( بــِسـْــمِ الـــلـــَّهِ الـــرَّحــْـمَـــنِ الـــرَّحــِـيـــمْ )
" ثـــَـنــَاءٌ عـَــلـَـىَ الـــثــَّـنــَـاءْ "
قرأت قصيدة رائعة لأخي وصديقي الأديب والشاعر المبدع الأستاذ / عـمـر الـغـورانـي " أبـي مـصـعــب " وهي بعنوان " إعـتـذار وثـنـاء " فقمت من فوري بالرد عليه بهذه القصيدة المتواضعة أمام شاعريته الفذة لأرد له بعض الدين والوفاء الذي تركه بعنقي وذمتي بما قاله بحقي وحق زملائنا وزميلاتنا الكرام الذين يتواصلون من خلال مدونة الأخ الأستاذ / عوني عارف , وأسأل الله عز وجل بمنه وكرمه وتوفيقه أن يحفظنا جميعا من أي سوء أو مكروه وأن يوفقنا ويأخذ بأيدينا دائما لما فيه الخير والفلاح والمزيد من النجاح في كل ما نصبو إليه .
1 أَفَاَءَ السَّفِيرُ بنَثْرِ الدُّرَرْ
وَلَيْسَ غَرِيبَاً وَفَاَءُ عُمَرْ
2 فَجَاَدَ عَلَيْنَاَ بحُسْنِ الثَّنَاَءِ
وَنَاَلَ المَوَدَّةَ حِينَ صَبَرْ
3 وَأُثْنِيِ عَلَىَ شِعْرِهِ شَاَكِرَاً
وَأَرْجُوُ الثَّوَابَ لِمَنْ قَدْ شَكَرْ
4 فَحُسْنُ التَّصَرُّفِ مِنْ طَبْعِهِ
لِبَعْضِ الهَنَاَتِ نَرَاهُ اعْتَذَرْ
5 لَمَسْتُ العَفَاَفَ بأَخْلاَقِهِ
وَيُعْرَفُ صِدْقَاً بغَضِّ البَصَرْ
6 يَفُوُزُ الحَلِيمُ بحُبِّ الوَرَىَ
وَتَمْضِيِ الحَيَاَةُ بكَرٍّ وَفَرّْ
7 بفَضْلِ صَفَاءِ النُّفُوُسِ هُنَاَ
تَوَارَىَ التَّجَاَذُبُ ثُمَّ انْدَحَرْ
8 وَبَوْحُ القَرِيضِ كَغَيْثٍ هَمَىَ
عَلَىَ رَبْوَةٍ تَسْتَغِيثُ المَطَرْ
9 مُرَبِّيِ البَنِينَ يَزِينُ الأُمُوُرَ
بحُسْنِ الأَدَاءِ وَبُعْدِ النَّظَرْ
10 وَشِعْرُ الفُحُوُلِ يُمِيطُ الأَذَىَ
وَحَاشَاَ نَظُنُّ الجَوَادَ عَثَرْ
11 أَتَتْنَاَ القَصِيدَةُ مَوْسُوُمَةً
بعَذْبِ الكَلاَمِ وَلَحْنِ الوَتَرْ
12 فَتَىَ الغَوْرِ قَدْ جَادَ فيِ قَوْلِهِ
فَلاَ فُضَّ فُوُهُ بتِلْكَ العِبَرْ
13 فَلِلَّهِ دَرُّكَ يَاَ صَاَحِبيِ
أَجَدْتَ وَأَبْدَعْتَ فِيمَنْ حَضَرْ
14 عَرَفْتُكَ غِبَّاً مِنَ المُنْتَدَىَ
تَرَكْتَ بنَفْسِيِ جَلِيلَ الأَثَرْ
15 وَعِنْدَ اللِّقَاَءِ وَجَدْتُ الفَتَىَ
كَرِيمَ العَطَاَءِ كَدَفْقِ النَّهَرْ
16 نَقَاَءُ السَّرِيرَةِ فيِ قَلْبهِ
تَفُوُحُ بعِطْرِ الشَّذىَ وَالزَّهَرْ
17 يَجُوُدُ بشَهْدٍ نَقِيِّ صَفَاَ
لِنَرْشُفَ مِنْهُ خِلاَلَ السَّفَرْ
18 أَخَاَ الجُوُدِ بالبِرِّ أَنْتَ النَّدَىَ
يُنَاَجِيِ الرَّبيعَ وَيَرْوِيِ الشَّجَرْ
19 وَبَشَّاَرُ مِثْلُكَ نَبْعُ الوَفَاَ
وَعَوْنِيِ حَفِيُّ بحُبِّ البَشَرْ
20 لَهُ الوُدُّ وَالفَضْلُ فيِ جَمْعِنَاَ
وَبَشَّاَرُ كَاللَّيْثِ حِينَ زَأَرْ
21 وَيَجْهَرُ بالحَقِّ أَنَّىَ يَرَاهُ
