ذاع صيت الأخطبوط (بول) في الآونة الأخيرة ، لأنه إستطاع - بقدرة قادر - أن يتكهن نتائج سبعة من أصل سبع مباريات ضمن فعاليات كأس العالم بجنوب أفريقيا! .. حيث يتم عرض الفريقين المتنافسين على حضرة (الأخطبوط العرّاف) في شكل صندوقين زجاجيين مليئين بالطعام الذي يفضله ، ويحملان ملصقين بعلمي بلديهما ، فيقوم بالإختيار بينهما ! ..
يعيش (بول) بمنطقة غربي ألمانيا ، التي تكهن بخروجها من المنافسة العالمية على يد الإسبان ، وهو ما حصل بالفعل .. فكان أن تحول الإعجاب إلى سخط ، ووعيد بشيِّ الأخطبوط وتحويله إلى طبق سلطة ، وتهديد صاحبه عن طريق البريد الإلكتروني !؟ .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة هو : ما الذي قلب إعجاب الألمان بأخطبوطهم إلى نقمة وتهديد ووعيد بعدما كانوا يعرضون تكهناته على الهواء مباشرة عبر قنواتهم ، وبعدما كانوا يعتبرونه مفخرتهم أمام العالم ؟! ..
الجواب بسيط ، وهو أن ردّة فعل الألمان عادية جدا بالنظر إلى الطبيعة البشرية (العجولة) ، والراغبة بشدة في إستكشاف خفايا المستقبل ، ومعرفة ما يخبؤه قبل أن يحين أوانه .. لكن عندما يتحقق لهم ذلك ينكرون النتائج التي لاتعكس رغباتهم ، والتي لاتتماشى وأهواءهم! ..يعني ما دام الأخطبوط ألمانيا (فيجب عليه وبلا نقاش) أن يرشح ألمانيا حتى ولو أسفر اللقاء عن نتيجة عكسية (حقيقية) بعد نهايته ! .. ما يعني بالضرورة تنكرنا للحقائق ما لم تتماشى و(ستايلاتنا ومزاجاتنا) ! ...
الألمان أرادوا قتل (بول) ، فقط لأنه قال الحقيقة ـ أو هكذا بدا للعيان على الأقل ـ بشأن نتائج فريقهم ، راسمين بذلك لوحة مألوفة في دنيا البشر الذين يصدقون ماشاءوا ومتى شاءوا ، وينكرون ذات الأشياء متى ما شاءوا حتى ولو كانت حقيقية ومن صميم واقعهم !..
ملاحظة : تكهن (بول) بخصوص المباراة النهائية ، أن إسبانيا ستتوج باللقب العالمي على حساب هولندا ، وأن ألمانيا ستفوز بالمركز الثالث على حساب الأورغواي ، فهل سيرضى عنه الألمان ؟ .. والأهم هل ستصدق تكهناته هذه المرة ؟! .. سننتظر ونرى .
رابـط الصـورة
ــــــــــ
تاج الديــن + الوكــالات : 07 ـ 2010
التعليقات (0)