها بين الفينة والأخرى .

وحتى لا يستغلها البعض ، حملة انتخابية قبل الأوان ،وذلك بتمرير رسائل خفية ،لتلميع صورتهم أمام الساكنة .

فهل تجد الدعوات طريقها إلى كل الوجوه الفاعلة في المنطقة أم أنها ،كالعادة ستعرف طريقها إلى البعض دون الآخر ؟ا وهل سيتدارك منظمو الربيع هفواتهم وتصحيح مسار الربيع ، أم أن لا حياة لمن تنادي ؟ا

هامش :

ربيع سيدي البرنوصي الخامس
من تنظيم مقاطعة سيدي البرنوصي ،تحت إشراف عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وبتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر والبحث العلمي
تحت شعار " أجيالنا مستقبلنا "
من 8 الى 17 ابريل