لِيُبْعِدَ عَنْهُ نُيُوُبَ الخَطَرْ
22 وَفَدْوَىَ الأَمِينَةُ فيِ نَقْدِهَا
تَفِيضُ عَلَيْنَاَ بطِيبِ الثَّمَرْ
23 تُحَاَكِيِ تَمَاضُرَ فيِ وَعْيهَاَ
مِثَاَلُ النَّجَابَةِ مُنْذُ الصِّغَرْ
24 وَيَمْضِيِ سَعِيدُ بأَشْعَارِهِ
وَلاَ بَأْسَ فيِ الفَحْصِ بالمُخْتَبَرْ
25 لِتَأْتِيِ القَصَائِدُ مَوْزوُنَةً
وَيَحْنوُ عَلَيْهَاَ يَرَاعُ عُمَرْ
26 وَفَاَرِسُ ذاكَ الجَوَادُ الأَبِيُّ
يُطِلُّ غَرِيبَاً وَيُبْدِيِ الحَذَرْ
27 غِيَابُكَ يَاَ زَاَئِرَ المُلْتَقَىَ
لِفَرْطِ الحَيَاَءِ بشَهْرِ صَفَرْ
28 سَيَتْرُكُ فيِ النَّفْسِ عُمْقَ الأَسَىَ
وَيَبْعَثُ فِيهَاَ النَّوَىَ وَالضَّجَرْ
29 وَتَغْرِيدُ طُوبَاَسَ فيِ فَنِّهَاَ
تُنِيرَ المَعَاَرِضَ مِثْلَ القَمَرْ
30 رُسُوُمِكِ تَزْهُوُ كَوَشْيَ الرَّبيعِ
وَقَدْ أَبْدَعَ اللَّهُ نَقْشَ الصُّوَرْ
31 أُشِيدُ بفَوْزِيِ مَعَ المُنْتَدَىَ
مِنَ البَدْوِ ضَمَّ وَأَهْلِ الحَضَرْ
32 وَذَاكَ العَطَاَرِيُّ فيِ فِكْرِهِ
هُوَ البَدْرُ شَعَّ بوَجْهٍ أَغَرّْ
33 لِتوُنُسَ نَشْتَاقُ حَيْثُ رِضَاَ
بِسَرْدِ النَّكَاَتِ كَرَشْقِ المَطَرْ
34 وَيُضْفِيِ عَلَىَ المُنْتَدَىَ نَكْهَةً
تُدَاوِيِ العَلِيلَ كَحَقْنِ الإبَرْ
35 لِيَاصِيدَ أَشْتَاقُ مِنْ مُهْجَتِيِ
وَحُسْنِيِ رَفِيقِ الصِّباَ مَاَ الخَبَرْ ؟؟
36 أَرَىَ البُعْدَ يُولَدُ مِنْهُ الجَفَاَ
فَقُلْ لِيِ برَبِّكَ أَيْنَ المَفَرّْ ؟؟
37 طَلاَلٌ نَفِيءُ إِلىَ بَحْثِهِ
وَكَاَنَ أَبُوُهُ عَظِيمَ الأَثَرْ
38 فَصَالِحُ كَاَنَ لَنَاَ قُدْوَةً
لِخَيْرِ التَّلاَمِيذِ عُمْرَاً نَذَرْ
39 يَحُثُّ عَلَىَ العِلْمِ طُلاَّبَهُ
وَيُوُصِيِ الشَّبَابَ بزَرْعِ الشَّجَرْ
40 فَزَيْتوُنُهُ شَاَهِدٌ وَاضِحٌ
مَدَىَ العَيْنِ بَاَتَ وَمِلْءَ النَّظَرْ
41 سَأُهْدِيِ إِلىَ رُوحِهِ بَاقَةً
بنَجْدِ الخُزَامَىَ وَشِيحِ قَطَرْ
42 خِتَاَمُ الحُرُوفِ سَأُدْلِيِ بهَاَ
مِنَ اللَّهِ تَرْتِيبُ كُلِّ القَدَرْ
43 رَبِيعٌ تَبَسَّمَ فيِ قَرْيَتِيِ
مِنَ البَقْلِ يُنْبِتُ أَشْهَىَ الخُضَرْ
44 ثُغَاَءُ الشِّيَاهِ إِلىَ مَسْمَعِيِ
وَأَرْقُبُ فيِ الحَقْلِ رَعْيَ البَقَرْ
45 هُوَ اللَّوْزُ أَشْتَاقُ نُوَّارَهُ
وَصَيدَ الغُرِيْرِيِّ عِنْدَ النَّوَرْ
46 هَنِيئَاً لِيَاصِيدَ فيِ ثُلَّةٍ
وَهَذاَ الحِرَاكُ دَلِيلُ الظَّفَرْ
47 رِيَاَضُ الثَّقَافَةِ قَدْ أَيْنَعَتْ
فَمَنْ شَاَءَ يَجْنِيِ بَهِيَّ الدُّرَرْ
جــَمـِـيــلُ الــكـَـنـْـعــَانِــيّ
الــريــاض في 20/03/2011 م
الـمـوافـق 15 ربيع الثاني 1432 هـ
التعليقات (0)